[c]
== مدخل (( هرطقي )) .. (( طرطقي )) == [/c]
دحــيٌــم ،،
سـعـيـدان ،،
حـمـيـدان ،،
ثلاثة شباب في مقتبل العمر اجتعوا في ليلة (غاب بدرها) واتفقوا أن يكشتوا في الويك اند للبر حيث الهواء النقي والطبيعة الخلابة والضبان الشهية..
اللي جاب دبٌة الغاز واللي جاب التيس واللي جاب الخيمة .. حملوا الددسن 2003 اللي بغبرته .. وشدوا يم الصمان ( منطقة صحراوية معزولة تلفها الكثبان الرملية شرق الرياض ) ..
في أثناء رحلة الـ270 كيلومتر وفي منتصف الطريق لمح سعيدان (( ضــبـــاً )) قد صفٌا طبلونه زاحفاً على جانب الطريق مطلقاً العنان لعكرته التي أخذت بالتأرجح يمنةً ويسرى ومثيراً عــجــٌةً حجبت الرؤية لمسافة سبعة وثلاثين متراً ..
أشار سعيدان نحو الضب وقال لدحيٌم (( ضب .. ضب .. ضب .. الــــــــــــــحقه )) .. لم يصدٌق دحٌيم خبراً ودعس البنزين على الصاجة مترجلاً عن الطريق الإزفلتي خلف الضب المنطلق .. تسايل لعاب الثلاثي الرحٌال وأعينهم متسمٌرةً بالعكرة السمينة الغنية بالبروتينات والفيتامينات والفياجرات ..
لاحظ الضب ذلك الددسن الذي بدا وكأنه سبعاً يسارع الخطا زائراً نحو فريسته الضعيفة .. إنما ضبنا ليس بفريسة ضعيفة بل أنٌ دمجته الصغيرة أخذت بالتفكير سريعاً بحيلة تخلصه من العرابجة الذين يطمحون بمضغ عكرته وعرمشةِ عظامه ..
شبك الضب الدبل وعشق بالثاني وجنح نحو منطقة وعرة على مقربة من الهاي وي .. بكل ثقة تبعه دحيٌم غير مبالياً بوعورة الطريق وخطورته .. كيف لا وهو سائقُ متمرس ويقود ددسناً جديداً شدٌُ بلده بكفرات بريدجستون بالون ..
التفت الضب للوراء وشاهد الددسن مندفعاً نحوه بكل ثقة ، فابتسم ابتسامةً خبيثة وواصل الركض نحو طعس صغير نصبتهُ الطبيعة فخاً لمن يحاول اصطياد ضبٌنا الوحداني ..
[c]
الضب يلتفت للخلف راسماً ابتسامته الخبيثة [/c]
اقترب الددسن أكثر وأكثر من الضب بينما استعد سعيدان وحميدان لفتح أبواب الغمارة والقفز نحو الضب واقتياده حياً .. في تلك الأثناء امتد لسان دحيٌم حتى وصل المرتبة الخلفية ومنظر العكرة يترائى له مقترباً ..
في تلك اللحظات وبينما سعيدان وحميدان ودحيم قد ضمنوا غداءاً شهياً حصل ما لم يكن في الحسبان .. ما أن لامست عجلات اللدسن الطعس حتى غطست بالرمال وتهادى اللدسن .. أخذ امبير السرعة بالاقتراب نحو الصفر فتهادتْ مكينة الددسن حتى صمتتْ مغتالةً فرحة الشلة الصغيرة ..
غطست العجلات بالرمال حتى كادت أن تختفي الجنوط .. توقف الددسن تماماً .. وعم صوت رهيب مقصورة الددسن .. تلاه نظرات غضب من سعيدان وحميدان نحو دحيٌم .. ثم تعالت الأصوات عتاباً وشجاراً حول هذا الفشل المبكر والذريع ..
توقف الضب عن الجري .. الفت إلى الوراء ووقف على قدميه رازاً صدره بثقة .. تشققت أوداجه بابتسامة الانتصار .. والقى نظرة شفقة على الثلاثي الخاسر ثم أنطلق مرة أخرى شاقاً طريقه بخفة وثقة على صياهد الصحراء المقحلة ..
ترجٌل دحيم وسعيدان وحميدان عن الددسن .. بحثوا في الصحن عن كريك أو جاروف أو حتى فاروع ولم تسقط أعينهم على أيٌ منها .. شعروا بخيبة أخرى وأخذ كلٌُ منهم يلقي باللوم على الآخر .. تناول حميدان صحن الرز واستخدمه للحفر بينما استخدم دحيم وسعيدان أيديهما العارية .. استغرق الحفر ساعتين حتى تنفس الثلاثي الصعداء بعودة محرك الددسن إلى الزئير وكفراته إلى الصرير على ازلفت الطريق ..
مسك الثلاثي الخط مجدداً نحو الصمان .. بعد ساعة تراءت لهم الطعوس العالية .. ترجل دحيم مرٌة أخرى عن الطريق .. استغرب سعيدان وحميدان هذا التصرف ولكنهم لم ينطقوا ببنت شفة .. أوقف دحيٌم الددسن على مقربة من الطريق وعلى بعد بضعة كيلومترات من الطعوس .. خرج من المقصورة وأشار إلى صاحبيه بالخروج .. أحضر ترمس الشاي وبسط الزولية فجلست الشلة في دائرة وسكب سعيدان الشاي في البيالات بعد أنْ أضاف وريقات من النعناع لتهدئة الأعصاب..
كان اجتماعاً جدياً واتخذ فيه الثلاثي قرارات تحميهم مغبٌة الوقوع في الأخطاء السابقة وتجعل رحلتهم ناجحة بكل المقايس ..
القرارات هي::
1. احضار عدة الطوارئ شاملةً على أدوات الحفر التقليدية ..
2. تنسيم الكفرات وشبك الدبل قبل الدخول في الطعوس ..
3. عدم الاستعجال على الصيد والتريث حتى الوصول إلى الهدف المطلوب ..
والأهم ..........
4.
عدم إيقاع اللوم على شخص بعينه بكل عشوائية في حال وقوع خطأ بل العمل على إصلاح ذلك الخطأ وترك العتاب حتى العودة من الرحلة ..
[c]
** ملاحظة: تم تحوير التضاريس الجغرافية لتتناسب ومحتوى القصة ;) ** [/c]
[c]
== مخرج إلى الواقع ==
.. بعيداً عن الهرطقة ..
.. بعيداً عن الشلة والكشتة ..
.. إلى الواقع الحزين ..
.. إلى الهلال وكأس الأندية الخلجية ..[/c]
خسر الهلال بالأمس كأس الأندية الخليجية ..
خسرها وقد كان أقرب الفرق إليها ..
خسرها بعد أنْ ضمنتها الجماهير الهلالية قاطبة ..
• خسرها .. أمام من ؟؟
أمام العربي الكويتي .. الفريق الذي كان طريقنا إلى أولى تلك البطولات .. الفريق الذي كان طريقنا إلى إكمال عقد ثلاثية القرن .. الفريق الذي رزحت شباكه تحت وابل الأهداف الهلالية الجابرية ..
• خسرها .. أين ؟؟
في دوحة الإنتصارات السعودية .. في دوحة البطولات الهلالية .. في الدوحة التي شهدت ميلاد أولى البطولات الآسيوية الهلالية .. في قطر ، على الأرض التي شهدتْ ليالي هلالية ذهبية لا تنسى ..
• خسرها .. كيف ؟؟
قدمٌ اللاعبون أداءاً هزيلاً في معظم مباريات البطولة .. :sad: ..
لعب بيلاتشي بخطة إسمها (( بلا خطة )) ..
هلالييون لم يكلفوا أنفسهم مشقٌة اجتياز الحدود السعودية-القطرية والوقوف خلف زعيمها .. :sad: ..
أما الإدارة فلم نلمس منها أي تصرف تصحيحي رادع خلال أيام البطولة .. :sad: ..
والناتج الطبيعي هو روح إنهزامية واضحة .. أما النتيجة النهائية فهي خسارة (( مخجلة )) .. :sad: ..
• والآن .. وبعد أنْ طارت الطيور بأرزاقها .. لنشخٌص الواقع الذي عاشه الفريق الهلالي قبيل بطولة الأندية الخليجية ..
- دخل الزعيم البطولة بعد سلسلة من المستويات المخيبة ..
- دخل الزعيم البطولة بروح مفقودة ..
- دخل الزعيم البطولة وبيلاتشي لايزال يبحث عن مصباح علاء الدين ..
-
دخل الزعيم البطولة بينما جماهيره بدأت بالإحتفال بها حتى قبل بدء أولى مبارياتها .. ..
- دخل الزعيم البطولة والإدارة الهلالية لا تزال تجرب اللاعبين الأجانب (بعد انتصاف الموسم) ..
أخطاء كثيرة .. واسقاطات أكثر .. فمالعمل ؟؟
في الطب .. يشخصْ الطبيبُ المريض ويبحث عن موطن الداء .. ثم يصف الدواء ..
في الهلال .. بلا أي تشخيص ، يتم وصف الدواء ثم الانتظار علٌه يكون الشفاء ..
اسلوب تقليدي عشوائي حسب نظرية (( على عماها يمكن يكون فيها البركة )) ..!!
أشعرُ بأنٌ بيلاتشي سيغادر الرياض قريباً ..
هل إقالة بيلاتشي هي حبل النجاة الذي سينقذ الزعيم من الغرق ؟؟
- سؤال استنكاري 1 :: هل الهلال بحاجة إلى (( التجديد )) ، أم أنه أحوج منه إلى (( التطوير)) و (( التصحيح )) ؟؟
- سؤال استنكاري 2 ::
هل (( التطوير )) الذي نبحث عنه يستوجب (( التجديد )) ؟؟
اقالة المدرب هي أحد التخبطات المتوقعة ..
ما يحصل وما قد سيحصل هو مزيد من التخبطات بأنْ يلقي الجمهور بالمسؤولية على اللاعبين وأن يلقي اللاعبون بالمسؤولية على المدرب وبأن يلقي المدرب بالمسؤولية على اللاعبين وأن تلقي الإدارة بالمسؤولية على المدرب .. كل طرف يلقي باللوم على الآخر في سلسلة متشعبة لا منتهية ، وياقلب لا تحزن ..
• يختلفون .. يتعاتبون .. يتخاصمون .. ثم يسقط الأضعف (( بيلاتشي )) ثم نهنىء أنفسنا بزوال مشاكل الهلال ..
..!!
إسقاط بلاتشي هو مثال فقط عن أحد الأدوية الهلالية (( التخبطية )) المتوقعة .. وهو مغبة السقوط في فخ (( التجديد )) بحثاً عن (( التطوير )) .. :sad: ..
• باعتقادي أنٌ العلٌة الهلالية ليست في بلاتشي فقط .. أعتقد أنٌ الأسرة الهلالية بحاجة إلى جلسة مستفيضة مع النفس .. بحاجة إلى البحث عن موطن الخلل والفشل ..
ومن المسلمات أنٌ أولى خطوات العلاج هي الإعتراف بوجود المرض .. يجب على الإدارة الهلالية أولاً أنْ تعترف بوجود خلل واضح وكبير في الفريق الأول ..
• أعتقد أيضاً أنٌ الهلال يعاني مرضاً (( نفسياً )) أكثر من ما هو (( عضويْ )) ..!!
فلدى الزعيم إدارة يُحسد عليها .. ويمتلك نخبة من النجوم الدولية العريقة .. ولديه مدرب يمتلك سجل حافل بالبطولات .. ومع ذلك فنتائجه مــخــيـــبــة ..!!
• بداية التصحيح تبدأ من كل ضلع من أضلاع النجاح الهلالية الأربعة مجتمعة ::
1. اللاعبون مطالبين بالعودة إلى أشرطة المباريات السابقة ودراسة أسباب خيباتهم ..
2. المدرب مطالب إعادة النظر بالخطة والتشكيلة وتوظيف عناصر الفريق وتغطية نقاط الضعف..
3. الإدارة مطالبة بمتابعة أكثر للفريق عبر فتح قنوات حوار صريحة مع المدرب واللاعبين ..
4. الجماهير مطالبة بالحضور إلى التدريبات والمباريات والوقوف خلف عناصر الفريق في هذه الأزمة .. والتخلص من عقدة أننا جماهير انتصارات وبطولات فقط ..
• تَعثٌرنا .. بل (( سَقطنا )) في كأس الأندية الخليجية ..
هي بلا أدنى شك خيبة أمل (كبيرة) .. ولكنها قد تكون فرصة (أكبر) للتصحيح ..
كنا ننتظر تحقيق البطولة لكي تشكل دافعاً معنوياً للفريق في المشاركات القادمة (( وهي الأهم )) .. ولكن وقعَ ما لم يكن بالحسبان وخسِرنا بصيصَ أمل عودةِ الروح الهلالية ..
• نحنُ الآن أمام (( فرصة أخرى )) .. وقد تكون فرصةً أفضل .. فرصةً لإعادة الحسابات والبحث عن الأخطاء في حال أعطى رجال الهلال حيزاً من وقتهم
لتشخيص الداء قبل وصف الدواء ..
• باختصار شديد ::
قد نكون (( غرٌزنا )) في بطولة الخليج .. ولكن المهم أنٌ لا نغرٌِز في (( الصمٌان )) ، في البطولة الآسيوية وفي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد ..
وسلامتكم ..
..
[c]
تقبلوا خالص تحيات
أخوكم أبوسعد [/c]