سقط الهلال•• هكذا قيل بعد مباراة الأمس•• ولست أدري كيف سقط الهلال؟!
السقوط يعني أنك تقف تمشي تنطلق، ثم يحدث لك تعثر•• وما حدث في قطر لا يدل على سقوط، لأن الهلال لم ينهض أبدا حتى يسقط!!
لم يقدم أي مستوى يشفع له بأن يكون البطل•• للبطولة مواصفات•• أولها أن البطل ليس لديه وقت ليثرثر، ويتظلم ويشتكي ويتباكى، البطل لا يعتمد على لاعب ميزته الوحيدة أن قدمه قوية وعمياء أيضا، عمياء لأنها فقدت الاتصال مع العقل، العقل هو ما يحرك الأمور•
يقول سامي الجابر : (إن هناك من يحاربه، وإن صحيفة وطنية تهاجمه) •• وكان يريد أن يقول إن من يحاربه هو ضد الوطن!!
ونسي سامي أن النجم (أي نجم) يصنع عشاقه وأعداءه، وأن العشاق والأعداء مهمون له، وبدونهم لن يكون الإنسان نجما•• الأعداء هم من يدفعوننا لنحارب ونحاول أن نثبت لهم نجوميتنا أو نتركهم يأكلون أنفسهم كلما هزمناهم وحققنا البطولة•• العشاق هم أشبه بماء يقدم لمتسابق المارثون في طريقنا نحو النجومية، بدونهم سنسقط ولن نصل، والعشاق والأعداء لا بد منهم، ليواصل النجم مساره، بل الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون أعداء له، وإن لم يكن، أوجد له أعداء وهميين•• كما حاول محمد البكر أن يقنعنا بأن هناك الكثير لا يريد للهلال أن يحقق البطولة، وراح يوزع التهم كصكوك تارة للأطفال الذين لم يحضروا الكرة بسرعة، وتارة للحكم الذي إن لم يحسب 7 دقائق وقتا ضائعا فهو فاشل•• وكانت هناك 90 دقيقة لم يصنع فيها الزعيم أي شيء•• فهل سيصنع في هذه السبع العجاف؟!
نواف المحارب الذي بدا أنه استسلم، ولم يعد لديه حلم ليحارب من أجله، كان مختلفا وضعيفا، لم يكن ذاك الفارس المحارب الذي يبهر خصومه قبل عشاقه•• ربما يظن عشاقه أن هناك من يحاربه، وليكن•• لماذا استسلم لهذه الحرب، أو لماذا دخل معهم هذه المعركة طالما سينتصرون عليه•• هذا إن صدقنا أن ثمة من يحاربه!!
حتى الدعيع تعالى عن الكرة وتكبر، فأدبته•• الكرة لا تعرف أنها بيدي الأخطبوط، وعليها أن لا تقع، الأخطبوط يعصر الكرة بين يديه فتدين له، الكرة كالحياة لا ترضخ إلا للأقوياء•• فهل شاخ الأسد/الأخطبوط حارس القرن وعليه أن يرحل بعيدا؟!
هذا السؤال لا يملك الإجابة عليه سوى الدعيع، الذي تكبر على الكرة فأدبته•
رئيس الهلال بارع في الجانب الاقتصادي، لكن الرياضة لا تحتاج للاقتصاد فقط•• ثمة أمور أخرى على رئيس الهلال أن يكملها وإلا تصبح كل الصفقات مصابة (بالكبد الوبائي)•• أنت تحتاج شخصا قانونيا حتى يوقع عقدا قانونيا سليما، ولكن هذا القانوني تحتاجه في نهاية المطاف، لا بد أن يمر اللاعب غير السعودي على مشفى، هذا المستشفى يعرف مواصفات اللاعب الجيد•• فتمنع الصفقات الضعيفة بالمرور، القانوني لا يفقه في الطب، والطب لا يفقه في القانون، والاقتصاد لا يكف لنجاح ناد•• فهل ننتبه لهذه المعادلة قبل أن نعلق كبش الفداء المدرب على المشانق لينام الجميع مطمئنين، ظانين أنهم أزالوا المشكلة؟!
قد يظن البعض أني أدافع عن المدرب (بلاتشي) ولا أحمله المسؤولية، ولكن ماذا ستفعل لو كنت مدربا أمامك 11 لاعبا يستحقون التغيير!!
يقول عاشق سامي الجابر: إن الذئب مصاب، والمدرب يلح عليه في اللعب•
هل المدرب مخطئ هنا أم اللاعب القائد الذئب، والذي قيل إنه ذكي؟! حين تلعب•• عليك أن تتحمل مسؤولية موافقتك على اللعب، ولا تحملها لأحد•• وهذا ما لن ينتبه له أحد•• فعاشق سامي سيرفض هذه النقد، لأنه يرى أن سامي فوق النقد•
ثمة أمر أهم وهو الجمهور، الذي ترك دوره الحقيقي، وهو تمويل النادي بالحضور، وتفرغ للحرب البليدة والغبية في المنتديات، هذا يقول أبعدوا المصيبيح ولا يقول لنا لماذا نبعده وما الخلل الذي فعله سوى كلمات خلطت بالطين فقط، وذاك يلعن كل اللاعبين غير السعوديين وينتقد الإدارة لأنها لا تتعاقد مع لاعب (يملى العين) على حد زعمه•
ونسى هذا وذاك والآخر، أن الجمهور إن أراد شيئا يستطيع أن يفعله•• تريدون لاعبا بمستوى (باتستوتا) فقط ليدفع كل منكم عشرة ريالات، وهي قيمة اشتراكك في (الإنترنت)ليوم واحد، لتلعن كل اللاعبين غير السعوديين، وستجد من تحب في فريقك•• ولكن كيف سيثق هذا الجمهور أن هذه العشرة ريالات ستذهب للمكان الصحيح، هذا ما يحتاج أن يوجد له حلا رجل القانون الذي يظهر بالصورة وهو يوقع مع لاعبين، لا يعرف أن أي عقد قانوني لن يكتشف أن هذا اللاعب (سيئ المستوى)•
بين لاعبين كالخشب المسندة، وإدارة تعرف كثيرا في الاقتصاد لكنها لا تملك أداوت لتكتشف (الكبد الوبائي)، ومدرب بدا مسكيننا، لأن القانون لا يسمح له بتغيير 11 لاعبا، وجمهور يصنع حروبا وهمية•• ضاع الهلال أو هكذا بدا لي، ولن أصدق ما يقوله البكر من أن هناك الكثير من لا يريدون أن يحقق الهلال البطولة، ولا أن السبع دقائق العجاف التي لم يحتسبها الحكم هي المسئولة عن هزيمة الهلال• إن ما حدث من الداخل•• وعلينا أن نكشف الغطاء لنعرف ما الذي حدث، ولماذا كل لاعب يريد أن يسدد على المرمى بوضع غير مناسب، وأنانية غبية؟!
قال أحدهم: إن الهزيمة تولد يتيمة بلا أب•• فصدقناه، والحق يقال: إن الهزيمة لها ألف أب•• فهل نبحث عن آباء الهزيمة لنصححها•• أم ستخرج المقالات تطارد الحكم والسبع دقائق العجاف، أو تطارد المجرم (بلاتشي) وتطالب برأسه•• عبرة لكل مدرب يهزم الهلال•• ولست أدري كيف يفرط المدرب بمكافأة فوز أكبر من راتب عميد جامعة؟!
وإلى ذاك الحين أستودعكم الله، على أمل أن تجدوا الهلال، الذي ضاع بين الرياض وقطر، ولم يصل لهناك•• لكن أحدا انتبه أن الزعيم تاه في الطريق بين الرياض قطر•• وجلس يحلم بأن البطولة سيأتي بها الزعيم الذي ضاع في الطريق!!