بسم الله الرحمن الرحيم

عشت ليلة كئيبة .. ليلة مغادرة الزعيم البطولة الآسيوية ... ضاقت علي الأرض بما رحبت وأنا أرى فريقي العملاق يتلقى هزيمة قاسية في قاموسنا تلك الليلة.. كل شيء جميل رأته عيني في ذلك المساء تحول إلى سواد قاتل .. لم أكن أتوقع أن تكون هذه هي نهايتنا في بطولتنا المنتظرة .. لم يدر بخلدي أننا سوف نودع بهذه الطريقة ...

هذا هو شعوري وشعور كثير من جماهير الزعيم العاشقة للتميز والزعامة والتي لا ترضى بذل الهزيمة والخسارة .. لكنني بعد أن هدأت العاصفة وعاد عقلي إلى جمجمته .. وذهب عني شيء من حزن الخروج .. وعادت الأشياء الجميلة لاحتلال أماكنها المعتادة في حياتي ....
بعد هذا كله وبعد خلوة شرعية مع عقلي المهموم وقلبي المحزون ...... خرجت بعدة نقاط أتمنى أن تفكروا بها حتى تنسوا مرارة الخروج وهم المغادرة المفاجئة ::::

أولاً : الإيمان بالقضاء والقدر .. وأن الله تبارك وتعالى كتب لنا هذا الخروج ومهما فعلنا فالله غالب على امره .. فكروا في هذه النقطة تحديداً وستقنعون أن ما حدث إنما كان بتدبير من الله جل جلاله وليس لأن فلاناً أدى وعلاناً فشل .. وليس لأن فريقنا كان ضعيفاً أو لا يمكنه تحقيق البطولة ..........


ثانياً : لا يعاني فريقنا من جدب في البطولات .. ولا من شح في الانجازات ... نحمد الله أن فريقنا لا يمر عام إلا وله بصمة أو أكثر يفرح بها عشاقه ويزيد بها أنصاره وغيرنا أقصى طموحه أن يكون وصيفاً لنا .. فهل بعد هذا تحزنون يا جماهير الزعيم ؟ .


ثالثاً : العضماء هم من تعترض حياتهم المصاعب ومسيرتهم المشاق وطريقهم يكون مليئاً بالأشواك فيتعثرون لكنهم لا يسقطون ... وزعيمنا هو عظيم آسيا وفارسها الاول ومهما ابتعد عنها وتعثر في طريقه إليها فسوف يصل إن عاجلاً أو آجلاً وسيفرحنا بها مهما طال بنا الأمد .. لأن الحب ليس إلا للحبيب الأول .


رابعاً : الزعيم سيد الساحة السعودية ولا يستطيع أحد أن يحاججنا في ذلك وكم من فريق تجرع ذل الخسارة منا بنتائج قياسية حتى أصبحت النتائج الكبيرة ماركة مسجلة باسم الهلال وأنشأ قائمة بالأندية التي اكتوت بنار الخماسيات منه وهذه القائمة تضم بين جنباتها فريق الاتحاد الذي لم يستطع هزيمتنا بفارق أكثر من هدفين رغم أننا كنا في أسوأ حالاتنا ,, وكان هو في أوج عنفوانه وقمة مستواه وعطائه .. ولن يجدنا مستقبلاً بأسوأ من هكذا حال.


خامساً : إدارتنا تشعر بمرارتنا ولن تألوا جهداً ولن تدخر مجهوداَ في سبيل تعويضنا وإسعادنا بهذه البطولة وغيرها في قادم الاعوام إن شاء الله .. وقد سرني أن وعدنا شبيه الريح قبل مباراة جدة بأننا سوف نشاهد الفريق الذي نتمناه في الموسم القادم بغض النظر عن نتيجة مباراة الاتحاد ولن يهدأ له بال حتى يحقق لنا طموحاتنا جميعها ,, وسر سروري بما قال أنه جاء قبل المباراة ومهما كانت النتيجة .. فلو أنه قاله بعد المباراة لقلنا إنه جاء لتهدئتنا وامتصاص غضبنا ..


سادساً : كرة القدم فوز وخسارة ولا تدوم لفريق مهما علا شأنه .. ومهما كان تألقه وفنه ... ومهما بلغ تكتيكه وانسجامه .. ومهما كبر اسمه وصولجانه ... الفوز والخسارة وجهان لعملة واحد هي كرة القدم .. ومتى ما أقتنعنا بذلك فسيخفف علينا ذلك وطئ الخسارة ومرارة الهزيمة .. وسنتقبل الخسارة كما نفرح بالفوز.


سابعاً : خسارة زعيمنا ستشفي صدور قوم قلوبهم مريضة وربما ساهمت خسارتنا في إلتئام بعض جروحهم .. فلندعهم يفرحون فقد تكون هزيمتنا سبباً لشفائهم ونكون بذلك قد كسبنا أجر المساهمة بإذن الله.


ثامناً : لنفخر بقريقنا ولنعلم أنهم لم يكونوا يحلمون بالفوز علينا ... وإذا أردت أن تتأكد فانظر إلى حال جماهيرهم فرغم أنهم كانوا متقدمين بالثلاثة إلا أن حالات الإغماء كانت حاضرة بينهم لدرجة أعتقدت معها أننا لا نشاهد مباراة بل نشاهد مظاهرات شغب تتدخل فيها قوات مكافحة الشغب لتفريقها وتظطر إلى استخدام القوة لذلك وتوقع مئات الجرحى الذين ينقلون إلى المشافي بسيارات الإسعاف ...


تاسعاً : أما جماهير المسيار الذين فرحوا لهزيمتنا واعتبروها فوزاً لفريقهم معتقدين أن كل الطرق تؤدي بهم إلى روما وإذا بهم في سريلانكا فلا نقول لهم إلا أعانكم الله على ما تجدون من فريق الضغط والسكر.



عاشراً : من يملك جماهير مثل جماهير الزعيم التي لا ترضى بغير البطولات واعتلاء المنصات فلا شك أنه لن يضيع درب الانجازات وسيسلك دروب البطولات ... وما دمنا نحن الجماهير الأكثر تأثيراً فسيظل فريقنا الأكثر إنجازات بحول الله وقوته.

جماهير الزعيم .... كونوا يداً واحدة ... تناسوا ما فات واعلموا أن الزعيم الذي أغضبكم بالأمس قد أفرحكم في ما مضى وسيفرحكم بإذن الله فيما هو قادم ... لا تشوهوا بهذه الخسارة جمال ما تحقق .. لا تهدموا بهذه الهزيمة ما تم بناؤه ... ولا تجعولا هذا الخروج ينسيكم روعة ما تحقق لنا هذا العام.
تذكروا أن فريقنا توج ببطولة الدوري بلا هزيمة وحافظ على الكأس للمرة الرابعة على التوالي ومرشح فوق العادة لبطولة خادم الحرمين أعزه الله وحفظه.
صدقوني بإذن الله أن القادم سيكون أجمل .. وصدقوني أن زئير أسد آسيا الجريح سيعود مدوياً في أرجاء قارته الكبيرة .. وسيسمع صوته من أقصاها إلى أقصاها .. وعندها لن يكون للنمور والسباع ولا حتى القطط الصغيرة والفئران موطئ قدم في قارتنا ..


ولك يا آسيا نقول : لئن كنت مستعصية على ملكك الآن .. فستأتين إليه صاغرة في قادم الأيام
سيعود الأسود إلى عرينهم في يوم ما .. وسيذكرونك بماضيهم التليد .. ويعرفونك بحاضرهم الجميل ومستقبلهم المشرق ..... انتظرينا فلنا موعد مع المجد لن نخلفه .. ولنا ميعاد مع العز لن نتركه.


دمتم أحبتي أوفياء للزعيم ...........



محبكم / أبو رغد ,,