
25/05/2011, 10:32 AM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 08/10/2010
مشاركات: 2
| |
نبقى نحن الزعماء ، وحتى وقت الهزيمة لقد كانت ليلة سيئه لجميع الهلاليين سواء من يشجع بتعصب لحد الثمالة او بهدوء لحد السكون او فيما بين الإثنين. ولذا قررت ان اكتب عن مشاعري في تلك الليلة بعد ان اطويها بكل ما فيها وابدأ يوم جديد في حياتي. وردني إتصال من احد اخواني الرياضيين وقال لي قبل إنتهاء الشوط الأول ماذا سيقول عبدالرحمن بن مساعد بعد الهزيمه هل سيعلن إستقالته كما فعل العام الماضي ام ماذا ؟ اجبته بأني لا اعلم محتوى ما يريد قوله ولكني اعلم انه سيكون نموذج متجدد لإدارة واعية وعقلانية على مستوى الملاعب السعودية. إنتهى الإتصال وعدت للمباراة واعلن الحكم صافرة النهاية والحمد لله على كل حال.
كانت مكالمة صديقي تذكرني بما حدث للهلال العام الماضي عندما اعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد تحمله لمسؤولية الخروج من البطولة الآسيوية وضياع حلم بطولة اندية العالم. كنت في تلك الأيام أبين لصديقي وبالدليل ان إدارة الهلال تختلف الى حد ما عن الإدارات الأخرى في وسطنا الرياضي ومن ضمنها إدارة النادي الذي يشجعه صديقي. كان دليلي في ذلك الوقت ان الأمير اعلن مسؤوليته الكامله وإستقالته كإعتذار عام لجميع الجماهير الهلالية وهذا مالم يحدث في ملاعبنا او تناقلته صحفنا او سمعناه في برامجنا. وكنت أوضح لصاحبي ان ذلك ليس فقط يحسب للأمير في تعامله الجدي مع تلك الأزمة وإنما هو نموذج يحتذى به في رياضتنا المحلية كتطبيق حقيقي لكلمة المسؤولية امام جميع إدارات الأندية السعودية.
بالعودة إلى مباراة الأمس ، لا شك ان ذلك الفريق لم يكن الهلال الذي نعرفه جيداً. لقد خذلنا اللاعبين بشكل عام دون تحديد اسم معين. ولكن هذا التخاذل ليس لهبوط أداء اللاعبين على المستوى الفردي او على نطاق الإنسجام الجماعي وإنما بلا شك كان ذلك كونهم لم يستطيعوا ان يجابهوا الإتحاد في ملعب الأمير عبدالله الفيصل الذي برز بشكل مغاير تماماً عما كان عليه الإتحاد طيلة الموسم الرياضي الماضي.
لابد ان نعطي كل شيء حقه في ذلك المساء ، ومثلما ذكرنا ان الإتحاد تفوق على الهلال واستحق الفوز فلا شك اننا نعني ذلك بالفعل. فقد شاهدنا إنتشار نادي الإتحاد في الملعب وكأنهم اكثر من 11 لاعب وكان يجمعهم بشكل واضح إنسجام تكتيكي مع قليلاً من المهارات الفردية. ويجب ان لا نغفل ايضاً ان نتيجة هدفين متتاليين خلال دقيقتين عامل يسهم في صعوبة العودة الى المباراة الى حد كبير.
لا اعي الكثير من الأفكار التكتيكيه في الملعب ولكني اعلم ان الهلال كان يعاني من خلل كبير في منطقة المحور وخط الظهر بشكل واضح. ولكني لن اتحدث عن الأسباب من ناحية تكتيكية او من خلال العوامل الأخرى كالأرض والجمهور والطقس والنفسية وغيرها. إنما سأذكر قليلاً عن معنى بطولة آسيا للهلال ، او لنقل سأتحدث عن حقيقة زعامتنا في تلك المباراة.
لا انكر ان بطولة آسيا بالنسبة للهلال حلم كبير ، وليس هذا الحلم لإنعاش فريقنا من سوء المستوى الإجمالي لسنوات منتالة او موسم رياضي كامل وإنما لإضفاء رونق جميل لبطولاتنا والتي بغلت حتى نهاية الأسبوع الماضي 52 بطولة. في المقابل هذه البطولة ايضاً حلم لجميع الأندية الكبيرة في آسيا فضلاً عن الأندية السعودية. وفي يوم السبت 5 نوفمبر 2011 لن يحقق هذه البطولة سوى فريق واحد (بإذن الله نادي سعودي) وبالتالي سيسقط حلم 32 نادي آسيوي خلال مباريات هذا الدور سواء في الشرق او الغرب. هذه هي طبيعة كرة القدم وجمالها ويجب ان نؤمن بذلك ونعلنه. فلن يتسبب هذا الخروج في سقوط تاريخ نادينا ولن يلغي ذلك فرحتنا بما قدمه الهلال خلال هذا الموسم من بطولات وسنبقى نحن الزعماء سواء حلصنا على هذه البطولة ام لم نستطع الى ذلك سبيلا.
الزعامة ليست ان تتصدر جميع البطولات في كل عام ، فلم ينقل لنا تاريخ الكرة في العالم اجمع ان هنالك نادي وحيد حصل على جميع البطولات التي شارك بها. الزعامه هي ان تقدم نموذج يحتذى به في التعامل الجدي مع جميع بطولاتك دون تفضيل لبعضها عن الآخر. زعامتنا تعرفها بطولات الدوري السعودي وكؤوس ولي العهد وكذلك الملاعب الآسيويه في شرقها الأقصى او الغرب الأدنى.
اتفق كثيراً مع ما قاله سامي الجابر هذا الإداري الرائع عندما قال بعدما قدم إعتذارة لجميع الجماهير لأكثر من مره انه يجب ان نعمل على إيجاد إستراتيجية جديدة لبطولة آسيا. لعل كلمة إستراتيجية لا يعرف معناها بعض إداريي الأندية السعودية او الغالب منهم ولذا ندعوهم للبحث فيما قال سامي ومعرفة ما إذا كانت كلمة (إستراتيجية) تستخدم في قواميس لغة كرة القدم ام لا.
من هنا نبقى زعماء ومن هنا يبقى الأمل ومن هنا يبرز للجميع طموحنا في نادي الهلال. لن نبرر الهزيمة بشكل يستخف بعقول جماهيرنا وجميع محبي كرة القدم في المملكة. ولن نبرر الهزيمة بشكل يسيء للجهد الرائع الذي قدمه نادي الإتحاد. ولن نبررها من خلال إبراز مشاكل ثانوية ضمن طبيعة كرة القدم كالتحكيم والتنظيم ونصورها على انها مؤامرة ضد نادينا. لن نبرر الهزيمه إطلاقاً. واقولها مجدداً لن نبرر الهزيمة ، بل سنتقبلها وبكل روح رياضية ونقول للجميع كما قال رئيسنا عبدالرحمن بن مساعد وإداري فريقنا سامي الجابر - لقد خرجنا بشكل سيء وامام نادي كبير كالإتحاد ولكن تبقى لدينا كلمة سوف نقولها في العام المقبل.
من هنا نبقى زعماء لا في حصد البطولات فقط بل ايضاً في تقبلنا للهزيمة. وبما اننا رضينا لأنفسنا بأن نكون زعماء فإن ذلك يحتم علينا كإدارة ولاعبين وجماهير بتقديم نموذج يحتذى به في وسطنا الرياضي في تعاملنا مع كل شيء وحتى عند الهزيمة. هذه هي مسؤوليتنا وهذه هي حقيقتنا وعليها سوف نبني مستقبلنا. وانا متيقن الآن ان صديقي عرف ردي على سؤاله لي الليلة الماضية ولعله يأخذ منه ما يفيده ويترك ما دون ذلك.
تحيتي لكل الهلاليين الذين باتوا ليلتهم الماضية بشيء من الحزن ، ولكني اعلم انهم جميعاً استيقظوا لصباح يوم جديد مفعم بإيمان متجدد وراسخ يقضي بأن بطولة آسيا في العام القادم لن ينالها سوى الهلال ، أليس كذلك يا زعماء؟
تحياتي للجميع |