18/05/2011, 10:40 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 26/02/2010 المكان: interlaken
مشاركات: 8,124
| |
قصة الملك و الوزير ( و ما عند الله خير و أبقى ) بسم الله الرحمن الرحيم يحكى ان ملك بذل لقومه ما يستطيع حتى يراهم يعيشون في سعاده وهناء وكان في كل شهر يخرج فيهم مرتين متنكرا في زي رجل فقير ليتفقد امورهم ويطلع على احوالهم دون وسيط ولكن في كل مره يجد حال قومه الى سوء فالابتسامه اختفت من محياهم والتذمر من الاقدار اصبح حالهم حتى انه حزن حزنا شديدا .
ولما عاد رءاه وزيره حزينا فسأله عن سبب حزنه فأجابه المالك بما جرى و أنه بذل كل ما يستطيع حتى يسعد قومه ولكنه يراهم بائسين فأجابه الوزير بأن يعطي كل من اصيب بمكروه من المال حتى يرضى وينسى مصابه حتى لو كان مصابه لسعة بعوضه لم يجد الملك خيارا اخر الا ان يأخذ بما أدلى به وزيره فجمع الناس و أبلغهم بالقرار الجديد وفرح الناس فرحا شديدا ومضى شهر من الزمن خرج خلاله الملك مرتين في قومه فوجد حالهم قد تبدل والابتسامه تعلو محياهم ولكن مالم يكن بالحسبان هو أن مال بيت المال وشك على النفاذ ولو استمر الحال لشهر آخر لما وجد الملك من المال ما يسير به أمور دولته .
فنادى بوزيره و أنبه على اقتراحه وهدده بالسجن إن لم يأتي بالحل المناسب ويعالج الامر بأسرع وقت ممكن .
نظر الوزير الى الملك بإبتسامه وقال له ( و ما عند الله خير وأبقى ) فابتسم الملك وأمر بجمع الناس .
بدأ الملك خطابه بقوله تعالى ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ثم قال من أراد منكم المال عوضا عما عند الله بعد اليوم فليرفع يده وله ذلك وعليه الامان ولكن تذكرو قوله تعالى (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
فأجاب الناس بصوت واحدو ما عند الله خير وأبقى بل وذهبوا الى ابعد من ذلك حيث اعاد الناس كل مال مقابل مصابهم الى الملك وهم يرددون قوله تعالى (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
فانصرف الناس والابتسامه تعلو محياهم و عاش الملك وشعبه في سعاده غامره .
قال صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ".
|