
01/02/2003, 11:36 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 17/09/2002 المكان: على البسيطة
مشاركات: 590
| |
الكاتب المبدع محمد بنيس يصف الهلال بـ................... الهـــــــلال الميــــــــلاني
كنت دائماً أتساءل... من هو النادي العربي أو المنتخب الذي يستطيع أن يطبق خطة لعب وأسلوب وتناول أقوى ناد ايطالي اس ميلانو وأقوى تشكيلة وشاكله في العالم؟
انشيللوتي يلعب بشاكله 4/1/3/2 واحياناً بشكاكلة 4/1/4/1 طبعاً في الهجوم المتقدم هناك انزاغي وسيرجينهو بدل ريفالدو.. وفي الوسط هناك سيدورف وراي كوستا وسيميتس وخلفهم رجل وحيد اسمه بيرلو يقف مباشرةً أمام رباعي الدفاع الذي يدير دفته المخضرم المبدع مالديني الى جانبه الشاب الذكي والصلب نيستا.
اس ميلانو يحرك كل اكيانه من الخلف ومن الوسط القريب لمنتصف ملعبه ويمارس التمرير القصير ويمتلك الكرة ومن الصعوبة بمكان انتزاعها منه.. ثم يستنزف الخصم وينتقل بسرعة وأكرر بسرعة الى الأمام بأكبر عدد ليباغت الخصم ويسجل أو يمارس التهدد الفعال..
المدرب انشيللوتي يوظف " بيرلو " كأداة أزالة الشوائب أمام الدفاع وخلق التشويش على كل بناءات الخصم الهجومية وأيضاً وهذا هو المهم يكون بيرلو هو نقطة البداية لكل شيء يمرر الكرة حسب المواقف .. يهديء اللعب أو يرفع ايقاعه ثم منه تكون الانطلاقة..
والمدهش أن بيرلو كان يلعب كرجل وسط صانع ألعاب متقدم .. أي مثل زيدان على سبيل المثال خلف المهاجمين مباشرة.. وهو صاحب الاقتراح في أن يلعب هذا المركز .. فوافقه المدرب انشيللوتي وجرب الشاكلة في التداريب وفي المباريات الرسمية فأتت اكلها.. بل وأصبحت المتغير التقني والتكتيكي الأبرز في الساحة الأوروبية..
وعندما تابعت الهلال في الدوحة برسم البطولة العشرين لمسابقة كأس أبطال الدوري العام في مجلس التعاون فوجئت بالمدرب الكبير بلاتشي يمارس نفس النهج..
حارس عملاق في المرمى هو الدعيع وما أدارك ما الدعيع.. ثم رباعي الدفاع في اليمين أحمد الدوخي وفي اليسار الخثران وفي متوسط المحور هناك الشريدة وسليمان... وأمامهم مباشرةً بيرلو ميلانو الأيفواري سيبي بدرا.. ويأتي الثلاثي الآخر بداية من ربح حقيقي للهلال الرائع أحمد الحربي... وهو لايساوي مليون ريال ولكن ما فوق العشر مليون دولار.. بجانبه الغامدي ثم في الجهة اليسرى الشلهوب... وفي الهجوم الثابت الهداف حسين العلي والنجم الكبير الجمعان.. وهذه التشكيلة سيكون فيها المايسترو نواف التمياط مكان الحربي أو الغامدي .. والثعلب في مكره والثعبان في ترياقه سامي الجابر ستتحول فعلاً عندما " تحفظ " الشاكلة الى فريق أكبر بكثير.. مما يمكن أن نتصوره..
فسيبي بدرا أفريقي قوي بدنياً .. فارع الطول متمكن من أدواته التقنية.. وكان بإمكان المدرب بلاتشي أن يوظفه في العديد من التموضعات ... لكنه حوله الى جوكر.. عاصفة رملية أمام خط الدفاع.. ومرتكز لكل الانطلاقات.. كل الكرات تخرج من عنده أو جلها.. ويعرف أن كل زملائه سيمدونه بالكرة في أي وطيلة الوقت..
وكما ميلانو أصبح نادي الهلال يكاد من المستحيل أن يخسر لكنه يمتلك أدوات الفوز والتسجيل في أية لحظة من لحظات المباراة .. فهو يمتلك حسين العلي والجمان والجابر والتمياط والشلهوب وجميعهم قادرون على التهديف، وضمن أية ظروف في الكرة المتحركة وفي الكرات المتوقفة..
وعندما اعتمد انشيللوتي هذه القناعة فلأنه يمتلك عناصر التنفيذ .. ولأن بلاتشي مارس ذلك فهو أيضاً يمتلك كل مقومات اللاعبين الكبار القادرين على تجسيد الفارق..
وعندما مارس ديناموكييف في عهده الذهبي في السبعينات طريقة كرة اليد لكن من الخلف فلأنه كان يمتلك لاعباً سريعاً ومبدعاً هدافاً مثل الأسطورة بلوخني..
وعندما سألوا هيلموت شون مدرب ألمانيا الذي فاز بكأس العالم 1974م لماذا كل الفريق يلعب من أجل خدمة الهداف جيرد مولير ... قال : من الجنون أن يكون عندي مثل مولير ولا أبني عليه تكتيكي..
بلاتشي كان دائماً مدرباً كبيراً منذ تعرفي عليه في الدار البيضاء وهو يدرب جمعية الحليب " الرجاء حالياً بعد الاندماج " .. وفي كل رحلاته كان يترك بصمات عمله وأبداعه.. واليوم مع الهلال انطلق من بداية تناول تقني عالمي... وهو في حاجة الى بعض الوقت ليبلوره الى قوة ضاربة.. خارقة..
_______________________
محمد بنيس
مدير تحرير مجلة " الصقر "
هذه المقالة نشرت اليوم السبت 1/2/2003م في جريدة عالم الرياضة |