غازي شريف , الاربعاء 4 مايو 2011


لاقى كتاب «ماذا لو» الذي ألفه الأديب البريطاني المعاصر روبرت كاولي رواجا كبيرا في جميع أنحاء العالم، نظرا للطريقة العجيبة التي تناول بها الكاتب العديد من الموضوعات السياسية الحساسة «بهاجس ماذا لو لم يحدث ذلك»، في الوقت الذي قدم فيه صورة فرضية من خياله للحالة المضادة لما حدث في الواقع.

وبعد انتشار مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قفزت العديد من الاسئلة في أذهان المتابعين للخبر تتعلق بصحة هذا النبأ، ولماذا تم الاعلان عنه في هذا التوقيت؟، وما الاسباب وراء نشر صورة مفبركة؟، وما المبررات في دفن جثته بالبحر، لكن يبقى السؤال الأهم ماذا لو لم يكن بن لادن مجاهدا...وماذا لو كان زعيم تنظيم القاعدة الذي ورث من أبيه 300 مليون دولار مستمرا في عشقه لكرة القدم، ومواصلا تعلقه بالساحرة المستديرة؟

وتناول الكاتب البريطاني سايمون كوبر في كتابه الرائع «كرة القدم ضد العدو»، جانبا من حياة بن لادن الرياضية، وحمل الفصل الأخير عنواناً باسم «الجهاد العالمي»، جاء فيه أن بن لادن مكث في لندن ثلاثة أشهر في مطلع العام 1994، زار خلالها أتباعه وشركاءه، كما توجه أربع مرات لمشاهدة مباراة لنادي آرسنال لندن، وقبل عودته الى السودان كخطوة لتسليمه للسعودية، واشترى هدايا لأولاده من محل النادي الإنكليزي.

بن لادن كان مولعا بكرة القدم إلى حد الهوس والجنون لدرجة انه كان يضحي بالنصف الآخر من نهاره من اجل لعب كرة القدم في مدرسته بمدينة جدة، وحتى عندما أصبح رأسا في طالبان، وهز أركان العالم في حادثة تفجير برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر من العام 2001، لم ينس بن لادن عشق كرة القدم من مخيلته، حيث ذكر مؤلف الكتاب أن زعيم تنظيم القاعدة قال لأحد أتباعه وهو يـتأمل شريط فيديو «هجوم 11 سبتمبر» "حلمت أننا نلعب كرة قدم في مواجهة الأميركيين، عندما ظهر فريقنا كانوا طيارين"... الحلم تحقق بعد ذلك!

بن لادن حقق شهرة عالمية بعدما قسم العالم إلى فسطاطين (على حد قوله) بعد حادثة البرجين، وصل صداها إلى ستاد نادي أرسنال في مدينة لندن، عندما ألفت جماهير "المدفعجية" أنشودة خاصة له "إنه مختبئ بالقرب من كابول، إنه يحب الآرسنال...أسامة...أوووه أووووه"..لكن ماذا لو كان بن لادن رئيسا لأحد أندية كرة القدم بالعالم...بالـتاكيد كان سيحقق نجاحا باهرا وربما سيقسم العالم إلى فسطاطين أيضا!