تقرير من صحيفة النادي: الهلاليون يعيدون صياغة التنافس الرياضي ويحطمون الأرقام بالبطولات
تقرير: خالد الجارالله
نجح الفريق الهلالي في التفوق مجددا على بقية الأندية السعودية وبلوغه البطولة 51 وبفارق كبير عن أقرب منافسيه بما يقارب النصف متسيدا عرش الإنجازات السعودية والقارية،
ما جعل جماهيره تتغنى وتحتفل بطريقتها الخاصة في النهائي الكبير الذي احتضنته حفرة الشرائع برفعها لافتات خاصة تحمل الرقم 51، وهي في طريقها للاحتفال بالبطولة الثانية والخمسين في حال حقق الفريق لقب الدوري الذي يفصله عنه أربع نقاط.
يبدو أن إسقاط الهلاليين من حساباتهم مفاهيم العقد والاستسلام لنظريات المؤامرات والمضي في طريق الإنجاز بالعمل الحقيقي لا بالفعل والأعذار منحتهم حق السيادة في عالم الرياضة السعودية بل والآسيوية، يحفهم التوفيق والنجاح دائما لإخلاصهم في التنافس والبذل النزيه والإيمان بحقهم وحق الآخرين في ذلك دونما افتعال للأكاذيب والتغني بسقوط الآخرين والشماتة، حقق الهلال بطولته الأولى بعد الخمسين بعد أن احترم خصمه الطموح وآمن بقدرات لاعبيه واحترافيتهم العالية وقبل ذلك بمفاهيم الكرة الحديثة وأحكامها وعجائبها المشروعة، ولم يتباك على خوض مواجهة نهائية خارج ملعبه بناء على تحرك شرفي وحداوي كونه يؤمن بأن البطل إن لم يكن قادرا على الفوز في أي مكان وزمان فإنه سيكون حتما مجرد عابر سرعان ما يدفن في سجلات التاريخ كما هو حال بعض الأندية الأخرى، لذا عمل بنو الهلال على تجهيز فريقهم لخوض منافسة قوية مع ند يفترض به أن يكون كذلك فظفر باللقب من أطهر بقاع الأرض وأشرفها، مبتهلين إلى الله بالشكر أن منحهم النصر في المواجهة وتحقيق أغلى البطولات من مكة المكرمة.
أضاف الزعيم اللؤلؤة الأولى بعد الخمسين في عقده الصافي من البطولات متجاوزا كل الأحداث التي تواجهه بين الفينة والفينة حتى طالت تارة لاعبيه وتارة بطولاته وتارة أخرى جماهيره إلى أن وصل بها أن تطال مركزه الإعلامي والقائمين عليه، وتسلحت إدارة الفريق بالثقة والإدراك أنها ليست إلا ثمنا للفارق الذي صنعه سجله البطولي طيلة نصف قرن استوجب التسليم بقبوله وعدم الالتفات له، فحافظوا على لقبهم الأول هذا الموسم وباتوا على مقربة من الحفاظ على ثان الألقاب في بطولة الدوري التي قد تحسم في وقت مبكر إذا ما خدمتهم الظروف ومضوا في تحقيق الانتصارات المتبقية في الدوري أمام غريمهم التقليدي النصر وأندية القادسية والرائد ونجران، وأسقطوا من حساباتهم التفكير بالغير والالتفات له ما لم تستدع ذلك تسجيل ردة فعل لمغالطات أو أحداث تستوجب الظهور والرد بوضوح وشفافية. 
الرئيس المثقف
أضفى دخول الأمير عبدالرحمن بن مساعد على الوسط الرياضي نكهة خاصة نظير الثقافة العالية التي يتمتع بها والأسلوب المثالي الذي جعله بلا جدال واحدا من أهم رؤساء الأندية الرياضية على امتداد تاريخها العريق، فضلا عن الضخ المالي الكبير الذي تجاوز حتى الربع مليار ريال والاستثمارات الناجعة التي واكب المصروفات الكبيرة التي تطلبتها المرحلة لصناعة فريق عالمي وباحترافية عالية، وكانت بذرة النجاح التي بذرها الأمير هي اختيار مجلس الإدارة بعناية ومنحهم كامل الصلاحيات التي تخوله لمحاسبتهم لاحقا وهو ما أدى إلى نتائج مميزة لاسيما في وجود الأمير نواف بن سعد نائبا له الذي كان شريكا في قيادة دفة النادي، ولعل أولى الخطوات التي شرعت بها الإدارة رفع قيمة عقد الشريك الإستراتيجي لتكون الصفقة الأكبر في تاريخ الأندية السعودية ثم تدشين قناة الزعيم التي تعد أول قناة رياضية وحققت أرقاما مميزة قبل أن ينتهي العقد وتنتقل حقوق النقل لقناة أخرى بعد بيع الحقوق.

سامي الجابر الفكر الأنيق
لم يعد سرا الجزم بأن المدير الفني لفريق الهلال سامي الجابر هو أفضل مدير كرة عرفته الملاعب السعودية وأضاف للرياضة فكرا احترافيا جديدا يتواءم مع التوجه العالمي في التعاطي مع كرة القدم باعتبارها صناعة واستثمارا مهما يمكن من خلالها خلق ثقافة رفيعة لجيل قادم قادر على حمل لواء الوطن في المحافل العالمية برقي ومثالية تبرز الحضارة الوطنية، وبدت ثمارها واضحة في سنه أنظمة داخلية سادت فيها لغة الفريق والجسد الواحد مكرسة مبدأ البقاء للأفضل والثواب لمن يعمل، وتجاوز كل ما حيك ضده من أنباء ومضى يرتقي بفريقه حتى شاسع بينه وبين منافسه الوحيد، وما يحسب للقائد الهلالي الأسطوري أنه ساهم في تكريس ثقافة احترام الآخر عند جمهور الزعيم مستغلا نفوذه الشعبي ومحبتهم له بتقديمه عملا أنيقا وراقيا واحترافيا طمس كثيرا من فوضى التشجيع التي تعج به الملاعب العربية أهمها التحفيز الإيجابي لهم بتوحيد الجهد لدعم الفريق بعيدا عن الانشغال بالفرق الأخرى فكانت وبشهادة الجابر الرقم الصعب والسر في تحقيق أهم الانتصارات، ما يؤكد أن هذا المدير الفني الذي وجد دعما كاملا من الأمير عبدالرحمن بن مساعد عراب الهلال الجديد يمضي بثقة نحو أن يكون أسطورة في العمل الإداري الرياضي الآسيوي بعد أن توج إنجازاته مؤخرا بفوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 عندما كان من بين سفراء الملف.
لم يقف الهلال كثيرا عند هذه المعضلة التي بات اصطدامه بها أمرا متكررا لإيمانه بأن جمهوره لن ينصاع لأي أعذار ولن يقبل بغير البطولات والإنجازات، فتجاوزت إدارته ولاعبوه العثرات واعتبرتها خصما هو الخامس عشر يستوجب الفوز عليه وقهره، ومن بينها أخطاء العديد من الحكام التي أفقدتها عددا من النقاط المهمة ومن أبرزها مواجهات الأهلي في جدة والاتحاد والنصر والشباب في الرياض والتعاون في بريدة وجميعها في الدوري فضلا عن الأخطاء في مواجهة النصر في الكأس وجميعها أخطاء مؤثرة إما ركلات جزاء لم تحتسب أو غير صحيحة أو حالات تستوجب الطرد، لكن الهلاليين أدركوا أن الوقوف عندها لن يجد نفعا فعملوا على التعويض فكانت أولى الثمار عبر كأس ولي العهد والبقية ستأتي، في مقابل ذلك كانت الجماهير الزرقاء سعيدة بعمل الإدارة وتعاطيها مع الأحداث وظهورها في الوقت المناسب وتحقيق وتصحيح محاولات التزييف التي تحاك عادة مع كل إنجاز للفريق ومحاولة إشغاله قبل أي استحقاق، وما يحسب للاعبين هو عدم انشغالهم بالأحداث خارج الميدان وتفرغهم للعب على عكس بقية الأندية التي تأثرت ببعض الظروف وعلى رأسها المنافس التقليدي الاتحاد وهذا ما يحسب للمدير الإداري سامي الجابر الذي عزل فريق الكرة عن كل ما يخرج عن إطار الميدان.
حقق الفريق هذا الموسم وحتى الآن عددا من الإنجازات والصدارة في مجموعة من الأمور إذ يتزعم ترتيب الدوري حتى الآن وبفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه وبات قريبا من تأكيد ذلك رسميا، وتصدر قائمة الحضور الجماهيري في مواجهات الدوري السعودي طبقا لموقع الإحصاء للدوري وتصدر قائمة اللعب النظيف وتصدر قائمة أكثر الفرق في جميع المباريات الموسم حتى الآن بخسارتين فقط أمام ذوب آهن أصفهان وسيباهان الإيراني في البطولتين الآسيويتين السابقة والحالية، وتصدر قائمة الحضور الجماهيري الأكبر في البطولة الماضية آسيويا، كما حقق على صعيد الإنجازات لقب نادي العقد وينتظر أن يكرم الشهر القادم مع أندية برشلونة والانترميلان والأهلي المصري، ومازال مرشحا للعديد من الألقاب إذ تبقى له ثلاث مواجهات يخوضها الآن في الدوري وكأس الأبطال ودوري أبطال آسيا، وبتحقيقه كأس ولي العهد يكون قد سجل رقما قياسيا بالفوز بها للمرة الرابعة على التوالي وللمرة العاشرة في تاريخه.
حقق الفريق الهلالي أرقاما مميزة في الرياضة السعودية مؤخرا حيث خاض الفريق الأول خلال ثلاثة مواسم في فترة الأمير رئاسة عبدالرحمن بن مساعد 82 مباراة محلية لم يخسر فيها سوى في 6 مواجهات فقط محققا رقما رائعا وغير مسبوق في ظل أن الموسم الرياضي لم ينته بعد وحقق خمسة بطولات من أصل 8 بطولات، وهي حصيلة تعد مميزة للفريق الذي وصل أيضا وخلال هذه السنوات وصل إلى سبع نهائيات إذا ما احتسبت مواجهات الدوري الأخيرة التي جمعته مع المنافس التقلدي الاتحاد نهائيا باعتبارها ختاما للدوري، ما يؤكد العمل المميز الذي تقوم به الإدارة بدء من اختيار الأجهزة الفنية واللاعبين المميزين الذين صنعوا الفرق بين وقدموا نماذج رائعة للأجانب المحترفين والضخ المالي الكبير والإستراتيجية المميزة للإدارة والتغييرات الإيجابية فيها.
** إنجازات تحققت في فترة رئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد
- كأس ولي العهد 2009،2010،2011
- دوري زين للمحترفين 2010
- لقب نادي القرن الآسيوي
- لقب نادي العقد الآسيوي
- رفع قيمة عقد الشريك الإستراتيجي
- تدشين أول قناة نادي رياضية في العالم العربي
- تدشين متجر الهلال أول متجر رياضي سعودي
المدربون:
- درب الفريق خلال هذه الفترة بشكل رسمي:
أولاريو كوزمين "روماني"، إيرك جريتس"بلجيكي"، جوروج ليكنز "بلجيكي" جابريل كالديرون" أرجنتيني".
- درب الفريق بشكل مؤقت:
نتالين ، عبداللطيف الحسيني "سعودي"، ستامب "فرنسي"
اللاعبون الأجانب:
- العام الأول: كرستيان ويلهامسون، طارق التايب، ميريل رادوي،سول كي هيون،رادليس
- العام الثاني:كرستيان ويلهامسون،ميريل رادوي،لي يونق بيو، تياجو نيفيز
-العام الثالث: كرستيان ويلهامسون،ميريل رادوي،لي يونق بيو، تياجو نيفيز، أحمد علي
عقبات تجاوزها الفريق :
- إقالة كوزمين بقرار رسمي
- الخروج من الأسيوية في البطولتين السابقتين
- رحيل قريتس
- إستقالة الرئيس ثم العودة
- مجموعة من القرارات الانضباطية والإصابات المتلاحقة.
اضغط على الصورة
أو لمشاهدة التقرير اضغط هنا