
18/04/2011, 07:39 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
نقاب (كنزا)..!! نقاب (كنزا)..!!
بالأمس طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء بخبر يحمل بين طياته الكثير من المعاني والدروس والعِبَر التي قد يتنبه لها البعض وتخفى على الكثير ممن لا يجيدون قراءة ما بين السطور.
هذا الخبر هو اعتقال أربع فتيات في فرنسا بتهمة اعتبروها خطيرة، بينما هي إجابة واضحة لفطرة الله التي فطر الناس عليها، وتطبيق لشرع الله في الأرض، وحرية شخصية حسب مفاهيمهم، وحسب الديمقراطية التي يدَّعونها زيفاً وكذباً وبهتاناً.
ففرنسا تدعي أنها بلد الديمقراطية والقانون والحريات، ويتشدقون ويتباهون بأنهم يكفلون الحرية الشخصية للآدمي، وأنهم يحترمون كل الأديان والثقافات.
إلى هنا والأمر جميل، والكلام رائع؛ لأنه حبر على ورق، وزيف ما يلبث أن ينكشف حين يكون الاختبار حقيقياً، ويكون المحك قوياً يكشف ما يكنونه لديننا من عداء وتدابير، يحاولون من خلالها محاربة كل المظاهر الدالة على هذا الدين الإسلامي العظيم.
والقضية الجديرة بالنقاش هنا: لماذا اعتُبر (النقاب) جريمة تستوجب الاعتقال وتعاقَب صاحبته بالتوقيف والغرامة؟ ولا يُعتبر حرية شخصية؟!! ولا يُعتبر حرية دينية؟!! بينما اعتُبرت كثير من الأمور حرية شخصية لا يجوز المساس بها، مع أنها تأباها الفطرة الإنسانية، وتُحرّمها جميع الشرائع والأديان؟!
ففي فرنسا اعتبروا النقاب جريمة يعاقب عليها القانون؛ فمن ترتدي النقاب في الشارع وفي الأماكن العامة تُجرَّم وتُغرَّم؛ فعندما ظهرت (كنزا) وثلاث فتيات أخريات في الميادين العامة يرتدين النقاب أو الحجاب تم اعتقالهن، وفُرضت عليهن غرامة، مع أنهن يمارسن حقهن الشخصي وحريتهن الشخصية، ويُطبِّقن تعليم من تعاليم دينهن الإسلامي الحنيف، وهذا حقهن الشرعي حسب القانون الفرنسي الذي يتشدق باحترامه للأديان وللحريات الشخصية؛ فجميع الأديان تُتَّبع في فرنسا بلا غضاضة، وجميع الحريات تُمارَس دونما قيد أو شرط؛ فعندهم "افعل ما بدا لك دونما قيد أو شرط".. فلماذا النقاب يُجرَّم إذاً؟!! ألا يُعتبر حرية شخصية؟!! لماذا المرأة ترتدي أي شيء ويعتبرون ذلك حرية شخصية وعندما أرادت أن تلبس ما يسترها وما يتوافق مع الفطرة الآدمية حُرّم عليها وجُرّمت؟!! كل هذا ليس له إلا تفسير واحد: "جُرّم النقاب" وحُرّم عندهم لا لأنه يستر المرأة؛ فهم لا تعنيهم هذه الأمور، وكلمة (الستر) ليست في قواميسهم، ولكنه "جُرّم"؛ لأنه تعليم من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومظهر واضح من مظاهر هذا الدين الذي يوافق الفطرة الإنسانية، ويتماشى معها، وهو (البعبع) الذي يخافه الغرب ويخشاه، وهو الصخرة التي تتكسر عندها كل محاولاتهم القضاء عليه، وهو المحك الحقيقي الذي يكشف زيفهم وخداعهم للعالم وتشدقهم بأنهم بلاد الحرية والديمقراطية؛ فتعمى عيونهم وينسون كل الحريات وكل الديمقراطيات وكل ما ينادون به حين يكون ذلك أمام مظهر من مظاهر الإسلام {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. قل إن هدى الله هو الهدى...}.
وهنا لدي بعض التساؤلات التي تدور في ذهني، وفي أذهان الكثيرين مثلي:
ـ ماذا يقول من انبهر بالغرب وبكل ما يقولون، ويُصدّق كل ادعاءاتهم وكذبهم وتشدقهم بأنهم بلاد الحرية والديمقراطية بعد هذا الخبر؟!! وهل يجد لهم مخرجاً أو عذراً فيما فعلوا؟!!
ـ هل ما زال يُصدِّق المنبهرون بالغرب ادعاءهم الحرية والديمقراطية؟!!
ـ أين الحرية التي يؤمنون بها ويدعون إليها من اعتقال مواطنة فرنسية لأنها ارتدت النقاب؟!
ـ لماذا لم يُجرّموا أي لباس أو أي مظهر من مظاهر أي دين آخر؟ لماذا النقاب بالذات؟!
وقبل الختام، رسالة موجَّهة لكل من يتخاذل عن تطبيق دينه ويتخلى عن بعض تعاليمه ويسميها رجعية وتخلف: ماذا ستقول لربك حين تقابله؟!! انظر لنفسك وتأمل موقفك، ألم يخجلك موقف (كنزا) ويجعلك تتوارى أمام نفسك وتتمنى لو أنك لم تُخلق؟!!
وختاماً، رسالة لـ(كنزا)، تلك الفتاة المسلمة التي تحدت كل جبروت الغرب وطغيانه، ولأخواتها الثلاث الباقيات اللاتي فعلن مثلها أقول ويقول كل غيور على دينه: أنتن رمز لصمود هذا الدين في وجه الكفر والطغيان، وأنتن مفخرة لكل مسلم محافظ على دينه، وقدوة لكل من أراد نشر هذا الدين بالطريقة التي أمر بها الله عز وجل.. وشوكة في بلعوم كل مرجف ومنافق ومتخاذل، وصفعة لوجه كل من ترى تعاليم دينها رجعية وتخلفاً وتتحين الفرص للتخلص من النقاب ومن الستر الذي أمر به رب العالمين؛ فالله معكن، ويحفظكن، ويرعاكن.. فأنتن عن ألف متخاذل.. ومرجف.. ومنافق.
صورة مع التحية لكل من تتحين الفرص للتخلص من النقاب، وتدعو للقضاء عليه، وتعتبره علامة للرجعية والتخلف من بنات المسلمين.. شكراً.. شكراً.. شكراً.. (كنزا).. فنقابك.. بألف عقال.. بألف قبعة.. بألف رجل.. وبمليون نقاب.. من نقاب الفتنة والإغراء والتحرر. |