كاميليا .. عادت!!
كاميليا ..!
في المباني المتاخمة للحرم .. و في احد المطاعم التي يتزاحم عليها الحجاج و المعتمرون .. اقترب الفتى من سيدة عربية .. سافرة الوجه ..كانت تعد "شايا" بعد وجبة عشاء دسمة..!
ببراءة الصغار .. سدد سؤالا .. سريعا .. قويا .. مفاجئا :
لماذا لا ترتدين حجابا ؟
اضطربت المرأة .. و ارتبكت .. فقد كان السؤال مباغتا ..!
سكتت لحظات .. محاولة استجماع شتاتها ... شحذت ذهنها ... فتشت عن إجابة .. ثم نطقت :
"الحجاب ما فرضوش ربنا .. بس هو موضة في السعودية و الخليج "
طبعا .. كانت إجابة خروج من مأزق لا اقل و لا اكثر.. إذ أنها تعرف قبل غيرها حقيقة الحجاب و حكمة .. !!
قريبا من دائرة الحوار .. التقط احد الحضور .. بعض مقاطع الحوار .. و وجد نفسه مدفوعا للمشاركة بحكم واجبه كمسلم ..
تدخل الرجل متسائلا ... و بنبرة جهورية ..حاسمة :
كيف ؟..... موضة في السعودية ..والخليج ؟
من أين جئت بهذا؟
هل كان موضة في مصر قبل سنوات .. عندما طالبت هدى شعراوي بخلعه ؟
و هل كان كذلك في الجزائر .. والمغرب .. و سوريا .. التي توضح كل التسجيلات الوثائقية التليفزيونية القديمة نقيض ما قلتي ؟
و بماذا تردين على احد الأصدقاء الذين قالوا إن الكويت كانت تفتخر بعدم وجود امرأة سافرة واحدة قبل أربعين عاما تقريبا ؟
بل أية موضة هذه التي تدعى إلى حجب الوجه موضع جمال المرأة .. الا إذا كان صاحب هذه الموضة احد الزهاد الصالحين .. لا غربي مبتدع كشأن الموضة هذه الأيام؟
اختنا العربية العزيزة ..هل تعرفين "كاميليا"
لا أظن ..هذا الاسم غريبا عليك .. فهو اسم .. إعلامية عربية كانت تملأ السمع و البصر.. فهي سليلة أسرة فنية .. ابنة الراحل عبد البديع العربي .. و أخت الفنانين محمد العربي .. و وجدي العربي !
هذه الفنانة الشهيرة ..قدمت في التليفزيون المصري برامج الأطفال طيلة عشر سنوات .. تقريبا .. ثم قررت فجأة اعتزال الفن .. و ارتداء الحجاب الشرعي !
تقول "كاميليا" عن نفسها :
"ارتداء الحجاب بالنسبة لي لم يكن مفاجأة وبدايته كانت بعد الحج 1986م و هي أول زيارة للأرض المقدسة وعندما واجهت الكعبة أحسست و بشكل مباشر أن كل ما افعله حرام وشعرت أن عبادة الله لابد أن تكون كما يريد الله لا كما يريد العبد فالدين لابد أن يؤخذ كاملا و ليس مجزأ فالحجاب فرض و كنت افهم خطأ أن الحجاب حرية شخصية و الصحيح انه لا تصح الصلاة الا به و بالتالي لا أستطيع الخروج و الظهور على الناس الا به و لم اتخذ حينذاك قراري بترك العمل لأني لم أتصور أنني اترك عملي مذيعة لأني سعيت له و نجحت فيه و كل ما فعلته هو أنني اتخذت قرارا بالحجاب فقط من دون ترك العمل و عندما فوجئت برفض الحجاب في التلفاز كان أمامي خيارين إما العمل مذيعة و إما الالتزام بأمر الله .. و رغم حبي للعمل فقد تضاءل جدا عندما قارنته بعظمة الله و عليه كان العمل بالآية الكريم (افتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض) "
انتهى حديث "كاميليا" ..
و لتعلم أختي العزيزة .. أن من يدفعها لنزع حجابها اليوم سيتخلى عنها غدا .. عند وقوفها أمام جبار السماوات و الأرض .. ساعتها فقط ستندم .. و لات ساعة مندم !
حمد الدوسري
[email protected]