
29/03/2011, 12:53 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 19 ] .. طـول عـمري بخـاف من الحـب ؟!
لا اتذكر خلال السنوات الماضية بين جنبات شبكة الزعيم ان تحدثت يوما عن الحب ! .. عن تلك العلاقة العاطفية التي تجمع إي شاب بفتاة احلامه أو إي فتاه بفتى أحلامها ! .. اشاهد بعض احبتي بالمجلس العام وهم ينثرون خواطرهم وابداعاتهم وحديثهم وشجونهم في الحب .. فأجد نفسي حينا بين سطور كاذبة لا يعلم سوى الله ماذا تريد ؟! .. وسطور أخرى تسير على خجل أرادت في غمرة افراحها ان تقول لقد عرفت معنى الحب ! .. وسطور أخرى كالنجوم تبدع متفردة في سماء لا حدود لها ! الحب .. هذه المفردة اللطيفة الحالمة التي تداعب الخيال وتنتشي بالأرواح والتي اؤمن ان كل المفردات والمعاني والأقوال وما سطره الشعراء لن تتمكن حقيقة من تعريفها ! .. حتى أنني في بعض الاحيان أشعر بالضيق عندما اجد من يريد تعريف هذه المفردة الجميلة وهو يقيد أجنحتها التي ترغب دوما في التحليق نحو أمد لا ينتهي ! .. لا أجد من اللائق أن يأتي من يصادر في بضع مفردات أو سطور حق البشرية جمعاء وكل منهم يرى الحب وتعريفه بعين وروح تختلف من شخص الى آخر ،،،
هل سمع أحدكم يوما أن هنالك من يخاف الحب ؟! .. أستميحكم العذر لكي أعترف لكم : أنا أخاف من الحب ! .. في مرحلة الدراسية الجامعية حين وجدت نفسي بعيدا عن كل القيم التي عشت عليها .. ورأيت من حولي الشباب والفتيات يتجاورون المقاعد أو يسيرون في الطرقات وكل منهما يضع يده في خاصرة الآخر أو يلقي أحدهما برأسه في أحضان الآخر وتلك القوائم التي يحملها الشباب ويفاخرون بها عن علاقاتهم المتعددة .. كل ذلك جعلني في كثير من الأحيان أفكر لماذا لا أكون مثلهم ؟! .. ولكن كلما وجدت نفسي تضعف وتخطو خطوة نحو الأمام أجد نفسي سرعان ما تلتفت بعيدا وتطلق ساقاي للريح ! .. لأجل ذلك تمكنت من إبتكار وسائلي الدفاعية التي تجعلني في مأمن من أحاديث العيون بالرغم من صمت الشفاه ! .. حقيقة لقد كنت أخاف من الحب خشية أن أكون صادقا بين يدي أحداهن تنال مني كما أنثى العقرب التي تلتهم زوجها ! .. أو أن أجد نفسي مثل ذئب ما أن نال من فريسته حتى غادرها دون أن ينظر اليها .. لذلك اكتفيت دوما أن لا أضع نفسي حيث لا يليق بي أن أجدها ،،، هنالك كتاب إسمه العقد الفريد وهو تحفة ادبية بليغة ولكني في خلاف معه ! .. فهنالك بيت من الشعر يصف من خلاله من لا يعرفون الهوى بقوله : ومن لم يعشق ولم يعرف ما الهوى .. فهو وعير في الفلاة سوى ! .. يبدو إنه شاعر صاحب هوى ومجون ويريد أن يدعوا الآخرين أن يشاركوه مجونه .. ولا أدري لماذا المفسدين في الأرض دوما يكونون كرماء جدا في الدعوة نحو المفسدة ! .. أعتقد أن أبليس لا يرغب ان يسكن النار وحده ،،،
يحكى في الزمن الماضي أن هنالك قصص حب عظيمة كانت تتوج دوما بميثاق شرعي يحفظ لكل طرف عفته وشرفه ! .. في عصرنا الحالي اصبح نشاهد الحب مثل الوجبات السريعة ! .. واصبحنا نجد ابطال الحب أما مثل دونية الجرذ الذي يضع أنفه على الطريق لكي يتلصص أو في حالة أخرى مثل حماقة عجل بحري قد فتح فاه من هول المفاجأة ! .. ناهيك عن تلك النساء اللاتي يبدلن الرجال مثلما تبدل أحداهن ملابسها ! .. ماذا يحدث ؟! .. لست أدري ! اشاهد في بعض احيان مجموعة من الأطفال لم يبلغوا المرحلة الإبتدائية بعد وهم يجتمعون في مكان ما ويلعبون سوية .. لا أدري حقيقة ما الذي يجعل الذكور دوما أو الأناث ينجذب كل منهما نحو الآخر بالرغم إنهم لا زالوا مثل حلم جميل أبيض اللون ! .. هل الحب شعور فطري ينشأ في ارواحنا ونحن في بطون أمهاتنا ! .. لا زلت ابتسم دوما عندما اتذكر طفل صغير لم يتجاوز الثالثة من عمره وقد احتضن احداهن وهي في مثل عمره تقريبا وأخذ يصارخ وفق لهجته الخليجية اللطيفة ( مالتي .. مالتي ! ) كناية إنها حقه وملك له ! .. منظر لطيف وبريئ وصادق يجعلني اتسائل : هل ساهمت الطرقات المزفلته والبنايات الشاهقة والحياة التي تنهش افئدتنا مثل قطيع الضباع في تلويث نبل الحب في دواخلنا ؟! .. يبقى في الختام الحب مفردة تحمل كل القيم النبيلة والجميلة في حياتنا .. ومن حق إي منا أن ينعم ويتمتع بذلك ولكن رأس كل شئ مخافة الله ،،، ودمتـم في خيـر |