نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
((الأبناء أكبر من الآباء ))
المتأمل في الحراك الإجتماعي الحالي يجد العجب العجاب وأقصد بذلك تلك التحولات السريعة
والمفاجأة في المجتمع من وسائل إلكترونية وكذلك سلوك بشرية ,ولعلي أخصص مقالي هذا
بالحديث عن الفارق الشاسع بين الأبناء والآباء والإختلافات الكثيرة والكبيرة فيما بينهم وأهم
الأمور التي يجب الإشارة إليها ,ومن خلال العنوان يجد القارىء نوعا من الغرابة ولكن من
سيتتبع سطور مقالي هذا ربما يقتنع قليلا أو كثيرا "كلا على حسب وعيه وإدراكه",نعم المتأمل
اليوم في واقعنا الحالي الذي يعيش فيه أبنائنا وضع يدعو للقلق لسيما إذا تم معرفة المشكلة
وطرق حلوها ,كتبت العنوان "الأبناء أكبر من الآباء " وأنا بذلك لاأقصد الكبر في السن والعمر
ولكن الكبر في حجم مايعرفه هؤلاء الأبناء ومايعلمونه من امرو سواء بما يخص الإبن من أمور
نفسية وعلمية وكذلك جنسية وأنا هنا هنا أحذر من الأخيرة فأبناؤنا اليوم أصبحوا على إطلاع
تام بكل مايجري ويحدث من حولهم وربما رحجت التقنية كفة عقول ومعرفة الأبناء فأصبحوا
أكبر من الآباء ,فالطفل اليوم يجد بأن الاب يوجها له رسائل يومية مكرره ومستهلك (يابن إهتم
بمدرستك ودروسك ,صلي في المسجد ,طيع والديك ,وغيرها الكثير )بينما يفتقد للنصائح التي
تواكب حجم مايعيشه من بيئة تكنلوجية فالإبن بعد الرجوع من المدرسة ,يبدأبتشغيل لعبة
البلايستيشن ويعلب لعبة جراند كما يسمونها ,وهي لعبة تعزز في الطفل ثقافة الجريمة والسرقه
والوحشية ,والأب يحدثه عن مآثر أجداده !!!, ثم يقوم الإبن إو البنت بتشغيل الاب توب
والتواصل مع كل من هب ودب عن طريق السكايبي والماسنجر والياهو ,ناهيك عما يدور بينهم
من أحاديث ربما تكون تاره غرامية وربما تحرش تارة أخرى وربما عقائدية وغيرها الكثير ,
فالطفل اليوم وأقصد بذلك من يبلغ العاشرة ومافوق أصبح على إطلاع تام بكل مايجري من
حوله ولكي أكثر وضوحا أصبح يعلم بكل ماهو صغير وكبير من حوله وخصوصا الامور
الجنسية والعاطفية والدينية وغيرها الكثير فمثلا لو قمنا بمقارنة بسيطة بين آباؤنا وأبناؤنا لوجدنا
أن آباؤنا تربوا وعاشوا طفولتهم كما هي وكما ينبغي لهم أن يعيشوا تلك المرحلة العمرية من
براءة وصفاء لنفس والذهن وفي بيئة بسيطة جدا يسهل التحكم في مؤثراة النفس البشرية أين
كانت ,وماجهة السلوك المشين فيها ,بينما أبناؤنا في هذا الجيل "جيل الدوت كوم " فهم يعيشون
أكبر من مراحلهم بكثير وذلك لسوء إستخدام التقنية ,فتجد الطفل ذو الثانية عشر يحمل البلاك
بيري ويحتوي على الملفات مالله بهي عليم من مقاطع وصور إباحية تشوه فيه طفولته وتشل
وتخل بسلوكه وتخرجه عن فطرته المرحلية التي كان يجب أن يمر بها ,وليس الامر حكرا على
الامور السلوكية فقط بل حتى على الأفكار الدينية والعقدية فنحن نعاني من غزو فكري لأبنائنا
فوسائل الإتصال الحديثة مثل الفيس بوك والتويتر والسكايبي والياهو والماسنجر وغيرها الكثير
جعلتنا وكأننا كالأسرة الواحدة في البيت الواحد فمن السهل جدا أن تجد إبنك يتواصل مع مسيحي
عربي أو يهودي عربي أو شيعي يمدونه بالأحاديث والافكار الهدامة لذلك حكمة بأن الإبن أكبر
من الأب والمشكلة تكمن في غياب الدور التربوي التوعي والرقابي من أولياء الامور والتعاون
بين مؤسسات المجتمع (البيت –المسجد –المدرسة ) وربما يكون البيت اقرب بكثير للإبن
وقد يكون للعامل النفسي والمعنوي دور مهم روحيا أو معنويا لأن الإبن ربما كذلك يتعرض
لتغزل والتحرش من خلف الكيبورد ,كل ماسبق كان شرحا بسيطا لما بعض مايحدث ,وربما
يتسائل البعض ماهو الحل ؟!!! , وربما يسبقني أحدهم ويقول أن الحل يكون بتطبيق سياسة
المنع والحجب ,وقتها ,سأقول له بأنها سياسة أكل عليها الزمن وشرب ولم تعد مجدية في
الوقت الحالي لعدة أسباب من أهمها تعدد الوسائل في جهات أخرى ,وإنما من وجهة نظري
أن الحل يمكن في إحتواء الأبناء والتماشي معهم في نفس الركب والسرعه بما لايتعارض مع
ديننا وقيمننا ,وعدم التاخر والتخلف خلفهم وشرح وتوضيح وتحديث لك مايحدث حولهم
وتعزيز الجانب الديني والتربوي فيهم وزرع الثقة والمحبة منهم وإليهم .

#أتمنى من الجميع أن الإستفادة مما قلة ومن لدية عتب او ملاحظة فأنا أتقبها بصدر رحب وكل
ماكتب مجرد رأي وحرص ومحبة ,
#أدرك بأني ربما لن أرضي ذائقة البعض ولكن إنما هي زكاة ماتعلمت .