الظفر بالحزم, والحزم بإحالة الرأي, والرأي بتحصين الأسرار, وأشد الفاقة عدم العقل, أسوق هذه العبارات الحكيمة من كلام لابن المقفع مع توقف الدوري الذي تسنم قمته نقطياً حتى الآن الهلال ولا عجب, لنقف على شيء من المفارقات التي جعلت الهلال في كفة وآخرون باتوا في أخرى قد طاشت ببعضهم امام الثقل الأزرق و تكاد ببعض.
إن ميزان العدالة ميزان رباني متمثل في سنن الله الكونية, فلا يمكن أن يستوي عامل ومن لا يعمل, وعالم وجاهل, ومتحرك وساكن, ولكل مجتهد نصيب, وكل بحسب حزمه, ومن حزم الهلال أن انتهج هذه المعادلة العادلة حتى باتت ديدن ضمن له, بعد توفيق الله عز وجل, في كل عام ثلث أو ثلثي حصاد الموسم, منازعاً بالوصافة حصاداً لم يتمكن منه.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم .... وتأتي على قدر الكرام المكارم
المعادلة ببساطة جداً: عقل جماعي يخطط + ذراع اصطفائية تنفذ + ومال كاف يدفع = كأس لامع يرفع. ثم إن الاحترافية الناجمة حتماً من هذه المعادلة في التعامل من احترام للعقود, وتحقيق للعهود, والوفاء بالوعود ... إلخ, لها من الأثر الإيجابي في تحقيق المنجزات مالها, ولذلك فإن من يؤمن بأن كثرة المال لدى الهلال هي أساس هذه المنجزات ما علم أن الأصل لدى الهلال ليس إلا ثروة عقل و وفرة فكر وحسن دين ومعاملة.
وعلى الرغم من ظروف الهلال في الفترة الأخيرة القريبة إلا أن سرية التحركات الهادئة وحسن التدبير حلت مشكلات كبيرة كادت أن تتفاقم لولا ستر الله قبل كل شيء.
لذا فالنتيجة الكلية هي مرآة تعكس حجم الجهد المبذول,ومن العبث القول بغير ذلك, فمن قصر عمله وبذله عن التغيير وإحداث الفارق روج لنظرية المظلومية, والمؤامرة, والاستقصاد, والدنبشة, و"زاعلانهم" و" ما يبونا نتصدر", "وتراهم يجاملونهم ", و"عانهم كسروا في ملعبنا قوارير تيم أبو نص الساعة 2 الليل", وجميعها مشكلات هامشية تفتعل بالاتهامات العشوائية, والبطولات الكلامية لتسليط الضوء بعيداً عن المشكلات الحقيقية.
ولأن دائرة الاتهامات والاتهامات المتضاربة واسعة جداً حتى باتت تتسع لكل أحد حتى و لو كان اوباما أو معمر القذافي - وهو يحري بها- فلم يعد يعرف من المتهم لديهم. فخذ مثلاً على تضارب الاتهامات قول كحيلانهم بأن الهلال لا تحابيه الرئاسة العامة ولا لجنة التحكيم في لقاء صحفي لجريدة رياضية اليكترونية, ثم عاد بعدها ليقول بأن الهلال تتم مجاملته على حساب فريقه, وأن فريقه مستقصد من الحكام, ومن اللجان بالاتحاد السعودي لكرة القدم, وقائمة الأعداء والحساد تطول, فالحمد لله أن الهلال خال من نظريات العجز هذه, بواقع عملي مثمر, وثقافة منطق تعتقد أن الأخطاء من كافة الأطراف جزء من اللعبة, لا تحمل أكثر مما تحتمل.
فيا ليت كل من يستغلون هذا الفكر السلبي لستر عجزهم وتضليل الجماهير المتحمسة والمحموسة, ينتهجون سياسة بناء سليمة, ويبذلون جهوداً حقيقية فعالة, بدلاً من تبني سياسات عبثية, ونظريات تبرير عاجزة, وتصرفات عنترية, وأحلام واهية ليس لها من أثر على أرض الواقع. ولا تكون بداية الانتهاج هذه والتغيير إلا من رأس الهرم: العقل. فالعقل أولاً ثم العقل ثم العقل وليس المال وحده لأن" أشد الفاقة عدم العقل", إن كانوا ينشدون البطولات خلاف ما أعتقد.
ومن طلب العلا من غير كد .... أضاع العمر في طلب المحال