الفكرة السلبية لها مردود سلبي والعكس صحيح !

ينشأ الفرد محاطا ً بمجتمع يؤثر فيه ويتأثر به ويغذي سلوكه حتى يصبح جزءا ً لا يتجزأ منه , ويؤدي ذلك الاندماج إلى واقع حتمي وملموس في حياة ذلك الفرد لا شعوريا ً يتحكم بـ أفكاره وخواطره ومشاعره , والإنسان بطبيعته خلاّق ومحلل ومفكر بما وهبه الله من عقل يميزه عن غيره من مخلوقاته , فتصبح تلك الأفكار التي ينتجها الشخص نتاج طبيعي لتفكيره واستنتاجاته حسب قدراته العقلية التي وهبه إياها خالقه .

عندما تجتمع تلك الأفكار وتصبح سلوكا ً ومكونا ً أساسيا ً من شخصية ذلك الشخص تتبلور تلقائيا ً في عقله الباطن وتصبح كالأداة المغيبة وقتيا ً حتى يأتي الموقف الذي يستثيرها فتخرج لا شعوريا ً كفعل أو ردة فعل يحددها الموقف أو الصدمة المصاحبة لها . ولكن عندما يتطور الأمر وينتقل من مرحلة السلوك إلى مرحلة الصراع النفسي ( أفكار نفسية ) يصبح الأمر متأزم وبدل أن تصبح مجرد فكرة تنتقل إلى درجة المرض النفسي ويطلق حينها على صاحب تلك الأفكار مصطلح ( نفسية ) .

والمصابون بتلك النفسية عزيزي القارئ الكثير من حولنا في الوسط الرياضي ظهرت عليهم أعراض تلك ( النفسية ) بشكلي جلي وأكثر وضوح وصراحة في الأيام القليلة المنصرمة وخصوصاً ً بعد خروج زعيم آسيا الأول من البطولة الآسيوية خالي الوفاض , بدأت بإعلان الاحتفالية المهزلة للنادي الجار الذي ذهب ضحيتها الجمهور المغلوب على أمره والذي وقع بحقه أكبر عميلة ( غسل مخ ) في العصر الحديث !

تلا ذلك الإعلان بأيام قلائل فضيحة أخرى كان بطلها الأمين غير المؤتمن حينما أراد أن ينال من كبرياء الزعيم ولم يدري أصلح الله شأنه بأن شمس بطولات الزعيم لا تحجب ولا بألف غربال , حينما قام بمراسلة موقع الفيفا ( النسخة العربية ) بإحصائية غبية عن بطولات الفرق السعودية ليضفي عليها صفة الشرعية حينما ترى النور , ولكن الله لم يمهله طويلا ً حينما انبرى له عقلاء الوسط الرياضي وكشفوه على حقيقته التي هي أصلا ً لا تحتاج إلى كشف فالجرم بيّن والحقيقة واضحة كوضوح الهلال في السماء .

لذلك عزيزي القارئ الهلالي كلما تقدم الهلال أو حتى تعثر أنت موعود بسهرة كوميدية ممتعة يكون بطلها أحد تلك الوجوه التي اعتدنا على ظهورها في البرامج الرياضية التي يتحفنا بها مساء الرياضية وكورة ولا يهون خط البلدة .


الأفكار الإيجابية أيضا ً لها أبطال !!

تراجع سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد عن فكرة الإستقالة هو موقف شجاع ولا شك في ذلك ولكن لذلك التراجع مسببات ودوافع لم تكن وليدة اللحظة ولكنها نتاج أفكار ورصيد معرفي سابق تبلور في شخصية شبيه الريح منذ زمن , والدليل أن سموه حينما خرج في برنامج مباشر وإعلانه العدول عن الإستقالة قال ( حينما قست الأمر وجدت أن لإستقالتي إيجابيات وسلبيات ولرجوعي في الإستقالة أيضا َ إيجابيات وسلبيات وحينما قستها وجدت أن في عودتي إيجابية أكثر من أن لو سرت في طريق الإستقالة ) , كذلك ما يبيّن أن شبيه الريح مفكر إيجابي تصريحه الذي نشر اليوم عن كيفية اقتحام اسم كالديرون ملف التعاقدات الزرقاء , وأن المفكر الإيجابي الآخر سامي الجابر هو من رشحه لتولي المهمة وهو أيضا ً من راهن على نجاحه , لأن السامي سامي عمل معه حينما كان قائدا ً للمنتخب وكون بلا شك أفكارا ً إيجابية عنه وعن عمله تبلورت في ذهن سامي وحينما حدثت الصدمة ( صدمة رحيل جيريتس ) خرجت تلقائيا ً تلك الأفكار وأصبحت واقع ملموس استشهد بها سامي الجابر في سبيل إقناع أصحاب القرار داخل البيت الأزرق وبالتالي تم التعاقد مع كالديرون .


فــتــات

• تكاثر المفكرين السلبيين من حولنا المنضوون حتى مصطلح ( النفسية ) يشعرنا بقيمة رجال الزعيم وإعلامييه وقيمة أفكارهم وتوجهاتهم التي تجعلنا في منأى عن وحل تلك الأفكار السلبية .

• الفقر البطولاتي والشح في الفرح كان أكبر الأسباب المؤدية لظهور تلك العينة من المفكرين السلبيين ويا رب ( حولنا ولا علينا ) .

• دخول عبد الكريم الجاسر في عضوية مجلس الإدارة كمدير للمركز الإعلامي بنادي الهلال مكسب للزعيم حتى ولو اختلفنا معه أحيانا ً يظل مكسب كبير .

• كالديرون من وجهة نظري هو المدرب المناسب في هذه المرحلة , لمعرفته التامة باللاعبين وكذلك بالفرق المنافسة , ويكفي أن من رشحه لتولي المهمة سامي الجابر , لذلك يجب الوقوف مع الإدارة والمدرب لأن المرحلة الحالية تتطلب التركيز والوقوف من الجميع .

• بداية الخير ( مليون ) وإن شاء الله تبرع الأمير سعود بن سلمان هو بداية انهمار الدعم من بقية أعضاء الشرف .

• اللاعبون بحاجة لصدمة نفسية لكي يعودوا كما كانوا في الموسم الماضي إبداع لا متناهي , بدأت تلك الصدمة بعدول شبيه الريح عن الإستقالة تلاها التعاقد مع كالديرون بقي الدور الأكبر على الجمهور بالدعم والمساندة والحضور بقوة في المباريات القادمة بدأ ً من مباراة الأهلي ولا أظنكم ستبخلون بذلك .


ودمتم في رعاية الله