المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إغلاق الموضوع
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03/07/2010, 10:21 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: جنوب دارفور ههه وين يعني فيه غير السعوديه
مشاركات: 574
Unhappy ¦×. .قــسْــوَةْ الصْــحرّآء. .צ

قسوة الصحراء




هاقد انتصفت شمس الظهيرة في كبد السماء مرسلةً أشعتها الحارقة لتدك رمال الصحراء , مخضعةً جميع كائناتها تحت رحمتها , ولتجعل جميع من يسكن تلك البقعة من الارض يعاني لهيبها دون أن ينتابها شفقة او رحمة لرجل يهيم يكاد يموت عطشاً او قل حرقاً باشعتها التي تنافس لهيب النيران في هذا الوقت من السنة , وفي هذة البقعة من الجزيرة العربية ,
ولافكرت هذه الملتهبة أن تخفف وطئتها على زاحف يكاد يشتعل جسده المغطى بالحراشف لولا أن حباه الله قدرات غير عادية مكنتها من البقاء. حتى الاشجار قد حولت اورقها اشواكاً في محاولة غير يائسة للتأقلم مع قسوة الصحراء.
كأن هذه الظروف القاسية كانت غير كافية لكسر عناد سكانها وتدمير معنوياتهم وقتل طموحهم بالعيش هنا , هاهي رياح الخماسين الحارة تعصف بالمكان.
لحاء الاشجار قد تجعد وتشقق فصار كبشرة معمر تجاوز المئة من عمره.
ولتكمل تلك السموم والرياح مابدأته كانت خالية تماما من أي نسبة رطوبة قد تلطف الاجواء, بل كانت مليئة بالغبار والاتربة !
هنا وفي هذة الظروف متناهية القسوة , هناك العديد من النسوة والصبيان قد افترشوا الرمال الذهبية الحارة ويحتمون من لهيب الشمس بظلال الأشجار الصحراوية الشائكة التي تكاد لايكون لها ظلاً اصلاً .
يجبر من ينظر الى الافق البعيد على ان يغمض عينية لشدة حرارة الرياح ولقوة وهج انعكاس اشعة الشمس على سطح الرمال الخشن .
الشجيرات متوزعة على مساحات متباعدة من بعضها , يتخللها من بعيـد ذلك السراب اللعين , الذي لطالما أعطى لعطشانٍ أمل بالارتواء حتى اذ جد في السير اليه ووصل اليه لم يجد شيئاً ليقصف بذلك روحة المعنوية ويحطم قلبة
ليموت اذا مات وهو راغباً بالموت , مفضلا اياه على صراع العطش والحر.
هنا في هذا الوقت وفي مكان مرتفع نسبيا أشباح تطل على الأفق البعيد , نسوة هناك يتحدث تحت شجرة متباعدة الأغصان يكاد يرسم ظلها على الأرض شبكة عنكبوت كئيبة المنظر !
تقول اكبرهن سنا ويبدوا انها اكثرهن تشاؤما كذلك , قد رسم الزمان على وجهها تجاعيدة المعهودة .
ممسكة بعصاها مستحضرة دروس الحياة القاسية التي مرت بها , تقول بعد ان زفرت اهات مريرة : هيا بنا نرجع فقد مضى يومين ولم يعد الرجال , هيا ولتذهب كل ارملةٍ منكم لخيمتها لتنتظر مالله فاعلٌ بها.
كانت كلماتها المليئة بالتشاؤم آخر مسمار في نعش الروح المعنوية لهؤلاء النسوة .
قامت امرأة مفجوعة صدمتها كلمات العجوز , وقمن معها بقية المنتظرات البائسات وقالت بصوت عال ٍ : هل قلتِ ارملة !!
هل قلتِ أرامل ! بهذه البساطة أستبقتي شقائنا وترملنا؟!
أنتابتها هستيريا شديدة افقدتها السيطرة على مشاعرها وراحت تخاطب العجوز بحده موجهة لها سيلا من السباب والشتائم.
تجمع الكل حول هاتين المرأتين لتهدئتهمآ .
في هذة اللحظة العصيبة وسط صياح بعض النساء اللاتي يندبن حظهن اذ بصوت يشق ضجيج الحشود ,
صوت مختلف تماماً عما كان يسمعة المرء منذ لحظات .
خيم الصمت لحظه , الجميع منصت أملاً في أن لايكون ذلك حلم.
الجميع يريد ان يتأكد من ماقيل قبل برهه , الجميع يظن انه يحلم أو يتخيل وان ماقيل للتو ماهو الا صرخة العقل الباطن
ليعطي تلك القلوب البائسه املا جديدا ما يلبث ان يخبو وينطفي , تكرر نفس الصوت مرة اخرى !!
لقد عاد الرجال
هذه الكلمات قالتها امراة وقد انتابتها فرحه هيستيريه بعد ان شاهدت خيول الفرسان كالسراب في الافق البعيد عائدين و
قد استعادوا ما سرق منهم ، استعادوا الشيء الوحيد الي يضمن بقائهم احياء ؟
نعم لقد استردوا الماشية والابل التي سرقت منهم على حين غرة , والتي ذهب جميع فرسان القبيله الشجعان ليستردوها
ولو كلفهم ذلك ارواحهم لانهم يعلمون انهم حين يستردونها , انما يستردون شرفهم وكبريائهم وعزتهم وبقائهم قبل كل شيء.
ساد الذهول والفرح الارجاء الجميع غير مصدق ،
ها هي أم قد انفطر قلبها لتاخر ابنها ,قد جثت على ركبتيها وقد اصبحت ملامح وجهها غير معروفه
تارة تبتسم وتارة تبدو بلا ملامح قد تعجز ادراكها عن استيعاب الموقف والفرحة المفأجئة .
عم الصمت المكان .
تستطيع في تلك اللحظات سماع اصوات عزف الرياح وقد تغيرت نغمة اوتارها مبدلة الصوت الكئيب
بمعزوفة فرح غير عادية . تكاد حبيبات الرمال المصطدمة ببعضها التي تسوقها الرياح.
وتكاد اصوات هشيم تلك النباتات المتدحرجه مع الريح ان تطابق صوت خلخال معلق حول ساق فتاة ترقص طربآ.
هاهم الرجال قد عادوا وقد تشبعت ارواحهم بروح الانتصار ونشوة العز ,
قد عاد اليهم كبريائهم بعد ان استردو حقوقهم شدو على خيولهم مستحثينها على الاسراع
وكانهم لا يطيقون صرآ للوصول لاحبابهم واهليهم .
تبدلت دموع الاحزان بدموع فرح باللقاء من بعد فراق , ظن البعض انه فراق للابد.

ابتسمت الصحراء لوهلة متأثرة بهذا المشهد الذي تلين له اكثر القلوب قسوة
حتى الشمس غطتها قطعة غيم لتنعم هذه القفار بظل غير معتاد ,
كأن الكون من حولهم يقول لهم استمتعوا بالحياه ولو للحظة ,
عيشوا فرحة قد لا تتكرر, كان الصحراء وشمسها ورياحها تعترف بانها كانت قاسية معهم
دون ان يمس ذلك الاعتراف كبريائها وغرورها وعظمتها .

مرت ساعات الفرح سريعا كعادتها واقتربت الشمس من المغيب . هاهي في الافق وقد
انطفأ لونها وبردت نيرانها
هاهي تغيب برتقالية اللون وكانها قد انسحبت من ارض معركة لم تحقق فيها انتصارا متوقعا
ولم تستطع بحرارتها المحرقة , رغم جبروتها كسر عزيمة سكان الصحراء
غابت متثاقلة كانها تريد ان تقول ( غدآ يومٌ اخر )
عاد الجميع بعد ان التم شملهم , وقرت اعينهم باهليهم
الفرسان في تلك الساحة قد ارتجلوا عن صهوات خيولهم
يغمرهم الفخر وتكسوهم العزة وتحيط بملامحهم الرجولة.
اصوات الفحر تعم المكان وزغاريد النساء يعم صداها الارجاء .
كانت فرحه عارمه واحتفالية غير عاديه.
كل فارس اجتمع حوله الكثير من الناس هذا يقبله وهذه تشكرة وتلك تكاد تسجد له اجلالآ
وذلك يطرح عليه الاسئله.؟ وطفل يتطلع اليه ويتمنى ان يصبح فارسا مثله عندما يكبر.
مرت الليله بسلام وذهب الجميع لينام قرير العين .


***

طلع الفجر وعاد كل واحد لعمله المعتاد.
ذهب الشباب لرعي الابل والاغنام
وقمن النسوة باعمالهن المعهودة تلك تحلب الشاه وتلك تنسج الصوف
وهذة تعجن العجين لتضع الافطار .
معظم الرجال كانوا يعتنون بخيولهم ذاك يريحها من ثقل السرج وهذا يقودها لتشرب الماء من البئر الذي يبعد
بضع اميال وذلك يعطيها للصبي لكي ترعى بالجوار .
في هذا الصباح الجميل كان شيخ القبيلة مسفر ابن عامر يتجاذب اطراف الحديث مع امه الغاليه.
فاجأت الام ولدها بقولها : ابني يكاد يصل عمرك الثلاثين عاما وانت عازب بلا زوجة
تحجج الابن بالانشغال والظروف القاسية التي مرت عليهم لكن الام اصرت على رايها بان يتزوج
ذكرها بان والده توفي منذ عدة اشهر وترك له مهمة قيادة القبيلة وان الوقت غير مناسب.
لم ينم تلك الليلة
اخذ يفكر بالزواج وفعلا وجد ان امه تقول ما يجب ان يحدث
فلا بد ان يكون له زوجة واولاد يحملون اسمه من بعده ويستلمون قيادة قبيلتهم من بعده
لم يمض اسبوع حتى اعلن موعد حفل زواجه , كانت هناك فتاة هي من تفردت بقلب هذا الرجل وما لم يكن يعلمه الجميع ان الشيخ مسفر كان قد وقع في غرام
تلك الفتاة منذ صغر سنه وكان لا يتخيل نفسه متزوجا غيرها .
ولكن المسؤوليه التي تركها له والده بعد وفاته صرفته عن كل شيء الا عن شؤون من هم تحت امرته .
تزوج مسفر من الفتاه التي يهواها .
خمس سنوات مرت على زواجهما كالحلم كانا فيها اسعد رجل وامرأة على بساط رمال الصحراء
الذي كان قد ازدان بساط اخضر بعد ان جادت عليهم السماء بالامطار , فتحولت تلك القفار والصحراء
المجديه الى جنة غناء.
هاهم الرعاه يتسامرون تحت تلك الاشجار واغنامهم في مرمى انظارهم متوزعه في تلك السهول التي اكتسبت باللون الاخضر
وتغريد الطيور يضفي على المكان احساسا آخر
يحق لتلك الطيور ان تعزف اعذب الالحان فهذا الجمال وتلك الزهور التي تتمايل مع الرياح كالامواج
لن تدوم طويلا فما تلبث الصحراء ان تعود لطبيعتها المعهودة .
مسفر كان قد رزقه الله باربعة ابناء كلهم اولاد اراد الله ان يولد الاربعه جميعا ولم تولد معهم القدرة على الكلام
فقد كانو بكما منذ ولادتهم ولكن لم تعيبهم هذة الاعاقه
على الاقل في نظر ابيهم وامهم.
يتطلع اليهم ويرى فيهم مستقبلا مشرقا كانو هم جميع ما يملك في هذة الدنيا بعد رحيل امه بجوار ربها
لايطيق رؤية دموع احدهم واذا ما مرض احدهم تظن لشدة تاثره بانه هو الذي يعاني ذالك المرض .
كان يشعر انه اسعد انسان بالكون اذا ابتسم واحد منهم .
كان لا ينافسهم احدا في حبهم الا امهم الجازي
التي ملات عليه حياته , واعطت لحياته معنى مختلفا .
بعد بضع سنين وفي احد الايام العاديه جدا وبعد ان عاد من رحلت قنص استغرقت عدة ايام
عاد متلهفا ومشتاقا لابنائه الاربعه وزوجته التي تعاني الحمى , والتي كانت قد اصرت عليه ان يذهب ويستمتع بوقته وانها سوف تصبح بخير
كان يامل ان تكون الان في اتم الصحه وقد تعافت من العارض البسيط .
فور وصوله كانت تلك الاوجه الكئيبة وذلك الحزن اللذي يخيم على المكان كابوسا يتمنى ان لا يكون حقيقيا
فورا شرع بالاسئله ماذا بكم ما الذي حدث , تكلموا , ولا احد يجيب فورا علم ان احد قد اصابه مكروه
لكنه لا يريد ان يصدق ذلك التوقع .
وجه الشيخ نظره الى خادمه الذي كان جالسا قرب ناره ودلاله تحيط به مطأطأ راسه
متشاغلا بتحريك معاميل القهوة والشاي صارفا بصره الى الارض متحاشيا النظر في وجه الشيخ
نظر اليه نظرة المفجوع وقال له : هل ماتت هل ماتت ولم يجب الخادم .
وجه سؤاله لاعز اصدقاءه هل ماتت يا سالم اخبرني . لم يستطع احد الكلام .
تحطم قلبه واسودت الدنيا في ناظرية ولام نفسه كثيرا على ترك زوجته اثناء مرضها, ولكنه اصطنع الصبر
طرح جسمه المثقل بالاحزان في وسط خيمته المكتظه بالناس
شرعوا يعزونه ويترحمون على فقيدته ويصبرونه بكلمات استحضروها لعلها تخفف عنه نصائبه . ولكن كان في عالم اخر .
ساعات كئيبة مرت كانها سنين
قام بعد ان اخبروه بمكان قبرها , صلى عليها , ثم طلب من من حوله الرحيل وتركه وحده عند قبرها
لم يدم تصبره طويلا اطلق العنان لدموعه وبكى بكاء مريرا
حتى اختلطت دموعه بتراب قبرها .
لو سمع احدهم نحيبه في تلك الساعات لتفطر قلبه . بقي جالسا كالشبح عند قبرها يطلب منها ان تسامحه لانه ذهب وتركها عندما كانت مريضه محملا نفسه مسؤولية موتها.
بقى جالسا حتى غابت الشمس وانتصف الليل
قبل ان يرحل التزم بوعد على نفسه بان يسخر بقية حياته لتربيه ابناءة والعنايه بهم .
رجع لقومه ورجعت الحياه لطبيعتها يعيش مسفر الان لتحقيق وعدة الذي قطعه على نفسه امام زوجته .

***
كبر الاولاد الاربعه وكبرت معهم امال ابيهم فيهم كان مهتم بتعليمهم الفروسية وفنون القتال منذ الصغر
حتى اصبحو من خيرة الفرسان لايشق لهم غبار وقد صارو مضرب المثل في الفروسية والشجاعه.
عاش هؤلاء البدو الرحل سنين عديدة متنقلين من مكان لاخر طلبا للمراعي ومنابع المياة تكاد لا يمر عليهم حولا كاملا الا وينتقلون
لبقعة اخرى من هذه الصحراء تكون اقل قسوة من غيرها .
يكفيهم وجود مصدر ماء واعشاب ترعى منها مواشيهم لينعمو بالسعاده والاستقرار في هذه البيئه القاسية انهم يرضون باقل القليل .
يسكن مسفر وقومة بجوار احدى التلال التي كانت وافرة المياة وكثيرة النباتا
كان لايعكر صفوهم الا قراصنة الصحراء او ما يسمونهم الحنشل .

وهم قوم اتخذوا من النهب والسرقة وسيله للبقاء . معظمهم قد لفظه قومة استغى عنه اهلة او طردوه لذنب اقترفه .
فهام على وجهه حتى التقى بمن يشاطره معاناته فامتهنوا ذلك العمل الدنيء للبقاء احياء
اخذ الشيخ مسفر وابناءه الاربعه على عاتقهم مسؤولية حماية اموال قومهم وابلهم وماشيتهم .
قد اعتادوا على توزيع نوبات الحراسه بينهم كل ليلة يقوم واحد منهم للتجول بفرسه حول حمى القبيله لمواجهة المعتدين
ولحماية ممتلكاتهم وكان الحنشل يقومون بغارات مفاجاة بين الفينه والاخرى قد يغيبوا اسبوعا او اسبوعين ثم يتحينوا فرصه
وينهبوا ما يستطيعون من الماشية .
فالامن في هذه البقع من الارض لا يستطيع ان يكلفه احد , الكل هنا يسعى للبقاء حيا ولو اضطر لقتل شخص في سبيل الحصول
على ماتحمله جماله من طعام وشراب . لاحظ الشيخ ان ابناءه قد كبروا وصاروا حملا للمسؤوليه وراى بان يزوجهم ليرى ابناءة قبل موته
قرر ان يتم زواج ابناءة الاربعه في ليلة واحدة لتكون فرحه مضاعفه , رسم الخبر السعاده على محيا الجميع
واخذ الجميع يعد لتلك الليلة السعيدة في تلك الليلة الجميله تم فرح الاب بابناءه واحتفل الجميع بزواجهم وقد حضر الكثير من شيوخ القبائل
المجاورة لمشاركتهم فرحتهم .
ما ان انهاء الاحتفال البدوي البسيط حتى ذهب كل واحد ليخلد للنوم في خيمته البسيطه, العرسان بالطبع لم يناموا تلك الليله .
كذلك والدهم المنتشي فرحا , قد جلس بالقرب من نارة واخذ يرتشف فنجان قهوة عربية عبقة برائحة الهيل.
ما ان هدا الليل ولم يعد يسمع في تلك المساحات الفسيحة الا اصوات جنادب الليل قد تجمعت حول سراج معلق بعامود الخيمة .
حتى قام الشيخ مسفر واسرج فرسة وتقلد سيفة واحتزم بالشلفا وهي اسم خنجر لايكاد بدوي يستغني عنه .
اخذ مسفر يتجول في المساحات الواسعه من حمى قبيلته في دورية معتادة يقوم بها هو وابناءه كل ليلة خوفا على الابل والاغنام
من النهب الذي كان هو المنغص الوحيد لهم .
في هذه الاثناء عند منتصف الليل راودت نفس الفكره وهي القيام بجوله الحراسه الابن الاكبر للشيخ مسفر
فقام من عند زوجته وقد حدثته نفسه بان ابوه مؤكد انه نام بعد تعب هذه الليلة
فاثر تعب الحراسة وامن افراد قبيلته على راحته اسرج فرسة وتقلد سيفة ومضى .
في جنح الظلام يتفقد الابل والاغنام .ولسخرية القدر , راودت الفكرة نفسها اخوانه الثلاثه الاخرين .
في ظلمة الليل واثناء تجوال الشيخ ذيب راى من بعيد خيال فارس كالشبح في الظلام بخفة توارى خلف صخره
وترجل عن صهوة جوادة منتظرا اقترابه , ممسكا بسيفه , ما ان اقترب حتى باغته الشيخ من امامه قفز ذلك الفارس الملثم
واستل سيفه ايضا وبدات المبارزة سريعا لاتكاد ترى للسيوف بريق لشدة الظلام .
ذهل مسفر لشراسة خصمه ومهارته باستخدام السيف
اثناء تلك اللحظات ولا يفصل الحياة عن الموت الاضربة بالسيف

وجهه مسفر طعنة مفاجاة لخصمه جعله ينحني متالما ما ان رفع راسه حتى ضربة باخرى اسقطت راسه بجوار جسده .
تحسر على مصير هذا الحنشل الذي لم يرى في حياته من هو اكثر من مهاره في استخدام السيف
لم يبتعد قليلا حتى راى حنشلا اخرا واجهه بشجاعه وبارزة مبارزة الفرسان ولكن مسفر كان يتفوق عليه بالخبرة والحنكه
ما ان بدات المبارزة حتى احس الشيخ بانه لا يبارز شخصا عاديا واحس بالخطر حتى لقد تصبب عرقا
ولكنه انتصرا اخيرا وقتل خصمه .
اكمل الشيخ جولة الحراسة متنقلا على صهوة جوادة وقد اذهله ما راى الليلة من امر اولاءك الفرسان .
اثناء تجواله راى اثنين اخرين يسيران بجوار بعضهما وبادرهما بالقتال لم يستغرق طويلا حتى قضى على احدهم
فقد كان لعنصر المباغته دور في انهاء المبارزة سريعا .
بقي يقاتل الاخر لفترة ليست بالقصيرة وقد تعب كلاهما تفاجا الشيخ بضربة من خصمه كادت ان تفقده يده اليسرى
صاح متالما فتسمر خصمه في مكانه!! وسقط سيفه من يده.
ظن الشيخ ان توقف خصمه عن القتال ماهو الا خدعه او استهتار به امسك بسيفه ووجه له ضربه غاضبه اسقطت راسه .
عاد جريحا ولك لم تكن اصابة بالغه لف يده ومضى وهو يقول يا لهؤلاء اللصوص المخادعين ارادو ان يستغلوا ليلة زواج ابناءي
يظنون ان لا احد سيقوم بالحراسة .
عاد الشيخ الى منزله متعبا وجريحا ولكنه منتصرا .
نام الشيخ قرير العين ولم يعلم بانه سوف يطلع عليه اسوأ صباح في حياته .
لم يوقظه من نومه الا زوجات ابناءة وقد تجمهر الناس حولهن يسالون ما الخبر .!
قام الشيخ فزعا ما ان اخبرنه بان ابناءة خرجو ليلا للحراسه ولم يرجعوا
وقد طلعت الشمس , قام وهو يردد رحماك يارب رحماك يارب , لم تكن تنقصه الفراسه فقد استحضرت ذاكرتة ليلة الامس
ذهب ليتفقد من قتلهم بالامس
كلما اماط اللثام عن احدهم وجده احد ابناءة
اخذ يتنقل بين ابناءه وقد افقدته الصدمه السيطره على نفسه ..
لم يكن احدا معه في محنته فالجميع قد بقوا هناك ينتظرون الخبر ولا يعلمون عن الامر شيئا .
هناك بعد ان طال الانتظار ذهب احدهم ليستطلع الامر بعد ان نفذ صبرة , كانت صدمه كبيرة حينما رأى ابناء الشيخ صرعى ملقين على رمال الصحراء , لم يبحث عن الشيخ طويلا , قام بصف الاجساد الباردة المتيبسة على ظهر فرسه واقتادها لمساكن قومه وقد تملكه الذهول.
ما ان وصل حتى اجتمع الكل حول الفرس التي تحمل الجثث الاربع مسجاة بجانب بعضها .
عم الذهول والالم والحسرة وخيم الحزن على المكان بالطبع كان اكثرهم حزنا زوجاتهم اللاتي لم يقضين معهم الا ليله واحدة . فقد صارو ارامل بين عشية وضحاها يالها من فاجعه لايتحملها الكثير من الناس.
اما مسفر
ماحدث لم يكن يخطر على باله ابدا وهو اللذي تعهد بحمياتهم هاهو يقتلهم بيديه!
انطلق هائما على وجهه بالصحراء لا يدري الى اين!
الشي الوحيد الذي يعرفه في هذه اللحظه هو انه اتعس رجل يتجول في الصحراء حاليا.

ظل ثلاثة ايام يسير نحو المجهول يائسا من الحياة زاهدا بكل شيء بعد مضي ثلاث ايام لم يعد يقوى جسمة على مقاومة الهلاك
ترجل عن فرسه ورمى بجسده المنهك على رمال الصحراء .
تعرف الصحراء والظروف القاسيه عملها جيدا في تلك اللحظه.!
ظلت الشمس تشرق وتغرب على ذلك الجسد الملقى في ذلك المكان المنعزل من العالم مرار وتكرار.

***
بعد مضي عشرين سنة مرّ على المكان اربعة شبان تدرك من النظرة الاولى انهم قد ولدوا بنفس اليوم كان يبدوا عليهم ملامح الفروسية.
استوقفهم الهيكل البشري الذي كانت قد دفنت الرياح جزء منه ولكنه لازال صامدا على مر السنين.
قال احدهم انظروا الى ذلك الرجل يبدوا انه قد عاني الكثير خلال حياته.
بعد ان هموا بمغادرة المكان نظر بعضهم الى بعض كانهم قد راودتهم نفس الفكرة في نفس اللحظه.
قاموا بحفر قبرٍ صغير جمعوا فيه تلك العظام وغطوها بالرمال ومضوا في طريقهم,
لم يستطيع احد منهم ان ينام تلك الليلة فقد راودهم شعور غريب لم يستطيعوا تفسيرة.









بقلم البسيط .. فأرجو حفظ حقوق هذآ القلم .!
  #2  
قديم 03/07/2010, 12:48 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ المواااادع
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 18/01/2010
المكان: الكتيبة الزرقاء
مشاركات: 4,243
عووووووووووووووووووووووافي
  #3  
قديم 03/07/2010, 02:15 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهلالي دائماً
مشرف منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 20/01/2002
المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
قصة جميلة ومؤثره ..

الله يعطيك العافية اخوي الذيب الهلالي ..

ماشاء الله عليك مبدع ..

بلفعل انها قسوة الصحراء
  #4  
قديم 04/07/2010, 12:31 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Meme
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/08/2008
المكان: بيتي
مشاركات: 8,476
جميل ماكتبته .. وقصص مؤثره .. حقا! ..
لكنه ! طويل بعض الشيء ..

شكرا لك ..

اختكم .. ميمي
  #5  
قديم 04/07/2010, 08:46 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ مدري مدري !
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/09/2009
المكان: |█| الَلَهمَ هَذِبْ نَفِسُيً وجَمِلْهآ لدُرجةٍ تَجْعًلُنِيْ أَهيمُ بهآ عِشْقآ |█|
مشاركات: 2,378
الصراحه المبالغه في طول الموضوع اقل من جماليته < عجاز

,,

ويعطيك العافيه وبالفعل قسوة الصحراء

,,


مشكور
  #6  
قديم 04/07/2010, 09:38 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
رغم الصحراء والألم والفراق والفواجع .. إلا أن القصة أكتست عباراتها بروح عاطفية جميلة ،،،

وصف الصحراء كان جميل .. وشعرت للحظة بالحطب ودلة القهوه ورائحة الصحراء مساء

كما أن نهايتها بحضور الأحفاد الأربعه ودفنهم جدهم وهم لا يعرفون من يكون .. كان لها في نهاية القصة وقع لطيف ،،،

جميل ما أبدعته أخي الكريم

والله يعطيك العافية
  #7  
قديم 06/07/2010, 07:36 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عادل بن ساعد
رئيس تحرير مجلة طله
تاريخ التسجيل: 26/10/2009
المكان: . في قلب من عرفني .
مشاركات: 2,196
قصة إبتدأت و توسطت بالمعاناة و حضور الألم
لكنها إنتهت بنهاية نوعاً ما سعيدة ,,,

نسج جميل و حضور أجمل

تحيآآتي لك
عادل
  #8  
قديم 06/07/2010, 07:42 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ سيناتور هلالي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2009
مشاركات: 4,659
الصحراء..

الصحراء..

الصحراء..

مهما بالغنا في وصفها - مدحا أو ذما - فلن نوفيها حقها..

شكرا لك على الأسلوب ارائع..
  #9  
قديم 06/07/2010, 08:16 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ HILALYA ]~
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/09/2008
المكان: يارب ان متابعه بصمت لقت لي شي اكتبه ض1
مشاركات: 7,448
..


قصة جدا رائعة ..
استمتعت بها في وقت فراغي ..
فعلا الصحراء شي عظيم لا يمكن حصره ..
شاكره لك اخي الكريم ..
  #10  
قديم 01/08/2010, 07:19 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: جنوب دارفور ههه وين يعني فيه غير السعوديه
مشاركات: 574
شاكر لكم ردودكم بصراحه شجعتني اكتب شي ثاني لعيونكم

انا لما نزلت القصه ذي قبل التعديل عليها بالبدايه حسيت اني تسرعت بس ردودكم بردت صدري
  #11  
قديم 01/08/2010, 07:54 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/05/2010
المكان: بريدهـ
مشاركات: 3,977
قصهـ جميلهـ جده ,,
مشكور الله يعطيكـ العافيهـ
  #12  
قديم 16/01/2011, 02:16 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 07/02/2009
المكان: جنوب دارفور ههه وين يعني فيه غير السعوديه
مشاركات: 574
تسلمون والله من ذوقكم
{{
بعد مضي عشرين سنة مرّ على المكان اربعة شبان تدرك من النظرة الاولى انهم قد ولدوا بنفس اليوم كان يبدوا عليهم ملامح الفروسية.
استوقفهم الهيكل البشري الذي كانت قد دفنت الرياح جزء منه ولكنه لازال صامدا على مر السنين.
قال احدهم انظروا الى ذلك الرجل يبدوا انه قد عاني الكثير خلال حياته.
بعد ان هموا بمغادرة المكان نظر بعضهم الى بعض كانهم قد راودتهم نفس الفكرة في نفس اللحظه.
قاموا بحفر قبرٍ صغير جمعوا فيه تلك العظام وغطوها بالرمال ومضوا في طريقهم,
لم يستطيع احد منهم ان ينام تلك الليلة فقد راودهم شعور غريب لم يستطيعوا تفسيرة.
ْْ}}



اظن هنا جمالية القصة
   

إغلاق الموضوع


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:01 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube