بسم الله الرحمن الرحيم
في المدرسة التي سيكون هذا اليوم آخر أيام عقدي معها وقبل أن أذهب تتحرك مشاعري بإتجاهين متناقضة وتفكير مشتت فبين طلاب رفعو شعارات : لاترحل يااستاذ وبين إدارة متوحشة وصلت بها الوقاحة لإتهامنا بالسرقة .
ومن كان يصدق أني سأتعرض لأداء القسم في تهمة سرقة
لاتستغرب عزيزي القاريء فأنا كنت بمكان لايعرف من أنا
ولم أستغرب أن أجد نفسي مطالباً بقراءة ورقة قسم وبيدي مصحف وأؤدي القسم بأنني لم أسرق ولا أعرف شيئا عن مرتكبي السرقة .
حتى وإن لم أكن المعني وحدي لكن وجودي ضمن قائمة المطالبين بالقسم هو بحد ذاته إهانة لي ولإسمي
ولست مصدقاً حتى اللحظة أني أديت القسم رغم أني رفضت لكن زملائي وإلحاحهم جعلني أقسم وإلا فقد كانت نيتي إما ان توجه لي التهمة بالمحكمة وهناك أؤدي القسم على يد القاضي والبينة على من إدعى حتى لو كان عدم تأديتي القسم بالمدرسة سببا لفصلي مباشرة قبل إكمالي اليوم الأخير .
يالها من نهاية حزينة مع مدرسة أحمل بقلبي من الذكريات المؤلمة مايجعل بي حرقة ونار لاتنطفي
هل سرقة 37 جوال للطلاب سبب كافي لإتهام معلمين هم بمكان أنقى وأطهر من أن يتعرض أحدهم لها
والغريب أن فكرة القسم بالمدرسة هي فكرة شيخ من الشيوخ المعروفين
وليتكم سمعتوه وهو يدعو ليلة البارح على السارق لخمس دقائق بدلا من الدعاء له بالهداية وسؤال الله أن يكشف أمره ذهب للدعاء عليه بالسرطان وكثير من الأدعية التي يهتز لها البدن ويقشعر .
رغم ماتحمله ذاكرتي من أحزان مع الجانب الإداري لكنني أحمل كل مشاعر الود مع طلابي الذين جاءو إلي قبل أسبوعين وقالو استاذ لاترحل أمانة لاترحل عندما علموا برحيلي .
أحدهم قلت له سيأتي تعييني بالحكومي قال ببراءة يارب ماتتعين نبغاك عندنا
أحدهم قال وين بتروح احنا معاك
يالله كم هي مشاعر وجدانية بين الطالب والمعلم تمثل أرقى مايتمنى أن يصل له معلم تربوي على وجه الأرض
إنتهت الحكاية وقريبا سيكون لي موضوع تفصيلي عن ذكرياتي بهذا العام وفي الحقيقة لا أعرف ماذا أفعل في حال عدم التعيين الرغبة الشعبية لدى الطلاب بإستمراري قد تجعلني أتحمل إهانات مدرستي ومدير المدرسة وكبريائي يرفض بقائي فلايمكن إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل .