للطموح درجات .. كما للقناعة دركات .. وبين الأمرين بون شاسع ( كما بين زعيم آسيا ومن حوله ) !
قال شبيه الريح ذات مساء (
القناعة كنز يفنى ) وكأني به سيأتي يوم ما . ليجعل من تلك الكلمات نبراسا ً وموجها ً له نحو تحقيق المجد وهو يتبوأ رئاسة فريق ( كل المجد ) .
لم يتوقف أمر ( القناعة ) هنا وحسب بل تعداه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير , حينما عكس المفاهيم , وحول اللامعقول إلى معقول , والمستحيل إلى واقع نعايشه ونشعر به وكأنا في حكايا ( ألف ليلة وليلة ) ..
كان الجميع ينتظر سقوط القيم والمبادئ بسبب الرياضة في كل لحظة وحين , حينما يأتي من يملك المال الوفير والعقل الفقير ليسيّر شباب الوطن في منزلقات العفن والتعصب والتنافر والبغض .
وصار الجميع ينتصر للقيم والمبادئ والخلق الرفيع بعدما أتى ليقود شباب المجتمع من يملك العقل الكبير والفكر السديد , من يستطيع أن يجعل من الرياضة وحدة وقوة بعيدا ً عن الألوان والتعصب الأعمى .
كانت الرياضة وحلٌ سرمدي إن لم تنزلق فيه , حتما ً ستتسخ منها إن كنت من رواد ساحتها .
وصارت الرياضة واحة ٌ غناء إن لم تنعم بورودها فحتما ً لن تنحرم من شذاها وأريجها .
هم العظماء وحدهم من يسعون دائما ً لاسترجاع (
المجد التليد ) دون أن يخدشوا الحياء , أو يجرحوا الأصدقاء والأقرباء .
قال شبيه الريح ذات ليلة بعد أن تكالبت عليه الظروف وتوحد الجميع لإسقاطه ( لو كنت أعلم أن الوسط الرياضي بهذا السوء لم انتسبت إليه ) , في تلك اللحظة كان جميع من ينتظر سقوطه وسقوط الهلال يريده أن يعلن ويقول :
كسرني قلبي المكسور ونادت دمعي الأهداب
تعبت أركض ولا أوصل ولا توصلني غاياتي
ولكن لأنه هو من قال: (
أنا فرحي لمن حولي وأيامي فدا الأصحاب ) لم يقنع بهذا الحال ويترجل عن صهوة جواده , لكنه سعى بكل عزيمة وإصرار لكي يغير تلك المفاهيم ويقضي على الفكر القديم وحراسه حتى جعل الصفوف تتوحد بمبادراته التي جعلت الألوان تنصهر في بوتقة واحدة , في يوم كان الوطن فيهِ هو العريس !
كان بإمكان شبيه الريح أن يتخلى عن المثالية ويرد الصاع صاعين لمن يسيء له ولفريقه , يدعمه في ذلك ( مركز اجتماعي مرموق ) وصوت قوي , وحجة وبيان , ولكن لأنه عبد الرحمن بن مساعد , ابن الشيخ الوَرع الجليل , جعل من مكانته (
هيبة ) بصمته أحيانا ً , وحكمه إذا نطق أحيان أخرى .
وهاهي النتائج تظهر وتلوح في الأفق كما وعد شبيه الريح , في نهاية الموسم الماضي , فريق قوي ومنظم وهجومي ولا مكان فيه للمتخاذلين .
بينما غيره كان يمنّي أنصار فريقه بالسراب وكأني بحاله كحال ذلك ( الضامي ) للبطولات الذي قال فيه شبيه الريح ذات أمسية :
السراب
وهم .. ما هو ماء
لكن يعطي للظامي أمل
وإحساس مفعم بالرجاء
والسراب ينادي : يا ظامي تعال
ما بقى الا خطوتين
وتنعم برشف الشراب
أو بمعنى آخر
نقول : السراب
الوعود اللي قطعها
المُرشح للمرشِح في انتخاب (20% )
وهاهي اليوم آسيا تنادي حبيبها وعشيقها الأزلي , تشكي له ألم فراقه , بعدما أبعدها عن أحضانه المرجفون تارة , والحظ تارة أخرى , لتعلن له في اشتياق , مدى لوعتها وكمدها الذي خلفه جهد الصبابة والالتياع وكأني بها تقول له :
يسعد صباحك.. يا حبيبي
حالي طيب
كل شي مثل اللي كان
المدامع .. والمواجع ..
والأمان اللي اختفى لحظة غيابك
والليالي اللي مضت .. مثل الليالي اللي مضت
الهم عازف .. والدمع نازف ..
والعمر في غيبتك حاير وخايف هو الشوق لآسيا وحده من جعل من ستاد الملك فهد فوهة بركان أرعبت الأوزبك ومعهم ( فخوري ) ..
هو الشوق للحبيبة الغائبة ( آسيا ) من جعل الجميع يصفق ويهتف بحرارة جعلت من مساء الرياض غير كل الأمسيات ..
هو الشوق للمعانقة ( أسيا ) من جعل من الجنون عقل ومن الهستيريا منطق
ومن صرخة شبيه الريح أمل وعزيمة وإصرار ..
آآه يا آسيا وكأني بك ِ تتمتمين بغير وعي وتناشدين معشوقك الزعيم ...
هذا ضي الصبح .. أو هو بعض نورك ؟!
هذا همس الورد .. أو دافي شعورك ؟!
.
.
.
فــتــات
• شبيه الريح وعد فأوفى .. وهذا هو ديدن العظماء .. ولكن تبقى علينا رد الدين بالوقوف معه قلبا ً وقالبا ً .
• رادوي شكرا ً لك من القلب فقد أفرحتهم ببطولة الكرت الأصفر بعد سنين من جفاف الذهب الأصفر .
• ويليهامسون بعد أن كان في نظر البعض عالة على الفريق الموسم الماضي أصبح الآن نجم الموسم , ونيفيز في الطريق إن شاء الله والفضل يعود بعد الله لشبيه الريح .
• يونغ بيو أو كما يحلو لي تسميته ( جاكي شان ) لاعب يطربك ويجعل الابتسامة لا تفارقك طوال المباراة ( إمتاع وإبداع ) بالعربي ( كوميدي مبدع ) وشكرا ً شبيه الريح للتجديد معه .
• الهلال حقق بطولتين الدوري والكأس والبطولة الثالثة سعادة شبيه الريح التي ( ترجمتها ) صرخته بعد نهاية المباراة , لوحدها تلك الفرحة تعادل بطولة عند كل الهلاليين .
• سيربط جمهور الزعيم بعد عمر طويل الأحداث بهذه السنة ( بسنة الخمسات ) وسيربطها جمهور الجار بسنة ( الــ 20% ) .
ودمتم في رعاية الله ...