بسم الله الرحمن الرحيم...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احيانا وفي قراءه للتاريخ العربي القديم وقصص ما قبل الاسلام كنا نسمع عن مبداء الراي الواحد والكلمه الواحده والقاعده الواحده ومدى الصبر عليها مهما كانت قسوتها ..
فكان اذا اطلق الانسان وعد او كلمه او راي التزم فيه مهما كانت الاسباب والظروف التي تنتج من ثباته على كلمته..
فكانوا يعطون للكلمه وزن وقيمه وللراي اعتبار فكان كلامهم مصدق على الدوم لانهم لم يعتادوا على الكذب ولا يجدون انفسهم يكذبوا ابدا...
ففي حياتهم قواعد ثابته لا يمكن التنازل عنها ابدا وحتى على قطع الرقبه ..
فاذا قال شيئا فهو يعني ما قاله و يطبق ما قاله على نفسه قبل غيره...

فلا يتجردون من قواعدهم عندما تكون ضدهم ولا يغيرون قواعدهم اذا كان الامر عليهم..
لهذا اصبحت قواعدهم ثوابت لا تتغير مع الزمن وكلامهم افعال من وقت ان يخرج وليس لديهم فرق بين القول والفعل...
فاذا استخدم قاعده فهو يطبقها على نفسه قبل ان يطبقها على غيره ..
واذا انتقد احدا فهو ينتهي عن هذا الفعل ابدا ولا يرجع لها مطلقا..
فاذا قال فهو كمن فعل....
فمبداهم لوضعوا الشمس عن يمني والقمر عن يساري لم اتخلى عن ما انا عليه.
فمثلا
 | إقتباس |  | | | | | | | | قول عبداللمطلب جد نبينا صلى الله عليه وسلم عندما كان يحفر زمزم ونازعته قريش عليه فأقسم بالله لو رزقه الله عشره من الابناء لينحر احدهم تقربا لله... ومع مرو السنين الا ان الكلمه ثابته في عقله فقاعدتهم لا يخلفون ما قاولوا ولهذا في القصه المشهوره عندما ارد ان ينحر ابنه عبدالله والد نبينا صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله... وايضا قصة النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له اميه بن خلف ان لي فرس سوف اقتلك بها فقال له بل انا قاتلك فصدقه اميه لانه يعلم ان كلامهم قواعد ثابته لا يمكن ان يكون كلام لمجرد الكلام فلهذا وكما تقول الروايه انه ظل جزعا من الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى في معركة بدر كان ينوي عدم الخروج لولا ان ابا جهل اتى الى داره ومعه البخور وهي علامة مسبه ان ليس رجل بل امرأه فلهذا خرج وامراته تذكره بمقولة محمد صلى الله عليه وسلم.. وفي النهايه قتله نبينا صلى الله عليه وسلم مصداق لقوله الشريف وقصة حمزه رضي الله عنه سيد الشهداء عندما علم ان ابا جهل اذى نبينا صلى الله عليه وسلم فذهب اليه و (شج) راسه وقال كيف توذي ابن اخي وأنا على دينه .. يقول الرواه ان حمزه لم يكن مسلما انذاك ولم يريد الاسلام ولكن لان هذا القول صدر منه وهو لم يعتاد على الكذب فاسلم بناء على قوله.. وقصة ابي سفيان عندما ساله قيصير عظيم عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام وعن اتباعه وعن مايامر به فلم يكذب بل قال الحقيقه وكأنه مسلم انذاك ... وايضا قصة ابي سفيان في معركة احد عندما التجى الرسول صلى الله عليه وسلم مع اصحابه الى الجبل بعد نهاية المعركه فسال ابو سفيان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم اهو حي ام ميت فقال عمر بل حي وهو يسمعك الان فصدقه ابو سفيان لانه يعلم انهم لا يكذبون.. | |  | |  | |
هذه نماذج مبسطه عن الصدق في الاقوال والثوابت في القواعد وان من لديه قاعده او مبدى يتبعه فلا يمكن ان يتنازل عنه مقدر شعره..مهما حدث ومهما كان الزمن معه او ضده.
لكن
ما يحدث اليوم في وقتنا الحاضر وعلى وضح الشمس و امام الملاء هو تزوير الاقوال وتبديل الافعال من لحظه الى اخرى...
تجد الشخص الذي يامرك بفعل اليوم ينهاك عنه غدا وتجد من ينهاك عن امر يطالبك فيه بعد غد..
تتبدل المفاهيم دون ان ندري لماذ تبدلت ..
فبين لحظه واخرى تنتج قاعده جديده وتموت اخرى..
اصبحنا لا نعرف ماذ نريد وماذا نتبع ..
فالقواعد عندنا مغلوطه والقواعد عندنا لا تسير على خط واحد..
فمع كل فعل تنتج قاعده ومع كل قصه تموت قاعده..
كثرت القواعد لدينا دون ان نتبع قاعده واحده ولو ليوم واحد...
ابنانا اصبحوا يعلمون تقلبنا في قواعدنا فما نامرهم به اليوم ننهاهم عنه غدا,,,
فاصبحوا لا يستجيبون الى مطالبنا لعلمهم ان القاعده سوف تموت في مكانه وفي وقتها
نامرهم وننهاهم بشي في الصباح و ننام ونصحى و ننسى لماذا امرناهم ولا لماذا نهيناهم..
نحن لا ندري ماذا نتبع ولا كيف نتبع..
صدق علينا المثال القائل (كلام الليل ياكله النهار)
امثله نصادفهم دوما تتبدل فيها القواعد مع الافعال وتتغير طريقة تفكيرنا بسبب الفعل علينا ام معنا
تبديل القواعد مروريا:
عندما يقطع احدهم الاشاره نتهمه بانه متهور وقليل عقل و لا يعرف النظام واخلاقه ضيقه وعندما نكون نحن في هذا الموقف ونقطع الاشاره تتغير قاعدتنا ونعلل السبب باننا مستعجلون ...
عندما يخالف جندي المرور احد مسرعا نقول يستاهل وهذا جزء تهوره وعندما نكون نحن المتهورون ونخالف نتهمه بانه جندي ظالم ويريد ان ينهي دفتر اوراقه..
عندما نكون في اخر الاشاره وتشتغل الاشاره والسيارات تسير ببط شديد نعزف باصوات المنبه والبواري امتعاضا مما يحصل وعندما نكون نحن باول الاشاره نستنكر كثرة الاصوات المزعحه
عندما نكون في موقف السيارات ونجد سياره تسد علينا طرق الخروج ننزعج و نصف صاحب السياره بانه انسان لا يعرف النظام وعندما نكون نحن المخطون ونحن من يسد الطريق تتغير القاعده ونتسأل أين الصبر!!
عندما نكون في طريق سريع و نجد احدهم يمسك السير اليسار ويسير ببط ننزعج ونرفع الانوار بوجه وعندما نكون نحن بالامام واحدهم خلفنا نستغرب من انواره العاليه
تبديل القواعد رياضيا::
عندما يحاول لاعب من نادي منافس ان يترك النادي و ينتقل الى غيره نشيد به ونقول هذا نظام احتراف واللاعب يبحث عن مصلحته وعندما يكون اللاعب من نادينا نتهمه بالنذاله ونكران الجميل..
عندما يحاول نادي معين ان يفاوض لاعب من نادينا نتهمه بانه يحاول ان يسرق اللاعبين ليضر بنادينا و عندما يكون نادينا هو المفاوض للاعب نتعلل بان هذا زمن الاحتراف..
عندما يتلفظ مسوال من نادي منافس بالفاظ عنصريه نطالب المسوالين بالتدخل وايقافه وعندما يكون مسوالينا هم من يتلفظون نتعلل بأن هذا دفاع عن الحق..
عندما يخطي الحكم اتجاه نادي منافس نتهمه بالخيانه والعماله وعندما يكون الخطا باتجاه نادينا نتعلل بان الحكم بشر يخطي ويصيب..
تبديل القواعد سياسيا::
عندما نسمع عن دوله تشتري اسلحه نتهمها بأن لها مشروع استعماري بالمنطقه وعندما تكون دولتنا هي من يشتري السلاحه تتغير القاعده لدينا ونقول هذه اسلحة ردع
عندما تقوم دوله اخرى بمفاوضة الاعداء نتهمها بالعماله والتبعيه وعندما تكون دولتنا هي من يجلس على طاولة الحوار نتعلل بأن الامر (لعبه ) سياسيه
عندما تكون بعض الدول في وضعية اتفاقات مع الاعداء نتهمها بأنها انهزاميه وعندما تكون دولتنا في نفس الوضعيه نتبجح بأننا دعاة سلام..
عندما تخرج بعض الاجتماعات السياسيه بالشجب والنكران لما يفعله العدو في دوله عربيه مسلمه نمتعض ونقول هذا هو الخذلان العربي وعندما تقرر بعض المجموعات المقاومه المسلحه نقول هذا تهور و (حماس
) لا يخدم الامه
تبديل القواعد اجتماعيا::
عندما نسمع عن جمعه او مجلس ذكر فيه اسمنا بسوا نقول هذا مجلس غيبه ومجلس فساد وعندما نكون نحن من يشتم ويسب نتعذر بان هذا مجرد مزح و دعابه فقط
عندما يكون المدير او المشرف حازم في قراراته وصارم في عمله اتجاه رعيته نتهمه بانه متسلط وقاسي و ظالم وعندما نكون نحن في وضعية المدير نتعلل بان الاشراف مسواليه...
عندما نكون في مصيبه وفي ورطه نستغرب ونستنكر من المقربين لماذا لم يتدخلوا ولم يساعدوا وعندما يكون غيرنا واقع بمصيبه نتعلل بأنه هو السبب في المصيبه وعليه ان يتحمل اخطأه لوحده..
عندما نكون في مناسبه اجتماعيه ولم يحضر الضيوف نستنكر ونجشب ونقول بانهم قاطعين رحم وقاطعين صله وعندما نكون نحن الضيوف نتعلل بالمشاغل ..
عندما نكون في اداره عامه ونرى من عنده من يساعده و يقدمه على الطابور نقول هذه واسطه ظالمه لا تعرف النظام وعندما نكون نحن لنا معارف في احدى الدوائر نتبجح بأن هذه مجرد مساعده وخدمه!!
عندما يكتب العضو المستجد راي مخالف وكلام بذي نطالب بايقافه وشطبه وعندما يكون العضو هو صديقنا نرى الراي مجرد مزحه و خفة دم ...
في النهايه::
ذكر الدوله وذكر النادي لا يعني نادي معين ولا دولتنا التي نعيش بها و انما هو كلام عام لمجرد الامثله ..
القواعد التي ذكرت مجرد امثله قليله ومن لديه اضافه فليتفضل مشكورا..
المايك لكم