الحقيقة كانت تراقبني

رحلت كلماتي مع قصة فتى من وحي خيالي يروي لي قصته فقلت ارويها لكم كما رواها لي
قال كنت كالعادة ارجع إلى شقتي الصغيرة بعد مشقة حضور المحاضرات وكنت اسكن لوحدي فتحت باب شقتي وأذان الظهر يشق سماء المدينة التي انتقلت بها لإكمل دراستي
وكما تعودت كل يوم ابدأ بتغير ملابسي واستثقلت أن اخرج اصلي الظهر بالمسجد فصليتها بعجل فأنا متلهف لفتح التلفاز ومشاهدة اجمل الراقصات واكثر فيديو كليبات إغراء وانتقل من قناة الغناء إلى قنوات افلام فيها مشاهد فاضحة وخادشه للحياء بينما أنا اتلذذ برؤية ذلك الفلم لمحت شخص مر من عند الباب فخفت ولكن استمريت بالمتابعة واذا به يمر مرة آخرى حينها وقف شعري خوفا
فقلت انام فقد نال التعب مني حتى جعلني اتصور اشياء غير موجودة
وبالفعل اطفأت المصابيح واغمضت عيني ولكن شعرت أن هنال شيء امامي ففتحت عيني فرأيت خيالا امامي اصاب جسمي قشعريرة وخوف شديد فركت عيني بقوة لعل صورة هذا الخيال يتبدد ولكن ذلك لم يحصل فلا زال ذلك الشيء امام عيني فرفعت يدي وهي ترتجف واغمضت عيني حتى وصلت يدي لمفتاح المصابيح فشعرت أن المصابيح اضاءت فتبددا الخوف من قلبي وفتحت عيناي فأذا به واقف امامي يبتسم فازداد رعبي حتى كان قلبي يتوقف
فقمت مسرعا وأخذت ملابسي وخرجت اركض ركبت السيارة وصوت أذان العصر بدأ يملى الجو دفئا وطمأنينة
فأتجهت بسرعة بسيارتي إلى كوفي للقهوة دوما اجد فيه اصحابي وأنا اقود السيارة نظرت في جهة الراكب وأذا هو ينظر لي زاد خوفي مما ترتب عليه زيادة جنوني
وصلت للمكان ووجدت اصحابي ثم جلست وهم يأكلون مستغربين حضوري بهذا الشكل فأشرت بيدي للسيارة فلم يعرفوا ما اقصد ثم نظرت لهم فوجدت أن كل واحد منهم يجلس بجواره شخص مثل الشخص الذي يلاحقني

فأرتعبت وأستأذنتهم بالانصراف وهم لا يدرون ماذا حدث لي
ركبت السيارة وسافرت إلى ديرتي وسافر معي هذا الشخص الذي أن نظرت له ابتسم ابتسامة تزيد من رعبي
وبعد ساعة من الزمان وصلت لمنزل ابي فخرجت وتركت السيارة مفتوحة وكل همي أن ادخل البيت واقفل الباب قبل أن يدخل هذا الذي يراقبني
وبالفعل سبقته واغلقت الباب قبل أن يصل فتنفست شيء من الراحة ووضعت ظهري على الباب استرخي قليل وأنا مغمض عيني فلما فتحت عيني وجدته امامي يبتسم ابتسامته التي تدخل الرعب بقلبي
ولكن صوت كرة لفت انتباهي فرأيت أخي الصغير يعلب بالكرة وهناك من يراقبه فأتجهت له مسرعا وقلت له اركض اهرب هناك من يراقبك
فنظر لي مستغرب وقال اتقصد هذا وأشار له فقلت نعم فقال منذ ولادتي وانا اراه أنه دوما يراقبني وينتظر
فقلت له الست خائف فأشار رأسه :لا
ثم قال لي أخي الصغير هل تذكر حسن ابن عمي فقلت نعم
فقال كنت انا وهو نعلب بالتراب ونركض ونسدد الكرة وانت تعرف أن حسن مصاب بالربو وكان هذا ومعه شخص آخر يراقبانا فلم نعرهم اهتمام
بينما كنا نركض ونلحق الكرة صرخ حسن وقال لي أني لا استطيع أن اتنفس احترت لم اعرف كيف اساعده وسقط على الارض وهو يشير بيده إلى مكان الشخصان اللذان يراقبانا فقام احدهم وبدأ يتقدم نحونا وكان يتجه مباشرة إلى حسن ارتجفت وحسن ينظر لي يرجوا مساعدتي لكن لم استطع فعل شيء ولما وصل إلى حسن ضمه بقوة وحينها توقفت انفاس حسن
بكيت كثير بينما هذا كان يهز رأسه مستغرب ما يبكيني
فجاء إلي وقال لما تبكي فقلت حسن مات فقال الم تعلم أنه يوما من الايام سيموت فقلت بلى فقال اذا جاء هذا اليوم فلما تبكي فأنت يوما من الايام ستموت
وبعد ذلك لم يكلمني ابدا فقد ينتظر ويراقب فعرفت انه سيأتي يضمني كما ضم ذلك الشخص حسن ولكن حينما يأتي يومي

نظرت لأخي وتعجبت مما جرى له فسألته اين امي و ابي فقال فوق
وابي فيه شيء من السخونة التي اجلسته على الفراش فصعدت له مسرعا فوجدته كما قال أخي قبلته على رأسه ويده واردت أن اجلس بجواره فأذا بشخص يشبه الذي يراقبني جالس بجوار أبي ففزعت
فأحس أبي بفزعي وامسك يدي وقال لا تخف لن يأتيني إلا أذا جاء يومي
فأستغربت فقال أبي لا تستغرب فقد كنت يوما من الايام التي مضت في رحلة برية مع اصحاب لي فأبتعدت عنهم فلم يتبعني سوى هذا الذي تراه
فلما استمتعت بالمناظر الخلابة شعرت بألم في رجلي فأذا بثعبان قد لدغني شعرت حينها أني سأموت بدأت اركض بأتجاه اصحابي واصرخ ومن شدة التعب سقطت على الارض فأذا به يتجه إلي فشعرت أنه يريد أن يضمني ليقطع انفاسي لاترك عالم الاحياء واسافر معه إلى عالم الاموات فلما اقترب مني قال لي ليس بعد ليس بعد ليس بعد
حينها لم استفق سوى بالمستشفى والاطباء يحاولون علاجي بينما هذا الشخص جالس يراقبني ويبتسم
فعادت لي صحتي ولم يتركني لحظة فهو دوما يتبعني فعرفت أنه لن يضمني إلا في يوم قد جعل الله فيه نهايتي


جلست ابكي قليلا وأبي يهدي من روعي ثم قال لي اذهب إلى الوادي فستجد الراحة برؤية الماء فيه
وبالفعل ذهبت إلى الوادي وهذا الشخص يتبعني ويراقبني
فلما وصلت واستمتعت برؤية الماء لفت نظري طفل لوحده بجوار بركة عميقة من الماء وكان هناك شخص يراقبه يشبه الذي يراقبني فبدأ الطفل يسبح في تلك البركة وعيني تتابعه فلما قطع منتصفها سباحة بدأ يغرق ويصرخ قمت واردت أن اساعده وبدأت اركض واذ الذي يراقبني بدأ يركض معي فخفت وارتجفت وتوقفت بجوار البركة فأذا بالشخص الذي يراقب الطفل يشير لي إلى الطفل انقذه أن استطعت فنظرت له والتفت للذي يراقبني صرخ الطفل بصوت عالي فتحركت مشاعر مكنونة بصدري فنظرت للذي يراقبني فرفعت اصبع السبابة ثم قلت بأعلى صوت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وقفزت إلى الماء وقفز معي الشخص الذي يراقب الطفل وكأنه يسابقني على الطفل وبدأنا نتسابق من يصل للطفل اولا فلما اردت أن امسك بالطفل امسك به قبلي وبدأ ينزله إلى اسفل فغطست اريد اللحاق به ولكن لم اخذ ما يكفي من نفس فصعدت وتنفست عميقا ثم غطست فوجدته قد ضم الطفل فتذكرت اخي وما قاله عن ابن عمي حسن امسكت الطفل واخرجته ولكن بعد أن خرجت روحه تجمع الناس وأنا ابكي وهم يطبطبون على كتفي ويقولون انتهى اجله وانتهت ايامه جاء اب الطفل ومسح على رأسي وقال ليس بمقدورك أن تدفع الموت عن ابني فأنت فعلت ما تقدر فلابد أن نسلم للاقدار

وما زاد عجبي أن كل الناس الذين حضروا كان كل واحد منهم معه شخص يراقبه وينتظره وكانوا هؤلاء الاشخاص ينظرون لي ويستغربون كأنهم يقولون تبكي من شيء الكل يعرف أنه سيحدث

بدأت امشي بخطوات متثاقلة الى البيت ومع اشراقة يوم جديد احترت أين اتجه فالقرية صغيرة والوادي المكان الذي كنت اقضي فيه لحظات كثيرة من وقتي ولكن صورة الطفل لم تغادر مخيلتي فلم اعد احب أن اجلس فيه
فنظرت للساعة فقد اقترب أذان الظهر فقلت اذهب للمسجد واجلس فيه حتى يأذن الظهر
فلما وصلت إلى المسجد رأيت الامام الذي يصلي بنا جالس وبجواره شخص يشبه الشخص الذي يراقبني وكان هذا الشيخ ينظر له ويبتسم بينما هذا الشخص ينزل رأسه حياءا
فأنا اعرف هذا الشيخ منذ طفولتي فأغلب ما اشاهده في المسجد اما يصلي او يقرأ قرآن
فأتجهت له بسرعة وقلت له ياشيخ أني اراك تنظر لذلك الشخص فتبتسم له فينزل رأسه حياء منك
فضحك الشيخ وقال هل رأيت ذلك فقلت نعم
قال هذا الذي يراقبني جعلني ازهد من الدنيا واقبل على الاخرة فكنت دوما انتظر في أي لحظه يأتي نحوي ليضمني
فكنت دوما حين ارآه يبتسم لي ابتسم له فشعرت أنه استغرب
وفي ذات مرة نظرت له فأبتسمت فأقترب مني وسألني لما تبتسم كلما نظرت لي
فقلت له لأني آمنت بالله وبرسوله واصلي فرضي و اخرج زكاتي واصوم شهري واحج بيت ربي ودوما افعل ما يرضي ربي
فتبسم لي وقال أدا سوف تسعد بمقابلتي وسترضى حين اضمك بين يدي ثم لم يقل بعد ذلك أي شيء
فهو ينتظر وانا انتظر اليوم الذي يأمره ربي بأن يضمني
ثم قام الشيخ وبدأ يأذن لصلاة الظهر


وانا بدأت افكر بكلام الشيخ وعزمت أن اغير حياتي وبالفعل بدأت احافظ على صلواتي وادي كل ما فرضه ربي واجتنب ما نهاني عنه
فكنت كلما نظرت للشخص الذي يراقبني فيبتسم لي ولكن هذه المرة لم تعد ترعبني ابتسامته فأبتسمت له وكأن صحبة حميمة حلت بيننا
مضت الايام وانا على هذا الحال ووجدت متعة لا تضاهيها أي متعة حينما اجلس بالمسجد وأقرأ القرآن وكان هذا الشخص هو الوحيد الذي ينتظرني ويراقبني
وفي احد الايام وبعد أن انقضت الصلاة جلست في احد زوايا المسجد استغفر الله واسبحه جاء أخي الصغير ومعه مصحف فجلس بجواري وقال لي أن معلمه طلب منه أن يحفظ سورة الفجر فبدأت اقرأ معه وارتل له ليستطيع ان يحفظ فبدأ ت أقرأ الأيات بترتيل فلما وصلت لقوله تعالى{{{ يا أيتها النفس المطمئنة*ارجعي إلى ربك راضية مرضية*فادخلي في عبادي*وادخلي جنتي }}}سورة الفجر
شعرت أن هناك شخص قادم نحوي فلما نظرت فأذا الشخص الذي كان يراقبني وكأنه جاء اليوم الذي انتهت فيه ساعات حياتي استمريت أقرأ الأيات وهو يقترب مني وقد تهلل وجهه فرحا واشرق وجهه بابتسامة فبادلته الابتسامة شعرت أن أخي يبكي ويصرخ لكني لم اسمعه لأني لم اعد معه فروحي قد صعدت وبقي جسدي الذي دلهم على خروج روحي

وهنا تسطر آخر حرف من حروف قصة الفتى الذي عاش بخيالي

قصه حلوه ومؤثره
الله يهدينا جيمعا ويرزقنا حسن الخاتمه
جزاك الله خير

قصه مؤثره جدا
الله يهدينا على السراط المستقيم
يعطيك العافيه

اشكر لكما تواجدكما واعطائي جزء من وقتكما