المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 13/08/2008, 01:17 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الانسان(1)

تفسير سورة هل أتى على الإنسان
وهي مكية
‏[‏1 ـ 3‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا‏}‏
ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ومبتدأها ومتوسطها ومنتهاها‏.‏
فذكر أنه مر عليه دهر طويل وهو الذي قبل وجوده، وهو معدوم بل ليس مذكورا‏.‏
ثم لما أراد الله تعالى خلقه، خلق ‏[‏أباه‏]‏ آدم من طين، ثم جعل نسله متسلسلا

‏{‏مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ‏}‏
أي‏:‏ ماء مهين مستقذر

‏{‏نَبْتَلِيهِ‏}
‏ بذلك لنعلم هل يرى حاله الأولى ويتفطن لها أم ينساها وتغره نفسه‏؟‏
فأنشأه الله، وخلق له القوى الباطنة والظاهرة، كالسمع والبصر، وسائر الأعضاء، فأتمها له وجعلها سالمة يتمكن بها من تحصيل مقاصده‏.‏
ثم أرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وهداه الطريق الموصلة إلى الله ، ورغبه فيها، وأخبره بما له عند الوصول إلى الله‏.‏
ثم أخبره بالطريق الموصلة إلى الهلاك، ورهبه منها، وأخبره بما له إذا سلكها، وابتلاه بذلك، فانقسم الناس إلى شاكر لنعمة الله عليه، قائم بما حمله الله من حقوقه، وإلى كفور لنعمة الله عليه، أنعم الله عليه بالنعم الدينية والدنيوية، فردها، وكفر بربه، وسلك الطريق الموصلة إلى الهلاك‏.‏
ثم ذكر تعالى حال الفريقين عند الجزاء فقال‏:‏

‏[‏4 ـ 22‏]‏ ‏{‏إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا * إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا‏}‏
إلى آخر الثواب أي‏:‏ إنا هيأنا وأرصدنا لمن كفر بالله، وكذب رسله، وتجرأ على المعاصي ‏{‏سَلَاسِلَ‏}‏ في نار جهنم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ‏}‏ ‏.‏

‏{‏وَأَغْلَالًا‏}
‏ تغل بها أيديهم إلى أعناقهم ويوثقون بها‏.‏

‏{‏وَسَعِيرًا‏}‏
أي‏:‏ نارا تستعر بها أجسامهم وتحرق بها أبدانهم، ‏{‏كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ‏}‏ وهذا العذاب دائم لهم أبدا، مخلدون فيه سرمدا‏.‏
وأما

‏{‏الْأَبْرَارِ‏}
‏ وهم الذين برت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم ، واستعملوها بأعمال البر أخبر أنهم

‏{‏يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ‏}‏
أي‏:‏ شراب لذيذ من خمر قد مزج بكافور أي‏:‏ خلط به ليبرده ويكسر حدته، وهذا الكافور ‏[‏في غاية اللذة‏]‏ قد سلم من كل مكدر ومنغص، موجود في كافور الدنيا، فإن الآفة الموجودة في الأسماء التي ذكر الله أنها في الجنة وهي في الدنيا تعدم في الآخرة ‏.‏
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ‏}‏ ‏{‏وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ‏}‏ ‏{‏لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِم‏}‏ ‏{‏وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ‏}‏ ‏.‏

‏{‏عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ ذلك الكأس اللذيذ الذي يشربون به، لا يخافون نفاده، بل له مادة لا تنقطع، وهي عين دائمة الفيضان والجريان، يفجرها عباد الله تفجيرا، أنى شاءوا، وكيف أرادوا، فإن شاءوا صرفوها إلى البساتين الزاهرات، أو إلى الرياض الناضرات، أو بين جوانب القصور والمساكن المزخرفات، أو إلى أي‏:‏ جهة يرونها من الجهات المونقات‏.‏
وقد ذكر جملة من أعمالهم في أول هذه السورة، فقال‏:

‏ ‏{‏يُوفُونَ بِالنَّذْرِ‏}‏
أي‏:‏ بما ألزموا به أنفسهم لله من النذور والمعاهدات، وإذا كانوا يوفون بالنذر، وهو لم يجب عليهم، إلا بإيجابهم على أنفسهم، كان فعلهم وقيامهم بالفروض الأصلية، من باب أولى وأحرى،

‏{‏وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا‏}‏
أي‏:‏ منتشرا فاشيا، فخافوا أن ينالهم شره، فتركوا كل سبب موجب لذلك،

‏{‏وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ‏}‏
أي‏:‏ وهم في حال يحبون فيها المال والطعام، لكنهم قدموا محبة الله على محبة نفوسهم، ويتحرون في إطعامهم أولى الناس وأحوجهم ‏{‏مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا‏}‏ ‏.‏
ويقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله تعالى، ويقولون بلسان الحال‏:‏ ‏

{‏إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا‏}‏
أي‏:‏ لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليا‏.‏

‏{‏إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا‏}
‏ أي‏:‏ شديد الجهمة والشر

‏{‏قَمْطَرِيرًا‏}
‏ أي‏:‏ ضنكا ضيقا، ‏{‏فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ‏}‏ فلا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة ‏[‏هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏]‏‏.‏

‏{‏وَلَقَّاهُم‏}‏ أي‏:‏ أكرمهم وأعطاهم ‏{‏نَضْرَةً‏}‏ في وجوههم ‏{‏وَسُرُورًا‏}‏ في قلوبهم، فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن

‏{‏وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا‏}
‏ على طاعة الله، فعملوا ما أمكنهم منها، وعن معاصي الله، فتركوها، وعلى أقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، ‏{‏جَنَّةً‏}‏ جامعة لكل نعيم، سالمة من كل مكدر ومنغص، ‏{‏وَحَرِيرًا‏}‏ كما قال ‏[‏تعالى‏:‏‏]‏ ‏{‏وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ‏}‏ ولعل الله إنما خص الحرير، لأنه لباسهم الظاهر، الدال على حال صاحبه‏.‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ‏}‏
الاتكاء‏:‏ التمكن من الجلوس، في حال الرفاهية والطمأنينة ‏[‏الراحة‏]‏، والأرائك هي السرر التي عليها اللباس المزين، ‏{‏لَا يَرَوْنَ فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ في الجنة ‏{‏شَمْسًا‏}‏ يضرهم حرها

‏{‏وَلَا زَمْهَرِيرًا‏}‏
أي‏:‏ بردا شديدا، بل جميع أوقاتهم في ظل ظليل، لا حر ولا برد، بحيث تلتذ به الأجساد، ولا تتألم من حر ولا برد‏.‏

‏{‏وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ قربت ثمراتها من مريدها تقريبا ينالها، وهو قائم، أو قاعد، أو مضطجع‏.‏
ويطاف على أهل الجنة أي‏:‏ يدور ‏[‏عليهم‏]‏ الخدم والولدان ‏{‏بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا‏}‏ ‏

{‏قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ‏}‏
أي‏:‏ مادتها من فضة، ‏[‏وهي‏]‏ على صفاء القوارير، وهذا من أعجب الأشياء، أن تكون الفضة الكثيفة من صفاء جوهرها وطيب معدنها على صفاء القوارير‏.‏

‏{‏قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا‏}
‏ أي‏:‏ قدروا الأواني المذكورة على قدر ريهم، لا تزيد ولا تنقص، لأنها لو زادت نقصت لذتها، ولو نقصت لم تف بريهم ‏.‏ ويحتمل أن المراد‏:‏ قدرها أهل الجنة بنفوسهم بمقدار يوافق لذاتهم، فأتتهم على ما قدروا في خواطرهم‏.‏

‏{‏وَيُسْقَوْنَ فِيهَا‏}‏
أي‏:‏ في الجنة من كأس، وهو الإناء المملوء من خمر ورحيق، ‏{‏كَانَ مِزَاجُهَا‏}‏ أي‏:‏ خلطها ‏{‏زَنْجَبِيلًا‏}‏ ليطيب طعمه وريحه‏.‏

‏{‏عَيْنًا فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ في الجنة، ‏{‏تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا‏}‏ سميت بذلك لسلاستها ولذتها وحسنها‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)




استغفر الله واتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13/08/2008, 11:59 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزاك الله خير اخوي , جعله الله في ميزان حسناتك , ونفع بك الإسلام والمسلمين

اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14/08/2008, 02:11 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 12/09/2004
المكان: الرياض ولو جوّها قآسي ..
مشاركات: 4,446
الله يثيبك .. وجعله الله في موازين حسناتك ..


شكرا
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14/08/2008, 08:36 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ زعيم تشلساوي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 21/04/2008
المكان: الدمـــــ07ـــــام
مشاركات: 2,566
جزاك الله خير ونفع بكـ

................................ ورده
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:05 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube