
30/04/2008, 11:18 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 11/04/2008 المكان: نجد .. أرض المجد ..
مشاركات: 28
| |
أعجبتني الفكرة .. يا د/ تركي .. لذا ساعيد نشر قصة قصيرة .. كتبتها في أحد المنتديات قبل سنتين .. واعذروني .. على بساطة .. السرد .. والأفكار .. ****************** ما زالت تلك الكلمة ترن في رأسي .. محدثة أكبر علامة استفهام .. مرت علي في حياتي .. تساءلت .. وأنا أتذكر كلمات والدتي العزيزة .. ( بني .. عليك أن تكون بارا بي ) .. أجبتها .. أولست بارا بك يا أماه .. بلى يا بني .. ولكني قصدت .. أن تبر بي أكثر وأكثر .. كنت محتارا وأنا أدلف إلى غرفتي .. قاصدا مكتبي الصغير .. جلست وأفكاري ما زالت تعمل .. وهواجسي تشكل حلقة متواصلة .. لا تمل من الدوران .. ماذا كانت تعني والدتي من كلامها ذلك .. في أول الأمر لم ألحظ .. أوراقي المبعثرة .. فوق مكتبي .. حتى تفطنت فجأة .. ما الأمر ؟ هذه هي المرة الرابعة .. خلال هذين اليومين .. أرى أوراقي مبعثرة بهذا الشكل .. لا شك أنها تلك الخادمة العجوز .. إنها دائما تسبب لي المشاكل .. وتحب مشاكستي .. والعبث معي .. الويل لها .. سأحرمها هذا الأسبوع من حبها الكبير .. ومن عشقها الخالد .. الأندومي .. نعم سأحرمها من الأندومي .. ولو خرت تحت قدمي متوسلة .. لربما كفت عن إزعاجي بعدها .. جمعت أوراقي المتناثرة .. كانت مجموعة من الخواطر .. والشعر .. وشيئ من الصور المرسومة بقلم الرصاص .. تأكدت أن كل شيء على ما يرام .. ثم نزلت .. كانت والدتي في حديقة المنزل .. بصحبة إبريقها المفضل .. ذي اللون الفضي .. والذي دائما ما يكون خاليا من الشاي .. إنها سريعا ما تشربه .. حتى قبل أن أحظر .. قبلت رأسها وجلست .. بني لقد تأخرت .. سأطلب من الخادمة أن تصنع لنا إبريقا آخر من الشاي .. وصاحت بأعلى صوتها .. على الخادمة .. أطلت تلك العجوز .. تنظر شزرا بعينيها الصغيرتين .. وتلقت الأوامر السامية .. بصنع المزيد من الشاي .. قلت في نفسي .. وأنا أنظر إلى الخادمة .. بغضب .. مستحظرا .. ما فعلته بأوراقي .. ستهطل تلك العينين الصغيرتين .. دمعاااااا ودمااااااا .. حالما أصدر قراري .. بحظر الأندومي .. ومنع تداوله مدة أسبوع .. ثم فركت يدي بحماس .. وضحكت ضحكة شيطانية .. انقطعت سلسلة أفكاري وأنا أسمع والدتي تقول .. بني عليك أن تكون بارا بي .. صعقت .. وفغرت فمي مندهشا .. واشتعلت الأسئلة في رأسي .. أماه هل أنت بخير ؟ هل هناك ما يزعجك .. إنني بك بار .. ومن كلامك محتار .. لا عليك يا بني .. فقط مزيدا من البر يا بني .. مزيدا من البر.. أسندت ظهرها إلى الخلف .. وقالت .. آه .. لقد رأيت أوراقك .. وقلبتها هذا المساء .. لقد ألقت بي الصدفة على مكتبك .. فقرأت بعضها .. يا إلهي .. ظهرت الحقيقة فجأة .. أمي من كانت تعبث بأوراقي لا الخادمة .. يا للخادمة المسكينة .. لقد ظننت بها ظن السوء .. وظلمتها .. وكنت على وشك أن أعاقبها .. ليغفرالله لي .. عاد صوت أمي مرة أخرى .. أتعلم يا بني .. نحن أسرة علم وأدب .. لقد كنت فيما مضى أبهر الجميع .. في مادة التعبير .. وكان الجميع يصفق لي بحرارة .. لقد أثرت قريحتي .. عندما قرأت بعض أوراقك .. وكتبت هذا اليوم .. بعض الكلام .. أنظر .. أنظر يا بني .. وناولتني ورقة كانت على الطاولة .. إلى جوار إبريق الشاي .. كان في الورقة .. ست كلمات لا غير .. ( تحت الشاي في الحديقة .. نشرب شجرة ) احترت .. ما هذا الشعر الحداثي .. أماه .. ماهذا المعنى الغريب .. ربما قصدتي .. تحت الشجرة في الحديقة نشرب شاي .. أوه صحيح يا بني .. صحيح .. إن حرف الشين .. حرف لعين .. يقلب مزاجي دائما .. لا عليك .. أعطني الورقة .. إنها المقدمة فقط سأكملها غدا .. أو بعد غد .. ! أخفت الورقة بسرعة .. ثم سألت فجأة .. أما زلت يا بني تكتب تلك الكلمات الجميلة .. نعم أماه .. ما زلت أكتب .. ولماذا تكتب كل هذا الكلام .. وماذا تفعل به .. أماه أنا عضو في منتدى من منتديات الانترنت .. يهتم بالشعر والأدب .. أسجل خواطري هنا .. وأبعثها هناك .. جميل .. جميل .. وهل يعرفك الآخرون .. لا يا أمي .. لا نذكر أسماءنا الحقيقية .. لدينا ألقاب ومعرفات .. فار الدم في وجهي أمي حماسة .. وعدلت من جلستها وقالت .. قل لي يا بني .. ما هو معرفك ولقبك .. فكرت سريعا .. أيحسن أن أكشف عن اسمي الحركي بهذه السهولة .. أأزيل عن وجهي القناع بكل هذه البساطة .. لاحت لي فكرة فقلت .. إنهم يلقبونني بـ ( أسير القلم ) . ثم ابتسمت لنفسي .. إعجابا بذكائي .. وسرعة بديهتي .. خرجت آهة عميقة .. من صدر أمي وقالت .. وهي شاردة .. ( أسير القلم ) .. ياله من لقب جميل .. أنت يا بني فنان .. وتستحق هذا اللقب .. ضحكت في نفسي وأنا أقول .. حتى أمي معجبة بك يا ( أسير القلم ) .. قالت أمي .. وهل لديك أصدقاء .. عندها .. اعتدلت في جلستي .. وقلت نعم يا أمي .. لدي صديق طيب .. وله كتابات راقية .. وجميلة .. يلقبونه .. بـ ( العاشق المائق ) .. لم أكد أنطق الأسم .. حتى دوت ضحكة مجلجلة .. اهتزت لها أركان البيت .. وكادت أمي أن تتشقلب .. وتسقط على الأرض .. وعلى الفور.. أطلت الخادمة برأسها .. وهي تضحك .. لضحك أمي .. أما أنا .. فكنت شبه مريض .. يعتصره الألم .. أعض على أضراسي .. غيضا وحنقا .. ما الأمر يا أماه لماذا تضحكين .. بني .. ما هذا الاسم المضحك الغريب .. العاشق المائق .. وعادت لتكمل ضحكاتها المتبقية .. ثم أكملت .. إنه يشبه تماما تلك الشخصيات .. التي تظهر في الأفلام المتحركة .. أوفي القصص الكرتونية .. لكنه يا أماه .. شاعر .. وحساس .. ولديه قلم ينطقـ .... بني .. بني .. انصح صاحبك المائق .. قله أن يغير لقبة .. ألم يبقى في هذه الدنيا غير هذا اللقب .. كيف فاتته الألقلب الجميلة .. كـ ( أسير القلم ) .. عندها .. اشتعل قلبي حقدا وحسدا .. وعضضت لساني .. حتى كدت أن أصرخ ألما .. لو كان صديقي ( أسير القلم ) أمامي الآن .. لسددت إليه لكمة خاطفة .. وعلى الأنف مباشرة .. وسأعتذر إليه فيما بعد .. بني .. عليك أن تكتب كلاما مفيدا وجميلا .. ثم عليك .. أن تكون بارا بي .. تذكر .. عليك أن تكون بارا بي .. هل فهمت .. يا إلهي .. تمنيت في هذه اللحظة .. أن تنشق الأرض وتبتلعني .. لربما أن أنثى التراب .. في داخل مخدعها .. تحت الأرض .. أحسن حالا مني .. عندما دخلت في المساء إلى غرفتي .. كانت الأوراق أكثر بعثرة من قبل .. مما يدل على تأفف وغضب .. لست ذكيا لدرجة كبيرة .. لكنني الآن فهمت .. والدتي تغار .. وتريد مني أن أكتب لها شيئا .. حتى أنت يا أمي العزيزة .. متعطشة للحنان .. تعتلج المشاعر في نفسك .. وتحبين من يهتم بك .. ولو بحرف أو كلمة .. يالضعفنا وقلة حيلتنا .. ولو ادعينا غير ذلك .. حزنت بعمق .. وندمت .. ألا أكون قد كتبت رسالة .. أعبر بها لوالدتي عن مكنون نفسي .. وما استتر خلف جدران قلبي .. من حب .. هو أعمق وأصعب .. من أن يسهل شرحه أو تفصيله .. لكنني قررت .. أن أكشف لها بوحا يليق بها .. في صباح ذلك اليوم .. وبعد أن أنجزت شيئا .. مما أردت إنجازه .. وضعت تلك الورقة المصقولة .. ذات الحروف الزرقاء .. فوق أوراقي .. بعناية .. بعد أن ضمختها بالطيب .. وألقيت فوقها .. وردة حمراء .. تأكل العيون من جمالها .. ثم أغلقت غرفتي وخرجت .. عندما عدت في المساء .. قامت إلي والدتي مسرعة .. وأخذتني بحضنها .. كما كانت تفعل بي .. عندما كنت صغيرا .. وقالت بصوت كله حنان وعذوبة .. ما أعظم برك بي يا بني .. ما أعظم برك بي .. نِعْم الأبن أنت .. ِنعْم الإبن أنت .. حقيقة ً .. لم أتحمل الموقف .. فشرعت في بكاء ونحيب .. يُقَطع نياط القلوب .. وبدأت أقبلها على رأسها .. وكفيها .. لم يضايقني وقتها .. سوى تلك الخادمة العجوز ..تختلس النظر إلينا .. من بعيد .. وتشاهد عيني الصغيرتين .. تهطلان دمعاااا ودماااا .. ملحقات : * جميع شخصيات القصة وهمية ما عدا .. ( أسير القلم ، أنثى التراب ، الخادمة عاشقة الأندومي ، وطبعا أنا ، وأمي ).. فنحن حقيقيون 100 % . * أعتذر لمن ذكر في ثنايا القصة .. وسأهمس لهم .. بأنها كانت مجرد قصة .. * القصة كانت رواية طويلة من 700 ورقة تقريبا .. ولي فيها مواقف بطولية عديدة.. لكنني اختصرتها .. لكي لا أطيل عليكم .. * سأنشر رسالتي لأمي .. عندما يتم إطلاق سراحها .. فمنذ أن تم إرسالها .. لم تفارق يديها .. وهذا أسعدني كثيرا .. * أوراقي لم تعد مبعثرة .. فقد كفت أمي عن تفتيش اوراقي .. أشكركم على الصبر والتحمل ..
اخر تعديل كان بواسطة » العاشق المائق في يوم » 30/04/2008 عند الساعة » 11:37 PM |