كيف يهوى الطب شاعر ؟! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

أسيرة الزعيم · #1 12/11/2006, 02:50 AM

قد تجتمع في الشخص ما يراه البعض تناقضاً فيه !

فقد كتب أحدهم ..
يستنكر كون الطبيب ذلك الذي اعتاد على تشريح جثث وتقطيع ما بقي منها .. يحمل قلباً لازالت مشاعره حية !

فإذا بأحد الأطباء ( طبيب امتياز ) يرد عليه بأبيات أخرى !

كانت مداعبة بين الطرفين ..
انتجت لنا إبداعاً - من وجهة نظري -

أترككم مع الأبيات

كيف يهوى الطب شاعر ؟!
الشاعر - أحمد العبدالهادي ..

قلبي الحيران يسأل كيف يهوى الطب شاعر ؟!
كيف يمليه بكفٍ تمسك المبضع شاهر ..
تقطع الأوصال حتى ما يزال الجرح غائر ..
كيف يثري ثري شوقي يقرض الشعر بصائر ..

كيف قال الشعر قلب قاسيَ الحبات قاهر ..
كيف فاضت من فؤاد الصخر هاتيك المشاعر ! ..
يافؤادي يارهيف الحس لا تسأل تُكابر ..
ذا زمان عُد فيه جامع الأنقاض ماهر
يا فؤادي لا غريب .. قالها رب وقادر
ربما صخر صغير يفجر الينبوع سائر ..

فرد عليه د. يوسف البلوي ( طبيب وشاعر

)

شاعر الطب وطبيب الشعر !

حرف شعري اليوم ثائر .. ساخط الوجدان هادر
لا تسلني ما دهاه ولتسل أحمد بادر ..
منه جاء الحرف يشكي خلفه جمع المشاعر ..
فلتقتني ذات طيف كنت وإياها أسامر ..

هالني والحرف يبكي .. ايـــه يا من تُدعى شاعر
قيل لي قول رهيب عندكمُ قدحاً وساخر !
هاته الاحساس فاسأل أي ظلمٍ كان سافر ..
راعه لما تهامى ينشر الأعطار ساحر ..

هل يجيد الطب شعراً منه حس الشعر ناثر !
ساد صمت في هدوء ونسيم الليل عاطر ..
قلت والوجدان يُفضي من بحور الشعر زاخر ..
آه يادنياي آهٍ .. كم دهانا منكِ غابر ..

إنما الإحساس قلب نابض بالحب طاهر ..
هل ترين الطب جسماً ما حوى قلب السرائر ..
فاسمعي مني قريضاً من ضمير القلب صادر ..
إن يكن للشعر طب أو لذاك الطب شاعر ..
هم بنوا الطب لديهم شاعر بالشعر ماهر ..
فلتمني ما تمني غير أن تُمحى المشاعر ..

مَن لـ أنّـات مريضٍ .. مَن لـ دمعٍ منه هامر ..
من يداوي الآه تسري .. من يسد النزف غائر !
من يشد العزم يدوي .. من يقيم العجز خائر ..
ذاك من يسعى بجهدٍ يرسم البمسات صابر ..
ذاك من يرجو ثواباً من إله جلّ قادر ..
ياطبيباً كم تفانى كي يزيل الداء ساهر ..

لو أراد العطفُ رمزاً لابتغاك فلتفاخر ..
واستعن بالله وامضِ واحتزم بالعزم ثابر ..
أنت قلب فيه نبضٌ .. فاض حساً منه وافر ..
أنت كف من سلام أنت لطف راق ناظر ..
آه يادنياي أضحى فيكِ من ينسى يكابر ..
يهمل الإمعان فينا ساهياً عنا وحائر ..

صاحبي أهديك حرفي .. رائداً للحق سائر ..
ربَّ حرفٍ جرّ حرفاً إنما حرفي فثائر ..
بعد هذا الحرف فاحكم .. حكم عدلٍ غير جائر ..
هل طبيب بعد يبقى خاوي الوجدان بائر !

فلا تكتفي بالنظر من جهتك .. فأنت لا تعلم مالحاصل في الضفة الأخرى !

دمتم بخير أحبتي