* قرارات إدارية تحسم الصراع على لقب الدوري في سوريا ولبنان بعد اكتشاف حالات فساد وتزوير نتائج، واتحاد الكرة السعودية يوقف حكمين.

* شهدت الساحة الكروية العربية قرارات شجاعة وغير مسبوقة في التصدي لحالات من "الفساد" الكروي، فقام المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بحل اتحاد الكرة وبتتويج نادي الجيش بطلاً للدوري، وقام الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتجريد نادي التضامن من لقب الدوري.


كيف يخسر التضامن بطل الدوري أمام فريق مهدد بالهبوط بنتيجة 6/5 ويسجل أهداف التضامن لاعب واحد؟
في المقابل قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بإيقاف حكمين بعد اعتبار أنهما لم يحتسبا ركلتي جزاء فأثرا على نتائج مباريات الدور قبل النهائي لبطولة الدوري.

هذه القرارات فتحت الباب للبحث في حقيقة حالات "الفساد" التي تتحدث عنها هذه الاتحادات، وهل أن هذا الفساد يحدث لأول مرة أم أنه أصبح سلوكاً يسيطر على ملاعب الكرة العربية؟ وهل هنالك حالات فساد أخرى في دول عربية أخرى لم تجرؤ اتحاداتها على البحث فيها؟

كما أن هذه الأحداث تطرح سؤالاً جوهرياً حول البراهين والأدلة التي استندت عليها هذه السلطات في أحكامها، وسؤال آخر حول المكاسب أو الخسائر التي ستحققها الكرة العربية عقب هذه القرارات.

و يأتي هذا التقرير لا ليحلل مصداقية القرارات التي اتخذتها الاتحادات العربية، وإنما للنظر إلى هذه القرارات من زاوية مختلفة، وطرح المزيد من الأسئلة التي تتجاوز هذه القرارات لتبحث عن الآثار المستقبلية لها على واقع الكرة العربية.


* تجربة الكرة الفرنسية..

قد يتساءل البعض حول جدوى المقارنة بين واقع الكرتين العربية والفرنسية، ولكن المتتبع لتاريخ الكرة الفرنسية يذكر أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قام عام 1993 بكشف تورط نادي مرسيليا، بطل الدوري لسبع سنوات متتالية وبطل أوروبا في ذلك العام، في عملية رشوة للتلاعب بنتيجة مباراة واحدة على الأقل.
و كان بإمكان الاتحاد الفرنسي أن يتغاضى عن الدلائل التي وقعت بين يديه للحفاظ على الإنجاز الفرنسي بالفوز لأول مرة ببطولة الأندية الأوروبية، والتي فاز بها النادي الأكثر سطوة في فرنسا وصاحب أكبر قاعدة جماهيرية.

و لكن كان القرار الشجاع بتهبيط نادي مرسيليا للدرجة الثانية، وملاحقة برنار تابي رئيس النادي قضائيا رغم أنه كان وزيراً، ومن ثم بعد ذلك حرمان الكرة الفرنسية من لقب بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري بعد حرمان مرسيليا منها.

و بعد ذلك بسنوات بدأت كرة القدم الفرنسية تجني ثمار شجاعة اتحاد الكرة هناك بأن فاز نادي باريس سان جرمان بلقب بطولة الأندية الأوروبية أبطال الكأس، و وصل نادي بوردو إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، قبل أن يفوز المنتخب الفرنسي ببطولتي كأس العالم وكأس أوروبا.

أما في أمريكا اللاتينية، وبالتحديد في البرازيل، تشير المصادر إلى أن الفساد يستشري بشكل كبير في ملاعب الكرة هناك، وأن التحقيقات التي تجري في هذا الأمر تتم بخجل، وأن "لفلفة" هذه الجرائم قد بدأ يتم بالفعل.

و لكن على الكرة البرازيلية أن تدفع الثمن، وفعلاً تعاني الكرة البرازيلية من خطر الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم.


* فضائح كروية..


* الكرة السورية تعيش في أزمة كبيرة

في سوريا كان على المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي يعتبر أعلى سلطة رياضية في سوريا أن يتدخل لأن الاتحاد السوري لكرة القدم كان على رأس المتهمين، فقرر هذا المكتب أن يحل اتحاد الكرة، وتم طرد أحد الحكام السابقين "محمد كيخيا" من ممارسة النشاط الرياضي لتكرار دوره في التلاعب بنتائج المباريات على حد تعبير القرار.
و اعتبر الاتحاد الرياضي العام أنه قد تم ترتيب نتائج العديد من المباريات، بتنسيق بين الأندية والحكام واتحاد الكرة، فتم تسجيل نتائج غريبة ومتناقضة، الأمر الذي دفع الجماهير التي شعرت باللعبة التي يتم تنفيذها إلى ارتكاب أحداث شغب شملت أكثر من ملعب. وجاء قرار الاتحاد الرياضي العام بإلغاء المربع الذهبي للدوري، وتتويج فريق الجيش بطلاً للدوري.

أما في لبنان، فقد شهد الأسبوع الأخير من بطولة الدوري نتائج لا يمكن وصفها إلا بأنها "غير طبيعية"، فقد فاز فريق الهومنمن الساعي للهروب من الهبوط على فريق التضامن بطل الدوري بنتيجة 6/5 والغريب أن هذه النتيجة أمنت للهومنمن البقاء في دوري الدرجة الأولى، وهي في المقابل منحت اللاعب هيثم الزين لقب هداف الدوري بعد تسجيله أهداف فريقه الخمسة.

كما شهدت 5 مباريات أخرى نتائج غريبة ومتناقضة شملت فوز الإخاء الأهلي على فريق شباب الساحل بنتيجة 10/صفر ليضمن الأول الفوز بالمركز الثاني والمشاركة في بطولة الأندية العربية أبطال الكأس.

هذه القرارات لاتحاد الكرة اللبناني جاءت على حد وصف المراقبين استناداً للمنطق الذي يرفض قبول مثل هذه النتائج الغريبة، وجاءت هذه القرارات مستندة كذلك إلى بعض الشهادات، وكذلك بالاستناد إلى وقائع غريبة في احتفال لاعبي فريق خاسر مع لاعبي الفريق الفائز بعد نهاية مباراة الفريقين.

و إن كان منتخبا سوريا ولبنان قد خرجا من الدور الأول لتصفيات كأس العالم قبل بضعة أسابيع، إلا أن هذا الخروج المبكر جاء نتيجة تركة الماضي، وليس نتيجة القرارات الأخيرة، والتي يعتبر بعض المراقبين أن أثرها سيظهر جلياً في المستقبل القريب بنتائج إيجابية في هذين البلدين.


* هل يمكن الاعتماد على المنطق؟

لا يختلف البعض في كثير من الحالات على أن هنالك نتائج تكون مرتبة، ولكن مع غياب الشهادات، والدلائل الواضحة، هل يمكن الاستناد للمنطق في معاقبة "الفاسدين"؟ هذا السؤال يعتبر نقطة خلاف شديد في الساحة الرياضية اللبنانية.
و هذا الخلاف الكروي في لبنان امتد ليشمل الساحة السياسية في مجلسي الوزراء والنواب، وامتد إلى فتح الباب لتصفية الحسابات بين العديد من المؤسسات والاتحادات والأندية الرياضية، وكانت الصحف والمجلات جزءاً من هذه المعركة، مع انقسامها بحسب علاقاتها مع الأطراف المختلفة، فبعضها اعتبر أن الكرة اللبنانية بدأت في الطريق الصحيح، وأن "الفساد كاد يطيح بالكرة اللبنانية لولا حكمة الاتحاد".

و في المقابل اعتبرت بعض الصحف والمجلات أن قرارات اتحاد الكرة بمثابة "حرب على الجنوب"، أو أنه "لا يستند إلى حقائق قانونية"، فيما استغل البعض الآخر خسارة منتخب لبنان أمام تايلاند في تصفيات كأس العالم ليحمل اتحاد الكرة المسؤولية، ويحتفل باتهام هذا الاتحاد وسياساته.



* الملفات المغلقة..

الغريب أن الملاعب العربية شهدت في الماضي ولا زالت تشهد العديد من الحالات التي تثير الشك، وطالما تحدث المراقبون عن تلاعب بالنتائج، أو ترتيبات لحسم الصراع على لقب الهداف.
و في الأردن على سبيل المثال، تحدثت الصحافة الموسم الماضي عن شكوك في حقيقة خسارة نادي الوحدات أمام نادي الجزيرة في آخر مباريات الدوري، وبالتالي نجاة نادي الجزيرة من الهبوط على حساب نادي الفحيص.

و في الأردن أيضاً استغربت الصحافة كما استهجن المراقبون تسجل أحد اللاعبين أرقاماً قياسية من الأهداف لصالح فريقه ليفوز بلقب هداف الدرجة الثانية، والصراع على لقب الهداف دائماً ما يشهد في الأردن بعض الغرائب في الأسابيع الأخيرة من عمر البطولات، فيقوم لاعب من نادي مغمور بتسجيل 5 أو 6 أهداف في مرمى فريق يعتبر متماسك دفاعياً نوعاً بشكل يمنح لقب الهداف للاعب لا يستحق هذا اللقب.

لكن! الغريب أن الاتحادات الكروية الأردنية المتعاقبة لم تفتح أي تحقيق حول هذه الحالات، وكأنها كانت تخاف أن يتبين معها وجود عملية تلاعب، أو أنها كانت تخاف سطوة بعض الأندية التي تسيطر على الكرة الأردنية على حد تعبير بعض المراقبين.



* بين منتخب مصر والأخلاق..

في مصر هناك حالة ذات طبيعة مختلفة، فاللاعب إبراهيم سعيد ترك النادي الأهلي متوجهاً إلى بلجيكا في وقت حرج، وصرح اللاعب آنذاك أن النادي الأهلي قد زور توقيعه في العقد الذي يمتلكه النادي.
و بعد أن تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم عاد اللاعب إلى مصر، وقررت إدارة النادي إيقافه عن اللاعب، وأرسلت بهذا القرار إلى اتحاد الكرة المصري والاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن الجهاز التدريبي للمنتخب المصري اعتبر أن هذا اللاعب لا يمكن تعويض غيابه، وأنه يجب أن يلعب مع المنتخب المصري حتى لو اتخذ ناديه قراراً بإيقافه.

و في المقابل لم يعترض النادي الأهلي أو الاتحاد المصري على طلب الجهاز الفني للمنتخب، معتبرين أن المصلحة الوطنية هي فوق كل اعتبار قبيل المباراة الساخنة مع منتخب السنغال فشارك اللاعب في هذا اللقاء وقدم مستوى طيب.

و هكذا! فتحت هذه الواقعة ملفاً جديداً، فهل يمكن أن يتسبب غياب لاعب واحد في التأثير على المنتخب القومي؟ أم أن الاتحاد المصري لكرة القدم كان يعتبر أن قرار النادي الأهلي كان مبالغاً فيه؟ وهي أسئلة تحتاج لإجابة بخصوص العلاقة بين مبدأ التأديب وحاجات المدربين على ميدان الكرة.



* تصحيح مسار التحكيم..


هل دفع التحكيم ضريبة فشل الهلال والنصر في الفوز بالدوري السعودي؟

أما في السعودية فقد كان اتحاد الكرة السعودية الأكثر جرأة بين كل الاتحادات العربية في اتخاذ قرارات لإيقاف حكام لمدة عام، بل والإعلان عن هذه القرارات بدلاً من أن تكون مخبأة في أروقة الاتحاد.
فقد اتخذ اتحاد الكرة في السعودية بوقف الحكم عمر المهنا لمدة 6 أشهر بسبب تغاضيه عن احتساب ركلة جزاء لصالح فريق الهلال في المباراة مع النصر في الدور قبل النهائي لبطولة الدوري.

كما تم اتخاذ قرار بوقف الحكم عبدالعزيز الدخيل لمدة 6 أشهر لتغاضيه عن احتساب ركلة جزاء لمصلحة الأهلي في المباراة ضد الاتحاد في الدور قبل النهائي من البطولة نفسها.

و في الوقت الذي أشاد فيه المراقبون بهذه القرارات، إلا أن هنالك بعض الأصوات المعارضة له والتي تحدثت عن سطوة بعض الأندية على الاتحاد، وأن هذه الأندية أرادت أن تنصب المشانق للحكام لترمي عليهم عبء فشلها في تحقيق الانتصارات.

و في النهاية يمكن تلخيص هذا الأحداث التي عايشتها الكرة العربية بأنها خطوة جيدة نحو الأمام، وأنها على الأقل فتحت الباب للبحث في الفساد، ومحاولة فرض عقوبات على الفرق والحكام والشخصيات التي أثرت على المنافسة، والذين كان لهم دوراً كبيراً في سرقة جهود أندية اجتهدت للمنافسة، وجاء من يسرق منها هذا الجهد.

هلا صقر فساد نعم يوجد فساد ولكن

حرب للقضاء عليه لا اظن لان الفساد داخل اتحاداتنا العربيه ..

وتقبل تحياتي .

اولا : اعتذر من الاخ (صقر مبرقع ) على نقلي للموضوع وانا لم ارى هذا الموضوع قبل كتابتي له (امكني ما انتبهتله )


ثانيا : اشكر جزيل الشكر صقر مبرقع بأنه نبهني على هذه النقطه


وشكرا

الحين أذا كان الفساد في الأتحاد العمده أقصد الأتحاد الآسيوي فما بالك في الي تحته .. ما أقول الا الله يعين على هالتخبطات الي جالسه تصير ..

ومشكور على الموضوع الي أدرجه تحت قائمة المواضيع المطبوعه .. الله يعطيك العافيه

تحياتي ....