بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

كل أمة أو دولة ذات حضارة عريقة على مر العصور وعبر التاريخ لا بد أن تقوم على مجموعة من الأسس ذات المبادئ العادلة والقيم النبيلة ، وكلما كانت تلك الأُسس أكمل عدلاً ونبلاً ومساواةً وحفظ للحقوق والكرامات ؛ كان بقاء تلك الأمم والدول أطول أمداً وأكثر قوة وأشد رسوخاً ، وما انهارت حضارة أو دولة عريقة إلا بعداً منها عن مبادئها أو انسلاخاً عن قيمها التي قامت عليها ، والتاريخ كله يشهد ..

هذه حكايات التاريخ .. واليوم نعيش صُنَّاعة !

بعيداً عن المقدمات ..

مع التغييرات الأخيرة التي شهدتها أجهزة الدولة مؤخراً ، يطمح كثير من أهل الإجرام وأرباب السوابق إلى محو كل ما يعكر صفو فسادهم وسعي خرابهم بالقضاء على أجهزة الفضيلة ، وإلصاق كل مشكلة وزوي كل طامة في الكون إلى هذا الجهاز الضعيف بشكله والنحيل بجسمه المتردي مالاً وتطويراً وتنمية ، وإلا .. فما الذي دفع ويدفع كثير من أهل الأهواء الذين عرفوا بالانحراف والانحلال إلى تنقص رجال الحسبة ، وتلطيخ سمعتهم ، وتوجيه أخس التهم ضدهم ؟! وهم الأقرب نزاهة وصدقاً وكمالاً وخلقاً !

لن أستهلك الوقت ، ولن أنهك الجهد .. دفاعاً عن جهاز الحسبة ! لكن كنتُ قد عزمت أن أضع بين أيديكم تقريراً كاملاً بلغة الأرقام عن إنجازات الهيئات في نشر الفضيلة ومحق الرذيلة والجريمة لعدة سنوات ، ففوجئت أن الأرقام فلكية ! وأن العقول لا يسعها ذلك ! بل ستراها ضرباً من المحال والأسطورة والخرافة ! غير أني حمدتُ ربي أن جعلني عربياً يستنجد بمثل قومه " يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق " ! فاخترت لكم إنجاز سنة واحدة ! ولكل منكم أن يذهب ويقارن بين إنجازات الهيئات وحدها لهذه السنة فقط ! وإنجازات جميع القطاعات الأمنية في أجهزة الدولة لعشر سنوات ! ليطلع كل منكم على الفرق ! وليشاهد كل منكم الواقع ! بعيداً عن المدح .. أو الذم .. أو التلبيس أو التزييف ، فالحقائق ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ، وهي الفيصل بين محق الحق ومبطل الباطل ..

ليس دفاعاً عن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! ولكن دفاعاً عن الفضيلة ، فالدين .. والعرض .. أهم لآلئ الحياة ، ولا قيمة لعيش دونهما ، وصونهما فداه الغالي والنفيس والحقير الذي امتلأ غيضاً وحنقاً منهم !

===================================

العام : ( 1420هـ ) فقط !

أولاً : الإنجازات والمناشط في مجال الأمر بالمعروف :

- طباعة الكتب والنشرات وتوزيعها بلغ عددها : [5.733.029] .

- نسخ الأشرطة السمعية وتوزيعها بلغ عددها : [671.955] .

- إقامة المحاضرات والندوات بلغ عددها : [12.611] .

- الزيارات التوجيهية بلغ عددها : [3.682] .

- إعداد وتنفيذ برنامج إذاعي أسبوعي باسم ( أضواء على الحسبة ) عبر إذاعة القرآن الكريم .

- إصدار صفحة أسبوعية باسم ( الرئاسة ) في جريدة الجزيرة .

- إصدار مجلة شهرية باسم ( الحسبة ) .

- المشاركة في عدد من الملتقيات والمعارض .

- التغطية الإعلامية للنشاطات ذات الصلة .

ثانياً : الإنجازات والمناشط في مجال النهي عن المنكر :

- وقوعات العقيدة ، وتشمل ( سب الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة رضوان الله عليهم ، امتهان القرآن الكريم ، إظهار الكفار لشعائرهم ، السحر والشعوذة العرافة والخرافات ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [863] عدد المضبوطين فيها : [691] شخصاً ، منهم : [95] سعودي ، والبقية : [596] غير سعوديين !

- وقوعات العبادة ( التخلف عن صلاة الجماعة ، التأخر في إغلاق المحلات التجارية بعد الآذن ، الإفطار في نهار رمضان ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [241.872] عدد المضبوطين فيها : [241.594] شخصاً منهم : [47.203] سعودي ، والبقية : [194.391] غير سعوديين !

- وقوعات الأخلاق ، وتشمل ( إدارة بيوت الفاحشة ، اللواط ، الزنا ، الاغتصاب ، محاولة الاغتصاب ، معاكسة النساء ، الخلوة المحرمة ، الجنس الثالث ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [41.890] عدد المضبوطين فيها : [41.027] شخصاً ، منهم : [25.410] سعودي ، والبقية : [15.617] غير سعوديين!

- وقوعات المسكرات ، وتشمل ( استعمال المسكر ، تصنيعه وبيعه ، استشمام الغراء ، التشفيط ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [2.722] عدد المضبوطين فيها : [2.503] شخصاً ، منهم : [1.422] سعودي ، والبقية : [1.081] غير سعوديين !

- وقوعات المخدرات ، وتشمل ( استعمال المخدر ، بيعه وترويجه ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [490] عدد المضبوطين فيها : [425] شخصاً ، منهم : [306] سعودي ، والبقية : [119] غير سعوديين ! - وقوعات المطبوعات ، وتشمل ( الصور الخليعة ، مطبوعات الأفكار الهدامة ، أشرطة جنسية ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [4.222] عدد المضبوطين فيها : [4.172] شخصاً ، منهم : [620] سعودي ، والبقية : [3.552] غير سعوديين !

- وقوعات المحلات التجارية ، وتشمل ( تفصيل الرجال للنساء مباشرة بأخذ المقاس ، دخول النساء محلات الخياطة التي يعمل فيها الرجال ، تغطية واجهات محلات الخياطة التي يعمل فيها الرجال ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [8.983] عدد المضبوطين فيها : [8.979] شخصاً ، منهم : [2.724] سعودي ، والبقية : [6.255] غير سعوديين !

- وقوعات الآداب العامة ، وتشمل ( ملابس غير لائقة ، إطالة الشعر والقصَّات الغربية ، التدخين قرب المساجد ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [13.842] عدد المضبوطين فيها : [13.838] شخصاً ، منهم : [8.257] سعودي ، والبقية : [5.581] غير سعوديين !

- الوقوعات الأخرى ، وتشمل ( التجول في الأماكن المشبوهة ، أخطاء في المسالخ ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [6.107] عدد المضبوطين فيها : [6.073] شخصاً ، منهم : [2.417] سعودي ، والبقية : [3.656] غير سعوديين !

===================================

وهذه الوقوعات تشمل جميع مناطق المملكة للعام 1420هـ ، أما قسمتها على الإمارات الرئيسية فهي على النحو الآتي :

- إمارة الرياض : [143.691] .

- إمارة مكة المكرمة : [52.078] .

- إمارة المدينة المنورة : [18.841] .

- إمارة القصيم : [4.521] .

- إمارة الشرقية : [38.657] .

- إمارة عسير : [21.135] .

- إمارة تبوك : [9.358] .

- إمارة حائل : [5.395] .

- إمارة الحدود الشمالية : [6.346] .

- إمارة جازان : [9.769] .

- إمارة نجران : [5.932] .

- إمارة الباحة : [4.027] .

- إمارة الجوف : [1.241] .

معوقات وصعوبات :

رغم هذه الإنجازات الضخمة في المجال الأمني الذي تقوم عليه الهيئات ، إلا أن هناك صعوبات ومعوقات على إنجاز المزيد ، وإلا ـ والعلم عند الله ـ لكانت النتائج أفضل من هذه بكثير ، لكن أبرز المعوقات والصعوبات هي :

1- عدم دخول الرئاسة في خطط التطوير والتنمية الخماسية .

2- العجز الإداري وذلك بإسناد الوظائف الإدارية الحساسة لأشخاص غير مؤهلين .

3- ضعف الميزانية المعتمدة لها ، حيث تبلغ ميزانية الهيئات حوالي : [270.000.000] رغم أنها جهاز حكومي مستقل !

4- اشتراك عدد من الجهات الحكومية في صلاحيات الهيئات الإدارية والحكومية .

5- التداخل بين عمل الهيئات ومركز الشرط .

6- تدني كثير من الوظائف داخل الرئاسة بسبب شح الوظائف المستحدثة والموفرة لها ، حيث يبلغ مجموع موظفي الرئاسة دون المرتبة الخامسة 90% من مجموع موظفي الرئاسة ! مع أن عدد من يحملون المؤهلات العالية يزيدون عن 39% من مجموع الموظفين من مستحقي المرتبة السادسة والسابعة !

7- عزوف ذوي التأهيل عن الالتحاق بمجال عمل الرئاسة ، وذلك بسبب تدني الوظائف المعتمدة وعدم توفر الوظائف المناسبة لهم .

8- عدم توفر مخرجات تعليمية مناسبة لعمل الهيئات ، وغياب المعاهد المتخصصة لإقامة دورات تأهيلية .

9- عدم تمكن الرئاسة من تلبية احتياجات كثير من المحافظات والمراكز في بعض إمارات المملكة .

حلول مقترحة :

بعد أن استعرضنا بعض المعوقات والصعوبات ، تتمثل لنا مجموعة من الحلول المساعدة في رفع مستوى الجودة والأداء وتحسين بيئة العمل ، أهمها :

1- إدراج الهيئات ضمن الخطط الخمسية في الدولة .

2- دعم الهيئات بالوظائف المتعددة المراتب لسد الاحتياجات وفك الاختناقات وكسب الطاقات ذات التأهيل .

3- دعم ميزانية الهيئات لتتمكن من تغطية كافة مناطق المملكة ، ولتتمكن من تطوير جودتها وأدائها وتحسين بيئة العمل فيها .

4- صرف البدلات المناسبة لموظفي العمل الميداني أسوةً ببقية قطاعات الدولة المماثلة .

5- التأكيد على استقلالية عمل الهيئات وارتباطها مع الملك وولي العهد في جميع شؤونها .

6- استقلالية الهيئات في التصريف الإداري والمالي .

7- استقلالية الهيئات في الإحالة على المحاكم الشرعية دون المرور على الشرط .

8- إنشاء شبكة معلومات حاسوبية بين الرئاسة وكافة الفروع لميكنة العمل الإداري وتوفير الوقت والجهد والإنفاق المالي في مجالات أهم .

9- دعم الرئاسة بالسيارات المجهزة للعمل الميداني ( لا سلكي ، منبه ضوئي وصوتي ، حماية داخلية ، .. ) .

10- ترسيم جميع موظفي الرئاسة المتعاونين ذوي الكفاءات الجيدة .

11- عمل برنامج تحسيني لجميع موظفي الهيئات .

12- إيجاد سلم وظيفي خاص بالرئاسة لاختلاف طبيعة العمل المتعددة فيها .

13- إنشاء معهد متخصص تشرف عليه الرئاسة يوجب على جميع موظفي الرئاسة الالتحاق به .

14- أهمها .. رفع مستوى الرئاسة إلى وزارة ورئيسها عضو مجلس الوزراء .

ولكن .. ؟

رغم هذه الإنجازات لجهاز الهيئة ، هل تعرف التوزيع الوظيفي لكافة موظفي الرئاسة البالغ عددهم : [8052] ؟ إليك الخبر ، وقارن جهاز الهيئات ( المستقل ) ببقية القطاعات التي أصابها الورم والتضخم بلا عمل :

- سلم الموظفين :

وزير : 1 ، الخامسة عشرة : 3 ، الرابعة عشرة : 6 ، الثالثة عشرة : 9 ، الثانية عشرة : 18 ، الحادية عشرة : 18 ، العاشرة : 44 ، التاسعة : 82 ، الثامنة : 152 ، السابعة : 375 ، السادسة : 539 ، الخامسة : 609 ، الرابعة : 968 ، الثالثة : 340 ، الثانية : 204 ، المجموع : 3368 .

- سلم المستخدمين :

الثلاثة والثلاثين : 712 ، الثانية والثلاثين : 325 ، الواحدة والثلاثين : 39 ، المجموع : 1076 .

- سلم العمال :

أ : 88 ، ب : 105 ، ج : 35 ، د : 12 ، المجموع : 240

===================================

وبعد كل هذا .. يبقى السؤال : من يهاجم الهيئات ؟

هل يهاجم الثابت على عقيدته ؟

هل يهاجمهم الملتزم بعبادته ؟

هل يهاجمهم المتمسك بالفضيلة ؟

هل يهاجمهم ذو الأخلاق العالية ؟

الجواب : ( لا ) !!

لا يهاجمهم إلا إمعة جاهل !

لا يهاجمهم إلا صاحب عقيدة منحرفة !

لا يهاجمهم إلا بعيد عن عبادة ربه !

لا يهاجمهم إلا محب للرذيلة !

لا يهاجمهم إلا ذو أخلاق منحطة !

سلوا مراكز الشرط .. وسلوا مكافحة المخدرات .. وسلوا المحاكم .. وسلوا الجهات الأمنية .. أكبر الجرائم .. من أين تأتيهم .. من أين ؟ !

إحصائية بسيطة : في سنة خلت ، عُقدت مقارنة بين فرع واحد من فروع الهيئات داخل الرياض ( السويدي ) وإدارة المخدرات بأكملها في مدينة الرياض مدة ستة أشهر ، فكانت النسبة 86% لصالح ذلك الفرع الصغير في عدد مضبوطات المخدرات والمسكرات !

والله الذي لا إله إلا هو .. لأنا أقل شأناً من أن أعد محاسن هذا الجهاز عليّ وعلى بيتي ، فهم خط الدفاع الأول ، وهم الحصن المنيع ، والسد العالي ، هم .. حماة الدين ، والعرض .. والعقل ! لكن كي تقوم الحجة ، ويتبصر الناس ، وضعتُ بين يدي كل عاقل وكل منصف مجموعة أرقام هي من إنجاز هذا الجهاز الضعيف في هيئته والعظيم في إنجازه ، أدعها لكل محب للفضيلة ، ومبغض للرذيلة ، أما منافقي التاريخ الذين شرقوا بالباطل فلم يتبعوه ، وجبنوا عنه فلم يواجهوه ، صرعى الشهوات ، وقادة الأمة إلى مستنقع العفونة .. الذين حالت الهيئات بينهم وأمانيهم المنحطة ، فلا مكان لهم هنا .. فعذراً ثم عذراً تليها ثالثة وتعقبها أخرى لهم !!

ليس دفاعاً عن جهاز الحسبة .. ولكن دفاعاً عن الفضيلة .. أكتب مقالي هذا
والسلام عليكم

جزاك الله اخوي الف خير

يعطيك الف عافيه

أو من كان ينطبق عليهم ما تقول سابقاً ..

يعطيك العافية أخوي أسعد البشر على هذا الموضوع