أبى (الهلال) ان تشرق (الشمس) في مساءه.

الجميع كان في الموعد.. جماهيرٌ من كل الفئات, تغطيةٌ اعلاميةٌ من كافة القنوات, أصحاب (سموٍ), شخصيات, بحرٌ تتلاطم امواجه, شمسٌ بعثت الدفْ في الفضاءات, تأهب استعدادات, ترقبٌ امنيات, الجميع رفع يديه للسماء ويرجو تحقيق الدعوات.

الموج الأزرق في أوّج هيجانه يتصادم فوق صفار الرمل الشامخ كشموخ كيانه والكل في الانتظار. ننتظر رجال ضربوا لنا موعداً مع الابداع والجمال.
اثنان وعشرون رجلاً ومن خلفهم اثنان خطفوا الانظار لحظة دخولهم المعترك الأخير لاثبات الذات. (امام الآخر بالذات).

العالمي دخل اللقاء تسبقه أمنيات العودة والذكريات , كل الترشيحات كانت منصبه في كفته بالميزان بعبقرية قائده الاورجواني وذكرى الامس القريب وحيوية (شبابه) واندفاعهم لتحقيق لقبٍ غاب عن فريقهم من قبل ان يولد أكبرهم بثلاث أو اربع سنوات.

الزعيم جاء ليؤكد زعامته وسطوته على هذه البطولة التي (تعشقه) وقدم زلاتكو مايلزم لتحقيق اللقب الاول له في المملكة ويبدو انه (استذكر دروسه) جيداً وقام (بفروضه المنزلية) كما يجب وهذا مالم يقم به الاورجواني لاعتقاده ان ماقام به في مباراة الدوري كافياً ليتغلب على هلال (زلاتكو) كما فعل بهلال (كومبواريه) الذي فات.

أطلق الايطالي صافرته ومعها اطلق عنان الرجال لتقديم كل مالديهم ليتوجوا باللقب الغالي الذي زاده غلاوةً تنافس الهلال والنصر على تحقيقه من ضمن جميع النهائيات.

المباراة حملت كل مايتمناه المشاهد في مباراة كرة قدم من التكتيك والاداء الرجولي والفنيات والمهارات الفرديةِ عدا الاهداف كانت مباراةً من الزمن الجميل من حيث (الاصرار والتكافؤ) بين الطرفين. خبأت اسرارها لآخر لحظاتها لتكون أجمل وأحلى السهرات.

وفي النهاية.. تساقطت أوراق كارينهو وحضر الزرق كما لم يحضروا من قبل في هذا الموسم ولم يخيب الزعيم ظن (معشوقته) وعشاقه به مع انه ترك المجال للصدفة للظهور في بعض اللحظات الا انها ابت ان تستغل تلك الفرص. كما (ابى الهلال ان تشرق الشمس في مساءه) واذا ابى الزعيم فهيهاتٌ هيهات.

نقطه من أول السطــــر..

دموع نواف العابد قبل تسجيل الهدف والزوري بعده وزلاتكو والشهراني وسلمان بعد المباراة تثبت ان الزعيم بأمان مع عشاقٍ للكيان كهؤلاء.
أن تبكي بعد المباراة فهنالك احتمالان اما دموع فرحٍ واما دموع حزن. لكن ان تبكي اثناء المباراة فهذه دمـوع (عشق).
دفاع الهلال انتُقِدَ كثيراً من قِبَلِ محبيه لكنه كان رجل المباراة الاول في النهائي (الزوري, المرشدي, اوزيا وسلطان) يستحقون الشكر والثناء من الجماهير الهلالية وخاصة من كان يهاجمهم بقسوة.
عبدالله العنزي (فقط) لم يستحق الخســــارة ولكن الزعيم لايقبل اقتسام المجد مع أحـــد.

دمتم..
خالد البنعلي