فهد الغشيان والمنطق المفقود
قرأت مقابلة استأت منها واستاء منها الكثير مع اللاعب السابق ( فهد الغشيان ) في صحيفة سبق الأكترونية مع صحفي أثارة من المفترض أن يكون في صحف ( التابويد الصفراء).
كان حوار ركيك جدا في الأسلوب ، وهزيل في المحتوى ، لا يستحق أن يهدر أحد دقائق من وقته في قراءته ، فهذا الحوار يتصف بالتسطيح ، والتضليل ، ويتحدث الغشيان بطريقة غريبة فيها من التجني ولوي أعناق الحقائق الشيء الكثير ، لم يكن (عادلا أو منطقيا) في طرحة فكان طرحه مجرد اتهامات وطرح ( عائم ) خاليا من الحقائق ، وغير منطقي ، وبما أنني متخصص في ( علم السلوك) تذكرت قاعدة علمية في علم السلوك والمنطق تسمى(المنطق المفقود) والمقصود بها التنظير والهذيان دون حقائق أو دلالات منطقية واضحة ، أو محسوسة يرتكز عليها هذا الشخص في طرحه أنما يطرح كلام تنظيري وطرح تجني غير مستند على حقائق أو دلالات واضحة .
كان كلامه يتسم ( بالإسقاطات )الذي يقصد منها تضليل الشارع الرياضي بطريقة تفوح منها تصفية حسابات واتهاماته وحقد دفين على أشخاص (معينين ) وإيراده أسماء هؤلاء (الأشخاص ) ولم يرد شواهد منطقية أو دلائل حقيقية ، أنما كان يسوق تبريرات واهية تنم عن عدم منطقيته وضعف حجته ،وقد كشف نفسه بتخبطاته التي تندرج تحت مسمى ( الإسقاط التكاملي) وهذا النوع يشخصه علماء السلوك تحت مسمى ( المنطق الصوري) وهو أن يعطي الشخص للآخرين أندباع عن مثاليات ومواقف مزيفه تساعده على تبرير مشاعره ومواقفه هو )ومثال على هذا النوع : ذلك الشخص الذي يصف الآخرين بعدم الاحترافية والظلم وعدم المثالية وهو نفسه لا يمارس المثالية والاحترافية في طرحة ولا يملك المنطق في كلامه ،وتمريروجهة نظر لا تتوافق مع المنطق أو مع الدليل الواقعي المحسوس .
كان الأحرى بالغشيان أن لا يكشف نفسه وضحالة فكرة ، فكما قيل ( تحدث لأعرفك) والغشيان من المفترض أن لا يجتر ماضية ويقوم بالتنظير عن المثاليات وعن الاحترافية في التعامل ( ففاقد الشيء لا يعطيه) فمع احترامي له كشخص وكلاعب سابق لكنه ليس بالمؤهل بتاتا بالتحدث في المثاليات وفي الصدق في التعامل فالجميع يعرف أن الغشيان عليه من المؤاخذ ما الله به عليم ، ومن المفترض أن يقوم بتقييم وإصلاح نفسه ، ويشخص واقعه قبل أن قبل أن ينتقد الآخرين ويشخص واقعهم ، ويحاسب نفسه قبل محاسبة الآخرين وأن يتذكر قول الله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وقوله تعالى ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ..))
أن امن يحلل حديث الغشيان بعقل سيكتشف تناقضات صارخة وواضحة وبعدم المنطقية أو المصداقية . والشواهد على ذلك كثيرة ، وقد كشف نفسه على حقيقتها وقام بتعريته فكرة الضحل في هذه المقابلة عدة مرات منها على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر :
· عندما سأل عن الأمير عبدا لرحمن بن مساعد ، وان الأمير أقسم أن الغشيان لم يتصل به كانت أجابته هزلية غير مقنعة ، والجميع على شتى ميولهم يعرفون مدى أخلاقيات الأمير عبدالرحمن ومدى إنسانيته وحسن تعامله مع الجميع والغريب أن من ينتقد الأمير عبدالرحمن شخص كالغشيان الجميع يعرف مستوى تفكيره الضحل ، ونعرف ماضيه جيدا ؟!
· كان طرحه عن سامي الجابر طرح هلاميا لا يرتقي للطرح المنطقي أو الواقعي ، وكان ( يهرف بما لا يعرف) ويورد حقائق مغلوطة مجردة من الحجج أو المنطقية ، فسامي الجابر الكل يعرف مستواه الفني ومستواه الفكري والثقافي ، ووعيه الإداري ، ولا يحتاج لشهادة شخص مثل لم يقيم نفسه أو يصلح حاله ( كالغشيان) أن يقيمه أو ينتقده .
· أنتقد بطريقة تهكمية ساقطة مستوى( السهلاوي – وسعد الحارثي – وعبدالرحمن القحطاني ) وكان يجب أن يعرف أن هؤلاء اللاعبين والأشخاص ، حتى لو كان مستواهم الفني هبط بعض الشيء لأسباب وظروف خارجة عن أرادتهم فيكفيهم أنهم اناس مؤدبين ومحترمين ولم يسئون يوما ما لأحد ما ويملكون تفكير أخلاقي ، وأنساني وفكري رائعا ، ولا يحتاجون شهادة شخص مثل الغشيان أن يسيء لهم.
· لقد ظهر الغشيان منذ اعتزاله مرتين ، مرة في برنامج في ( المرمى) على العربية ، ومره في صحيفة سبق وكان حديثة في المرتين محرج لنفسه ومحرج لمحبيه وأسرته ، وكان في وضع غير متزن في المقابلتين مما يعطي المشاهد انطباع أنه غير مؤهل للحديث الإعلامي وقد تجنى على الكثير من الأشخاص وأتهم الكثير وكشف نفسه أنه شخص غير طبيعي - فلا ضمان لصحَّة أفكاره أصلاً. ؟!
لا أعلم ما هي الإضافة التي سيضفيها شخص للجمهور والمشاهد وهذا الشخص لا يعرف الفرق بين ( الحقائق وبين التهريج) هل هذا الشخص يستحق الأخذ بأراءه وإعطاءه مساحة ووقت لبث أحقاده وسمومه بطريقة بشعة ومكشوفة ..؟!
لا أعلم لماذا بعض القنوات الفضائية عبر برامجها الرياضية ، وبعض الصحف لا تحترم مشاعر وذوق المشاهد والقارئ وتفرض عليهم نماذج لا ترتقي لمستوى الطرح المقنع أو المنطقي ، فقد أصبح المشاهد والقارئ يملك ثقافة ووعي كبيرا ولم تعد ينطلي عليه التنظير ، والاتهمامات ، وأصبح يستفزه الكلام المجرد من الحقائق ، والخالي من المصداقية ، وسئم من الظواهر الصوتية المزعجة التي قال عنها المفكر الكبير (عبدالله القصيمي) أن في العرب ظواهر صوتية مزعجة، وقد جسد (الغشيان) هذه الظواهر الصوتية بأبشع صورها ، فقد سئموا المشاهدين والرياضيين من ( شوفنيته) وحقده وطرحة الممل المتناقض .
ومن غرائب طرح (الغشيان ) تناقضه الصارخ بين انتقاده ومحاربة للأعلام وهو يمارس أفعال تتعارض مع ما يطلقه من شعارات ومع ما يطلبنه من مثاليات ، قمة التناقض بين القول والفعل أن تطلب من غيرك مثاليات أو شعارات لا تؤمن بها ولا تطبقها على نفسك أولا.
ختاما يعلم الله أنني لست ضد (الغشيان ) كإنسان..وكشخص ..لكني.. ضد التسطيح والتهريج الذي ينتهجه ، وأعي أن القنوات والصحف الرياضية تريد الإثارة وجلب مشاهدين وقراء لها من جميع الأندية وهذا من حق هذه القنوات لكن ليس من حقها عدم احترام وقت ومشاعر المشاهد والقاريء في سماع وجهات نظر أو أطروحات على شاكلة ما يطرحه ( الغشيان) من هرقطات إعلامية ، فكان الأجدى بهذه القنوات والصحف أن تستضيف أناس عقلاء أسوياء فكريا يتصفون بالمنطقية والطرح الهادئ.ولست أنا وحدي ضد طرح ( الغشيان ) بل معظم الجماهير العاقلة والمتزنة لا يؤمنون بأفكاره وأطروحاته فله مواقف غريبة حتى مع أقرب الناس أليه ، فلماذا تعطي مساحة لهذا الشخص يمارس أنماط سادية ، وشوفونية ، عبر اتهامات وأطروحات عقيمة ، ومريضة ، وغير منطقية .
مع تحيات / منير فالح الكودري