26/05/2024, 02:57 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 04/07/2005 المكان: الدوادمي
مشاركات: 41,679
| |
الأحد 18 ذو القعدة 1445هـ 26 مايو 2024م
فهد الروقي
«الحفل ولا غلطة»
في أول مباراة على ملعبه بعد حسم اللقب يكون تتويج الفريق الفائز بالدوري، وهذا ما حدث مع الهلال لولا أن ملعب «المملكة أرينا» لم تكن أرضيته جاهزة لظروف مؤقتة وخارجة عن الإرادة.
من هنا بدأت رحلة مطالبات ومناكفات، فالشباب ـ حسب الأخبار ـ اشترط في حال إقامة مباراة الطائي على ملعبه دون تتويج وتغنّى بشرطه بطريقة غير مباشرة على موقعه في منصة X.
ليتم الذهاب للمقترح الثاني وهو تأجيل الاحتفال لمباراة الوحدة، شريطة أن تنقل لجدة أو الرياض، وهو مقترح قوبل برفض جماهيري، علمت لاحقًا بأن إدارة الهلال رفضت هذا المقترح لقرب التتويج من مباراة نهائي الكأس.
لكن الحل جاء في المقترح الثالث بإقامة حفل تتويج «مستقل» بعد يوم واحد من مباراة التتويج المقرر سلفًا.
القصة من بدايتها حتى مقترح «المستقل» لقيت تهكمًا ممن أتعبهم الهلال في الملعب، ووجدوا في مثل هذه الهنات متنفسًا لهم، لكن هذا التهكم «لحظي»، فبعد مشاهدة «الحفل العالمي» والذي كان لائقًا بأقوى دوري في تاريخ القارة وليس على المستوى المحلي فقط، تغيّرت نظرتهم وتحولت التهكمات لمطالبات بأن يكون قادم السنون على ذات النهج، فما شاهدوه في ليلة «الحفل العالمي» كان كفيلًا بتغيير الآراء بل وانقلاب السحر على الساحر.
في ليلة تتويج الزعيم كانت الجماهير الزرقاء هي نجم الحفل بلا منازع، فتفاعلت مع فقرات الحفل أجمل تفاعل، وحيّت نجوم فريقها «إدارة وجهازًا فنيًا ولاعبين».
وقد ساهم حضور وزير الرياضة في مزيد من الرسمية والهيبة، إلى جانب رئيس اتحاد القدم ورئيس الرابطة، وقد حظي الثنائي «سيّد المحافل والشايب» باستقبال خاص وترحاب مميز.
ولأن الهلال يمثل فخر الرياضة السعودية وأيقونة القوة الناعمة الأبرز، فقد أضاف حضور ممثل موسوعة جينيس للأرقام القياسية وتسليم شهادة أكثر فريق حقق انتصارات متتالية في تاريخ كرة القدم حدثًا آخر لا تكفيه الزوايا ولا حروف الأبجدية وقواميسها حق كفايته. «السوط الأخير»
إني عشقتك واتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطةً في الحب تعلو سلطتي
فالرأي رأيي والخيار خياري
سعد المهدي عالم الهلال الجديد القديم أكثر سيناريوهات ختام الدوري التي تخيَّلها كثيرٌ منا، لم تكن تشمل «تتويج الأزرق»، إذ كان قبل بدء الموسم «يُنكَّل» به وهو يشاهد «نجوم العالم» يتطايرون من على يمينه وشماله، وأصوات الوعيد والتهديد تصمُّ الأذان من منافسيه وخصومه بأن «الأزرقني» لم يعد من اليوم على خارطة المنافسة، فما الذي جرى بعد ذلك، وعلى ماذا انتهى الأمر؟
يمكن لي أن أعقِّد المسألة، أو أن أجعلها سهلةً بسيطةً، ففي الأولى «استحضر الهلال بزوغ فجره وروح رجاله الأوائل»، وفي الثانية «إرثه وعاداته»، لكن هذا التلخيص قد يضيع على الجميع استدراكًا أن لا نتائج دون عملٍ، ولا عملَ بغير خططٍ وأدواتٍ وأرضٍ صالحةٍ لاستنبات صناعة تحقيق الهدف.
الطبيعي أن كل الأندية تفعل ذلك، لكن بعضها يحصل على النتائج المتوقعة، وأخرى أقل منها، أو تُمنى بالفشل، ولأنها مواسم تتري، فإن «الواقعيين»، تستمر معهم محاولات النجاح بتصحيح الأخطاء، أما «الموهمون» فيكرِّرون الفشل، لأنهم لم يغيِّروا طريقة تفكيرهم ولا عملهم، بل ويصرُّون على أن ما أصابهم ما كان ليصيبهم لولا ما يدبَّر ضدهم في الخفاء.
عمل الهلال على تركيبةٍ فنيةٍ تتكامل. كان الفضل في الحصول عليها العمل الإداري الذي هيأ للمدير الفني مساحةً، وزمنًا لقراءة المنافسة «تحدياتها واحتياجاتها» في مرحلةٍ، شهدت تحولًا سريعًا، يمكن له أن يقلب موازين القوى، ولم يعد يبقى للهلال صاحب آخر خمسة ألقابٍ للدوري في السنوات السبع الماضية إلا أن يربط الأحزمة لمواجهة «نجوم العالم» في تحدٍّ جديدٍ مختلفٍ.
كشفت البدايات عن أن الهلال يتعرَّض للخطر، ويلعب بعناصرَ جديدةٍ «تم جلبها من المستوى الثاني أوروبيًّا»، ولم يكن استكمالهم بالعالمي «نيمار» المصاب، الذي لعب خمس مباريات وانتهى موسمه حينها بإصابةٍ، كافيًا لأن يخرج الهلاليين من حالة القلق والخوف على مصير فريقهم، لكنَّ شيئًا بدأ يعيد الفريق، ليس لسكة الانتصارات المعتادة فحسب، بل وبتحديث «النسخة»، وتفاعل التركيبة أيضًا، كما كانت مع «جورج سميث» حين حقق معه الفريق أول دوري سعودي للأندية الممتازة 77م، لتكون الشيء ذاته مع «جورجي خيسوس» بتحقيق أول دوري سعودي عالمي 2024... يتبع. |