مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 18/07/2003, 09:15 AM
البحار المحب البحار المحب غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 08/01/2002
المكان: أرض الكنانه ..
مشاركات: 7,005


المشد في العراق

عاد يحيى المشد للقاهرة مرة اخرى .. ثم طلبته جامعة بغداد فتمت اعارته لمدة اربع سنوات وكان المسؤولون العراقيون قد طلبوه بعد ان حضر مؤتمرا علميا في اعقاب حرب 1973 في بغداد ..

وبعد ان انتهت مدة الاعارة تمسك به العراقيون وعرضوا عليه اي شيء يطلبه .. ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية الى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا ..

(( وبذلك كتب يحيى المشد اول مشهد في سيناريو اعدامه ))

وفي ابريل 1979 تم تدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي « اوزوريس » في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد ..

طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والاشراف على عملية نقله لبغداد.

بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك..

وكانت اول واهم واخطر انجازات المشد هي 

تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا ..

وبعد قيام الثورة الايرانية عجز النظام الايراني الجديد عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم .. فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه

وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل المشد

في مايوم 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع اي مهندس او خبير عادي ان يقوم بها على اكمل وجه ..

ونلاحظ بداية خيط الاحداث ونقطة انطلاق الغموض ..


الكعك الأصفر

كان دكتور المشد يقوم كل فترة بارسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً .. وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ..

ولكن

آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد .. فارسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا .. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ

فردوا عليه بعد ثلاثة ايام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك ان تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الاحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها ..

هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟

 لانه اذا كان مقصوداً فانه يفتح لنا باباً للشك في ان هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف اسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها احد..

سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً ان يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على اي طائرة متجهة لبغداد..

وفجأة !!!!!

تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته ..

 

وقبل ان ننتقل لما جاء في التحقيقات نورد ما ذكره راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر اسرائيلية:

«انه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل انتاج سلاح نووي في اعقاب اغتيال د. يحيى المشد»..

وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان

 «الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!»

اما فونونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:

«ان موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»

هذا هو الجزء المعلن من شعور «اسرائيل» تجاه الحدث ..

يتبع ...... 

اضافة رد مع اقتباس