يستيقظ ياسر من نومه ويشعر ببعض التعب فيوم الأمس كان يوماً مرهقاً ..
يتوجه إلى المطبخ ليقوم بإعداد قهوته الصباحية كعادته كل صباح
تلك القهوة التي تذكره بقهوة أمه ومع كل رشفة من ذلك الفنجان يتجرع ياسر
طعم المرارة التي فرضت عليه والممزوجة بحلاوة الذكريات ...
وفي لحظات الشرود التي دوماً ماتسيطر على ياسر وفي كل صباح
يقطع رنين الهاتف ذلك السكون المخيم على أرجاء المكان ...
فاجاب ياسر للتلفون فقال من ..؟ قال انا محمد صديقك يا ياسر قال ياسر اهلا بك .
قال محمد كيف حالك يا ياسر ؟ قال ياسر: الحمدالله وكيف حالك انت فقال محمد:الحمدالله
محمد /احببت ان اسلم عليك
ياسر /شكرا لك
ففرح ياسر بهذه المكالمه ورجع يستكمل القهوه .
عندما رفع السماعة , وفي حلقة قهوة أمه , كانت المتصلة للهاتف أخته , بدأ يبكي لأنه كان يتناول
القهوة مع أخته التي أحبها أكثر من أي شخص آخر , فبدأو يتذكرون الذكرايات مع أمهم التي كانت
تشرب القهوة في ذلك الكرسي المتحرك , و تلك الإبتسامة التي لا تفارق محياها , و كان هو من كان يساعدها في الصحف , لأنه كان عو من يقرأ لأمه الصحف و الأخبار اليومية , ففرحوا لما
تذكروا لأنهم علموا أن أمهم توفيت و هي راضية عليهم لأنهم أحسنوا برها و سينالون الثواب في الجنة.
اعااد النظر الا الكرسي المتحرك تخيل الغالية وهي تحتسي القهوة ..
هنا في هاذا المكان بالظبط ..
نزلت دمعة من عينه اليمنى وسقطت على سماعة الهاتف ..
رحمكِ الله ياامي ... عبارة اخذ يرددها والدمووع تنهمر من عيناهـ ..
تذكر الايـام الخـوالي مع امه في سنين حياته الاولـى ,كيف كان الظلام يحيط في الكون فيجد النور بين احضان امـه .
كيف كانت يدي امه الحانية تلتقطه من تعب يومٌ كـامل
ايـام خـوالي .بدأ يعض اصابع الندم على مافات في تقصيره لأمه
نظر لأخته وهو في جلباب الحزن يقول
يا ليتني لم اقصر مع امي فقالت اخته : لا تحزن هذا قدر الله
فلما هدأ قام بالدعاء لها وهو في حزن
فصلى ركعتين وذكر ربه واستراخ فقالت اخته ..
يـاسر ان رب العالمين لم يحرم امي من اولاد صالحين يدعون لها ..
فنحن ياياسر سنتواصل مع كل من تحب أمي .. وسنتصدق عنها وندعو لها وأجرها ان شاء الله لن ينقطع ..
لا تحزن يا أخي فأنا وأنت قادرين على اكمال مشوارة الحياة التي علمتنا اياه والدتنا ..
ياسر مار أيك اليوم ان نقوم بزيارة لأحدى صديقات أمي ؟ ألا ترى انه أمر رائع وفيه بـّر لوالدتنا ؟
هيا لنتجهز لنذهب سويّاً ..
تبسم ياسر في وجه اخته وقال
يل اختاه انتي دائما اذكريني في امي فكلما نضرت في عينيك تذكرت امي
وكلما سمعت كلماتك تذكرت امي
وكلما رأيت افعالك تذكرت امي وبوفائك هذا لصديقات امي ايضا تذكرت امي ووفائها في جميع امورها
هيا توكلنا على الله فلنبدأ بالاقرب لها...
. لم يجدا صعوبة في ذلك .. إنها ليلى صديقة أمهم الوفية ، و محبتها الأبدية..
ذهبا لزيارتها و كلهم شوق لحكايات عن أمهم من تلك الصديقة لأمهم التي هي بمثابة أم ثانية لهم..
نظرت ليلى إليهما .. ياسر و أخته ، لم يكن لها بد من أن تذرف دموعها..
حاولت إخفاء الدموع عنهما .. و رحبت بهما بحفاوة الأم و حنانها..
أرادا برها و خدمتها ، و في نفس الوقت سماع حكايات أمهم .. لكنها كانت هي أكثر خدمة لهما.. ومع هذا حكت لهم حكايه امهم الذي كانت ملئيه بالحب والسعاده وكانت وجهه منّور وصفاء في ان واحد.. واخبرتهم ان امهم هي التي كانت ترعى فقراء الحاره وتهتم باليتامي احمد وخالد ابناء الجيران الذي توفو والديهم في حادث سياره..وكانت ترعاهم احسن معامله..تنام معهم..وكانت تاكلهم قبل ان تاكل ..وياسر واخته ذرفا بالدموع..ولكن ياسر ذرف دمعه في قلبه خشيآ من نظرة اخته وهو يبكي ..وبعدها رفعا يداهما ان يرحم امهم التي كانت ترعى الايتام..وان يسكنها في فسيح جناته..وظل خالد يردد واخته تردد.......... وعند كلمة آمين تنبه ياسر فجأة على الصوت القادم من السماعة وقد علت نبرته مما يشعر بغضب صاحبه أو لعله الخوف والفزع عليه فأعاد السماعة إلى أذنه ثانية وحاول إنهاء المكالمة سريعا ... وقف صامتا برهة من الزمن لايحرك ساكنا ثم عاد إلى كرسيه واحتساء قهوته وهو يهمس لنفسه ما الذي فعلته؟؟ ما الذي أصابني حتى استغرقت في خيالي و كأني في عالم آخر أعيشه حقيقة ؟؟ هل سماع صوت أختي الشبيه بصوت أمي أثار شجوني؟؟ أم هو الإرهاق الشديد الذي تعرضت له بالأمس أشعل الشوق في داخلي لحضن أمي الدافئ الذي فقدته ويديها الحنونتين وهي تربت علي تمسح بهما عنائي؟ فتخيلت ما أتمنى فعله تجاهها ؟ حينئذ أحس برغبة ملحة في البكاء الذي طالما جاهد في إخفائه ولكنه الآن .. أفاق من نومه ودموعه بللت وسادته ، أخته : مالخطب ما لي أراك تبكي ....... لا شيء لا شيء ...... أخبرتك بأن لا تنام بعد المغرب ...... اتركيني لوحدي ....... حسناً ولكن لا تتأخر أمي تنتظرك . احتضن وسادته وأخذ يبكي ويحمد الله ثم انطلق مسرعاً إلى أمه وأخذ يقبل يديها ويبكي ، الأم : لماذا تبكي أخبرني هل حدث لك مكروه ...... لا يأمي أنا بخير ولكني مشتاق إليكِ .!!. فجأة بدأت تهتز الأرض تكسرت النوافذ بدأت تتصدق الجدران لامكان للصوت فالموقف أكثر من أن يسمع الصوت يصيح بأعلى صوته ولكن صوت الحطام أشد من صوته رفع والدته على يديه أنطلق بها إلى السلالم " الدرج" فأظلمت الدنيا . فتح عينيه لا يرى شيء لا يشعر بشيء أراد أن يحرك يده لم يستطع يده الثانية تحت جسمه وبصوت خافت : أمي أمي هل تسمعينني ؟ ، وسمع أنين تحته حاول أن يلتفت ولكنه لم يستطع بدأ يرفع صوته : أمي أمي ....... أسمعك يابني ..... هل أصبتِ أمي ......ردت بصوت ضعيف : لا الحمد لله إبحث عن أختك . حاول رفع الأثقال التي فوقه ........... |