مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 09/08/2008, 07:49 PM
سامي صعب يتكرر سامي صعب يتكرر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سور النبأ (1)

تفسير سورة عم

وهي مكية
‏[‏1 ـ 5‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ‏}‏
أي‏:‏ عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله‏؟‏ ثم بين ما يتساءلون عنه فقال‏:

‏ ‏{‏عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ‏}
‏ أي‏:‏ عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم‏.‏
ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ‏}‏
أي‏:‏ سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم‏:‏ ‏{‏هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ‏}‏
ثم بين تعالى النعم والأدلة الدالة على صدق ما أخبرت به الرسل فقال‏:‏

‏[‏6 ـ 16‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا‏}‏
أي‏:‏ أما أنعمنا عليكم بنعم جليلة، فجعلنا لكم

‏{‏الْأَرْضَ مِهَادًا‏}‏
أي‏:‏ ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل‏.‏

‏{‏وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا‏}‏
تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد‏.‏

‏{‏وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا‏}‏
أي‏:‏ ذكورا وإناثا من جنس واحد، ليسكن كل منهما إلى الآخر، فتكون المودة والرحمة، وتنشأ عنهما الذرية، وفي ضمن هذا الامتنان، بلذة المنكح‏.‏

‏{‏وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا‏}‏
أي‏:‏ راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة‏.‏

‏{‏وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا‏}‏
أي‏:‏ سبع سموات، في غاية القوة، والصلابة والشدة، وقد أمسكها الله بقدرته، وجعلها سقفا للأرض، فيها عدة منافع لهم، ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال‏:‏

‏{‏وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا‏}‏
نبه بالسراج على النعمة بنورها، الذي صار كالضرورة للخلق، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح

‏{‏وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ‏}
‏ أي‏:‏ السحاب

‏{‏مَاءً ثَجَّاجًا‏}‏
أي‏:‏ كثيرا جدا‏.‏

‏{‏لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا‏}
‏ من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون‏.‏

‏{‏وَنَبَاتًا‏}
‏ يشمل سائر النبات، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم‏.‏

‏{‏وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا‏}‏
أي‏:‏ بساتين ملتفة، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة‏.‏
فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها، ولا يحصى عددها، كيف ‏[‏تكفرون به و‏]‏ تكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور‏؟‏‏!‏ أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها‏؟‏‏"‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس