مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 03/08/2008, 03:53 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ صانع الأمجاد
صانع الأمجاد صانع الأمجاد غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 20/10/2006
المكان: الزلفي
مشاركات: 246
لأنك سامــــي -- عادل التويجري

أقول ، لأنك سامي ، كان الحديث من القلب فيه قسوة بعض الشيء ، فأنت كما عهدتك مغامر لشرف مروم، ولا أخالك تقنع بما دون النجوم. ولأنه الكيان ، وأنت كيان في هذا الكيان ، كان الحديث على مستوى الكيانات. وكان التواصل اللاحق لذاك المقال فيه ما يعجز اللسان عن وصفه. ساعتان ونيف من الحديث الصريح جرى بيني وبين رمز الكرة السعودية مضت كما لو كانت هنيهات ، كشفت لي أبعاداً في شخص ذاك السامي ، وهمة كهمة الملوك و نفس ، نفس حر ترى المذلة كفراً. حديث كنت المنصت فيه ، ولم يكن سامي المتحدث الوحيد. لم يكن التواصل لدرء شبه ، أو قذف اتهامات ، بقدر ما كان تواصل الأحبة. تحدثنا في كل شيء ، سمع مني ، وأصغيت له ، وكان الختام جميلاً بكلمات أطيب من الشهد الحضرمي. لم نكن في جلسة محاكمة ، لكنها المكاشفة ، والمصارحة ، وتوضيح ما التبس على الفكر خطأً ، ولست ممن يدرك خطأه ويصمت عليه ، بل لدي من الشجاعة ما يجعلني أعترف بالخطأ ، وهكذا كان ، وهكذا كنا .
أخذ علي البعض تناول ما أسميته ((بالطرف الثالث)) ، وعلق على تلك النقطة تحديداً الكثير والكثير ، بل وصل الأمر ببعضهم إلى تشكيك في ذمم العاملين في هذا (الطرف الثالث ) ، ولم يكن هذا مقصدي ، والله أعلم ببواطن الأمور ، وإن كان فهم الأمر بهذه الطريقة ، فاعتذاري يسبق الخطايا والرزايا ، وجل من لا يخطئ .
بيد أنني كنت وما زلت أرى بأن هاتريك تقدم عملاً جيداً في المجال الرياضي، ومن حق سامي الجابر ، ومن معه ، البحث عن مصلحة الشركة ، وللهلاليين أيضاً حق البحث عن مصلحة الكيانات. وما استوحيته وصرح به سامي علانية ، بأن هاتريك لم تدخل إلى الآن في أي صفقة هذا الموسم ، يحتم علينا جميعاً التوقف عن هذا الأمر ، مع التذكير مرة أخرى ، أن لهاتريك حق الدخول في أعمال رياضية مع الهلال وغيره ، طالما الفائدة المرجوة ستتحقق. ولقد ساءني حقيقية ذاك الهمز حيناً ، واللمز أحياناً، بهاتريك ورجالاتها، رغم أن كل ما يربطني بهاتريك ورجالاتها هو الوسط الرياضي ، والطرح المتزن. وهذا بمجمله لا يعني عدم النقد ، والتوقف عن الأحداث ، لكنه التبصر ، وعدم الولوج في ذمم المسلمين.
أما قضية الدعيع وسامي ، فلم تكن جوهر المقال حقيقة ، وكان عبوري عليها عبور المتعجل ، ليقيني بأنها أزمة مفتعلة ، وسيحلها رجالات الهلال. أنتهى الموضوع ، ولن أقلب فيه ، لن أزيد على كلمة واحدة ، كبير أنت يا سامي ، وعملاق أنت يا دعيع.
لا أستطيع والحديث عن سامي إلا التذكير بقضية مهمة ، ذكرتها سلفاً ، وسأعيدها مرة أخرى ، على آذان صاغية تدركها ، وهي أننا فعلاً بحاجة لمن يبني ذاته أولاً ويعدها إعدادا ثقافياً وتربوياً ونفسياً وسلوكياً منضبطاً، وموجهاً بالشكل الصحيح، ليتمكن هو ابتداءً من اكتساب المعارف، وإعمالها بعد ذلك في أرض الواقع الرياضي ، وذاك ما قام به الجابر سامي . نحن بحاجة إلى أكثر من سامي ، وفكره القادر على حلحلة شفرة التخلص من مقت الضد والآخر والتربص به، والفكر المؤامراتي، ليذوب في الكل المتجزئ أو الجزء الكلي أيهما أقرب، ولتنمو مهاراته، ولتنطلق مبادئه على أساس معادلة النسبية واختلاف الحقائق وتنوعها، رغم إمكانية ثبوتها، ولتتحرر الأعين الغائرة من النظر في اتجاه واحد يرسم لها ، وذاك أمر قادر على تحقيقه السامي سامي.

إنني حين أدعو إلى وجوب بناء الشخصية الرياضية ، وضرورة الالتفات الجدي لثقافة اللاعب بشكل عام ، واللاعب الهلالي بشكل خاص ، والارتقاء بها، فليس بالضرورة فرض وصاية جبرية على فكر النجم الهلالي، لكنها دعوة لقراءة فكر النجوم الهلاليين الحاليين مرة أخرى ، ومراعاة تباين مداركهم رعاية خاصة، تتفق وقدراتهم الذهنية ، وخصائص مراحلهم الفكرية، والنفسية، والجسدية. وهذا ما سيلامسه سامي المشرف العام على كرة القدم. سيواجه الكثير الكثير ، وستتنوع مشارب النجوم ومداركهم وطرق تعاطيهم مع الأمور ، ويبقى سامي أصلاً في كل معادلة هلالية قادمة ، وتحت المجهر ، وإن شاء الله سينجح ، إن اتكل على مولاه ، وأخلص النية ، وهذا ظني بالسامي ، سامي ، وما ظننت به إلا خيراً.
إن شعرة معاوية ألأموي القديمة هي الطريق التي يمكن أن تخلص المشرف العام على كرة الزعيم من عبء الدخول في خنق اللاعب في ثقافة متداولة ليس بالضرورة صواب كل ما فيها ، أو إعطاءه الحبل والغارب معاً ليغرق فيما يعده استقلالا ثقافيا وعولمة (احترافية ) ما لنا عنها بد. لا جدوى من الإبحار النظري في أساليب تلك الرعاية الثقافية، أو صياغة خطاب تعبوي شعاري ثقافي موجه بحساسية فائقة على الورق ليتناغم وعقلية النجم الهلالي وإفراط حساسية مشاعره صورياً، بينما يتلقى ثقافة مفتوحة بغثها وسمينها في الوسط الرياضي ، تحوي في ثناياها مختلف القيم والأفكار والاتجاهات ضمن معلومة مشاعة للجميع، أو ستكون كذلك ، وأعانك الله يا سامي!
أما رسالتي لنجوم الزعيم ، فهي الالتفات للكيان ، وإدراك أن أخيهم سامي انتقل من مرحلة إلى أخرى ، عليهم مد يد العون له ، ومساعدته ، لنجاح الكل ، لا الفرد. عليهم إدراك أن سامي ترك العشب لهم ، وأنتقل لمسئوليات أخرى جسام ، وثقيلة ، لأجل الكيان. كونوا يداً واحدة ، ولا تفرقكم صغائر الأمور. تبصروا في الأمور ، وفكروا بها ألف مليار مرة ، ولا تستعجلوا استصدار الأحكام. إياكم والهوى واتباع سوء الظن وإيغار الصدور فيما بينكم وتقديم سوء النية على حسنها. التفوا حول رئيسكم ، ومدربكم ، ومشرفكم ، لتلتف حولكم الجماهير. الموسم القادم موسم شاق ، وعليكم مهام عظام ، فسيروا بتوفيق المولى

عادل التويجري - الإقتصادية
اضافة رد مع اقتباس