« زغبي» وأكاديمية جحا !!
فهد بن عبدالعزيز التويجري
كثيرة هي الاحداث الرياضية التي تحدث صخبا عارما بين الاوساط الجماهيرية والاعلامية ,ولعل اشهر تلك الاحداث واكثرها ديمومة هي الاخطاء التحكيمية وما تحدثه من ردة فعل عنيفة ينتهجها عادة الضعفاء والخاسرون ويكون ضحيتها الابطال والمنتصرون .. في هذه السنة كان حدث ( زغبي ) واستطلاعها العلمي هو اهم الاحداث بل واكثرها صخبا وجاذبية وعلى مستوى كل الاذواق والالوان .. واذا تجاوزنا عما لهذا الاستطلاع او الدراسة من فوائد وعوائد تساعد وتساهم في رسم الخطط والاستراتيجيات كمنهج علمي متفق عليه , لا اقلالا من شأنه ولكن لبروزه وسط بيئة تنافسية بدائية هي ابعد ماتكون عن فهم حقائق وابعاد واهداف العملية التنافسية , ولا استثني هنا من تلك البدائية الشائعة والموجعة سوى صاحب الفكرة ومن ساعد وساهم في تطبيقها , وهنا اجد المسافة شاسعة ثقافةً وفكرا بين صانع الحدث والوسط المعني به , لذا فلا غرابة او حتى علامات تعجب يمكن ان نرسمها نحو اسقاطات تعبر عن نفسها بكل وضوح ..
ولعل عبارات وكلمات مثل ( الباذنجان .. والفاصوليا .. والكشري )) واخرى مثل (( المهزلة .. والنص كم )) والفضيحة الاكاديمية ( جحا وثوره ) هي اكبر دليل واقوى برهان على هول المسافة وصعوبة الالتقاء !!
دعونا من هذا كله فكما قال احدهم ان الجدل في هذا الشأن هو جدل ( بيزنطي ) ولكن .. ليس لصعوبة الحكم على حدث علمي وانما لكون عناصر المحاورة هما العلم والجهل فهنا لامناص ان يكون الحوار بيزنطياً .. وقد كان !!
اما ما انا بصدده حيال حدث ( زغبي ) الاشهر والاقوى فكونه عملية استطلاعية مساعدة لشركات المال والاستثمار في رسم تصور واضح عن البيئة الاستثمارية وجدواها الاقتصادية فأنا هنا اتساءل من الاولى بعمل مثل تلك الاحصائيات والاستطلاعات ؟ هل هي الاندية ومسئولوها وشرفيوها ؟ هل هو الاعلام كجزء من رسالته في تنوير الرأي العام ؟ ام هي الشركات المعنية والمهتمة لمثل تلك الاحصاءات كونها مؤشرات علمية دقيقه يتم اللجوء اليها عند ابرام العقود . من البديهي جدا ان عملية الاحصاء سوف لن تكون مقبولة اذا ماتكفلت بها الأندية او احد مسؤليها وستبقى مصداقية تلك الاحصاءات محل شك ليس من قبل الجماهير المضادة فقط بل من قبل شركات الاستثمار انفسها كونها تعلم ان النادي يبحث عن العقد الاضخم لذا فأي احصائية او دراسة تظهر او تدعم من خلال ناد او عضو شرف فهي بكل تجرد لن يعتد بها من قبل شركات الاستثمار حتى وان كانت صادقة ومعتمدة , ومن هنا أرى ان الشركات الاستثمارية هي الاولى بعمل هذه الاحصاءات فهي من سيدفع وهي من سينتظر جني الارباح , وهي المعنية اولا واخيرا بهذه الدراسات ولها مطلق الحرية في اظهار نتائجها او حتى اخفائها كما انها لن تهتم او تكترث لمشكك او رافض فمصالحها قبل مصالح الاخرين ومن هنا ستكون احصاءاتها اكثر دقة وشمولية وان حدث العكس فهي من سيدفع الثمن . وعندما قامت شركة موبايلي مثلا بتوقيع عقد ضخم مع نادي الهلال لم تطلب احصائية جماهيرية من الهلاليين , كما انها لم تسأل عن ذلك من أي جهة كانت مسئولة او غير مسئولة , بل قامت بدراساتها واحصاءاتها بنفسها ومن ثم قررت وفق نتائج وقناعات توصلت اليها ان طريقها الاستثماري عبر هذا النادي سيكون مربح للشركة , ومثلها ستفعل ايضا الشركات الاخرى وهي بالتأكيد لن تنظر لنتائج زغبي او غير زغبي بل ستنظر لنتائجها هي ودراساتها هي , هذا فقط ان كانت شركات محترفة وتدار بعقليات اقتصادية هدفها العائد المادي قبل أي اهداف اخرى .
أما موضوع النادي الاكثر جماهيرية فرأيي الشخصي انه امر سهل لا يحتاج الى شركات اجنبية او محلية للكشف عنه ليس اقلالا من كفاءة الشركات او تشكيكا في اهمية علم الاحصاء وفوائده ولكن ووفق منظور اقتصادي صرف وواضح يمكن ان نستنتج بسهولة من هو النادي الاكثر شعبية , وبعبارة بسيطة فالنادي الذي تتهافت الشركات على خطب وده هو بالتأكيد الاكثر شعبية اما النادي الذي يتسول العقود ويستجديها فحاله يحكي واقع شعبيته .. والنتائج يحكيها الواقع وماثلةٌ للملأ ويدركها الجميع , لهذا ارى ان ( زغبي ) الشركة لم تضف لنا جديدا بقدر ما كشفت لنا ثقافة ( الباذنجان ) وازمة الفكر ( النص كم ) !!!
نبضة أخيرة :
يقول أبو الهمسات : انا ابغى افهم كيف اكثر شعبية واقل حبا ..؟ وله نقول لن تفهم فتلك الحسبة أصعب من أن تدركها ثقافتك .. ولكن بكل تأكيد فارس فاهم ..!!
