مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 21/03/2003, 12:36 PM
صالح ابراهيم الطريقي صالح ابراهيم الطريقي غير متواجد حالياً
كاتب رياضي
تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
قراءة في أوراق المنتخب والهلال وباقي الأندية

قراءة في أوراق المنتخب والهلال وباقي الأندية
المستقبل يعد لنا هزائم تليق بنا

من هزم الهلال في العين ؟
هكذا طرح السؤال، وبدا كل يدلي بدلوه، البعض كانت لديهم وجهة نظر تستحق الاحترام والتأمل وإن كانت أحادية الطرح ،أي يحمل كل الأسباب لجهة واحدة ويطمئن أن هذا هو العلاج، والحق يقال إن هذا مهدئ يسكن الألم لكنه لا يقضي عليه، البعض الآخر كان يضع أسبابا وهمية كأن يقول لك (النحس)، لا أعرف كيف تحل مثل هذه المشكلة وأنت تملك وعيا، لأن هذه القوة (الغيبية) أعني (النحس) لا يمكن حلها إلا حين تفقد الوعي وتذهب لمشعوذ فيعطيك (حجابا) كتب عليه طلاسما لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنها توهمك بأن النحس رحل، وبعد خروج جديد يقول لك المشعوذ عاد النحس من جديد فتطلب منه (حجابا) جديدا .
وبين هذه الفئة وتلك، كان هناك شخص واحد كتب يقول : (كان على الهلاليين أن يوافقوا على لعب روماريو ليتعلم صغار الهلال من فنه) .. هذا الشخص يتكلم كثيرا عن التعصب، لا أدري هل يخاطبنا أم يوبخ نفسه على ما اقترفت يداه، ومثل هذا يحتاج إلى إعادة تأهيل وتعليم بأن الوطن ليس ناديه، بل كل الأندية، وأن أي نادٍ يشارك في الخارج هو ممثل لكل الأندية وحين تتهم لاعبيه بأنهم أقزام، هذا يعني أن كل لاعبي الأندية صغار، أحيانا تجد أن الأمر مستحيل في إعادة تأهيل هؤلاء .. لا تقنط وردد ما قاله الحكيم (ألف عدو ولا صديق أحمق).
أعود للسؤال من هزم الهلال ؟
هذا السؤال المخاتل والمخادع .. الذي يمكن لأي كلام ان يجيب عليه، كأن أقول فريق العين والسد هما من هزم الهلال، يمكن أيضا أن أقول الحكم، يمكن لي أن أحمل المسؤولية للمدرب الجديد، كذلك لرعونة الجمعان، وكل هذه تجيب على هذا السؤال المخاتل .
دعونا نحرف السؤال فنضع بدلا من (من) .. لماذا .. ونحذف الهلال ونضع المنتخب، ليأتي السؤال واضحا وجليا، لماذا هزم المنتخب في اليابان والهلال في العين وباقي الأندية ستهزم في المحافل الدولية ؟ ليس من باب التنجيم، بل هي محاولة لاستقراء المستقبل، هذا المستقبل الغامض الملامح بالنسبة لنا رغم أنه الابن الشرعي للواقع، علنا نعرف ما الذي حدث، ونجد حلا مناسبا .. ولنبدأ قراءة الواقع لنعرف لماذا هزم المنتخب والهلال وستهزم باقي الأندية في المحافل الدولية إن لم نتدارك الأمر .. فالجميع يخطط للمستقبل إلا نحن فلا يعنينا هذا المستقبل لا على مستوى الاجتماعي ولا على المستوى الرياضي ولا على أي مستوى، ولأنني أكتب في الرياضة سأكمل معها .

اليابان هل هي كارثة ؟

في اليابان، بعد مباراة ألمانيا وضعت المرآة أمامنا وانكشفنا لأنفسنا، كان الألمان يخططون لنا فيما نحن لا يعنينا التخطيط، منتخبنا كان يعسكر ولا أحد يعلم لماذا ؟! لا يوجد تخطيط لأي شيء، يتغير مع كل معسكر اللاعبون وحين تسأل لماذا كل هذا التغيير وأن معسكر المنتخب من أجل تعود لاعبي الأندية المختلفة على بعض، وهذا التغيير يفقد أهم أسباب المعسكر ؟ كانت الإجابة .. نريد أن نعد منتخبا قويا .. وكانت خاطئة لأن الإجابة الصحيحة أننا لا نخطط للمستقبل، وأن إعداد اللاعب عمل مناط بالأندية، وحين تكون أنديتك ضعيفة هذا يعني أن منتخبك كذلك .
ورغم ما حدث لم يتغير شئ في الاتحاد السعودي بل المتابع لتداعيات قرعة كأس ولي العهد يعلم أن التخطيط غائب جدا، فبعد خروج الجدول تم تعديل مواعيده، بسبب تصفيات آسيا في العين، مع أن جدول التصفيات صدر قبل القرعة وتحدد وقته، لكن الرؤية ضيقة والمستقبل لا يعنينا، ففاجأتنا المشاركة . وهذا الأمر السهل والبسيط حين لا يخطط له ولا يخرج جدولا ينتبه لمثل هذا، مؤشر أن الأمور الأكثر تعقيدا لا ينتبه لها أحد فتفاجئنا .
الهلال أيضا كان يشتكي في بطولة الخليج من اللياقة، واستمرت هذه الأزمة في البطولة التي تليها، ولم يخطط أحد لتجاوز هذه الأزمة، والسبب أن الهلاليين يريدون البطولتين رغم أزمتهم وكان من الممكن أن تتخلى عن بطولة الخليج من أجل البطولة الثانية، كأن تأخذ الفريق الأول والرديف، تعد الأول في قطر لياقيا وتلعب بالرديف بهذه البطولة، فتعود لك لياقتك التي كانت سببا مهما في ضياع التأهل في تصفيات آسيا، فبعد انتهاء نصف الشوط الثاني ، وضح أن اللاعبين لا يستطيعون إكمال المباراة والضغط على فريق العين الذي استسلم وتراجع للخلف . وهذه أولى الإجابات على السؤال .. مسيرو الهلال يقولون لم نحل هذه الأزمة بسبب القدرة الاقتصادية .

من حول الأندية إلى دار العجزة؟

في الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، تعتمد الأندية على ثلاث قنوات لتمويل النادي، النقل التلفزيوني، بيع تذاكر المباريات، و الدعاية .. وكل هذه القنوات أغلقت من قبل الاتحاد .
فالنقل التلفزيوني بيع من قبل الاتحاد، وأصبح نقل مباراة للهلال والنصر والأهلي والاتحاد، توازي نقل مباراة الرياض والشباب والنجمة والقادسية، ورغم فارق الكثافة الجماهيرية يعطى الجميع مبلغا متساويا للنقل .. ولا أعرف كيف تتم هذه المساواة غير العادلة ؟
دخل المباريات بيع أيضا، والأندية التي كانت تتقاسم مع الاتحاد الدخل أصبح عليها أن تنتظر لنهاية الموسم حتى تستلم مبلغ 950 ألف ريال في حال تحقيقها الثلاث بطولات .. مع أن مباراة الهلال والنصر العام الماضي كان دخلها 800 ألف ريال فقط، وكان يمكن أن لا تباع المباريات، وليأخذ النادي قيمة الدخل كاملا في حال لعب على أرضه ليتم حل الأزمة المالية، وأن يأخذ الاتحاد ثلث الدخل كما يحدث عادة، فليس من العدل أن يتقاسم فريق كبير مثل النصر والذي هو حاضر في الفترة هذه دخل مباراة على أرضه مع فريق الشباب، الذي ليس له جماهير وإن كان كبيرا . القناة الثالثة الإعلان، وهذه لم يتذوق أي فريق دخلها إلا حين يلعب على أرضه في محافل دولية .
وسد هذه القنوات خلق أزمة ظهرت في اليابان، واتضحت في قطر والعين، وستبدو أكثر وضوحا مع باقي الأندية في المستقبل، طالما هذه القنوات أغلقت، فقناة أعضاء الشرف لا تقطر كثيرا، لأن بعض الأعضاء يقول أنه سيدفع مبلغا ما، فتكتب الصحف هذا، وتوضع صورته، فتحقق أهدافه قبل أن يدفع وهي حب الظهور، البعض الآخر من أعضاء الشرف لا يدفع إن لم يتدخل، والقلة من يقول سأدفع ولكن هاتوا جدولكم الاقتصادي للموسم إن كنتم صادقين .

التسديد العشوائي ماذا يعني ؟

إن المشاهد لتسديدة الجمعان التي ضربت القائم في مباراة الاستقلال، ثم تلك التسديدة التي خرجت رمية تماس، يستطيع أن يعرف إلى أي مدى يعيش أغلب لاعبي الأندية خارج الوعي، بمفهوم الاحتراف ومفهوم الرياضة . فاللاعب لدينا إلى الآن لا يؤمن إلا بالحظ، والنحس، ولا يؤمن أن عطاءه ودقة لعبه وتسديده مرتبط بمدى تعلمه وتدربه على هذه الأمور وأنه يمكن له أن يؤمن مستقبله من خلال الرياضة للمعلومية (جوردن لاعب السلة حقق 400 مليون دولار من الرياضة ففتح مؤسسات وشركات للاستثمار ولم يخرج في صحيفة يتسول المقتدرين ليعالجوه)، كذلك المجتمع إلى الآن لم يستوعب فكرة وقيمة الرياضة للمجتمعات، من جهة يتبع الكرة بشغف قد يصل إلى تركه عمله، من جهة أخرى يرى المجتمع أن الأمر يتعلق بكرة جلد نفخت بهواء أصبح فاسدا، يفسد العقول، ولم ينتبه المجتمع لقيمة نقل ثقافتك وحضارتك للآخرين بواسطة الرياضة، لو أن أحدنا راقب لماذا رقم 23 المرسوم فوقه ثور أحمر حاضرا في كل ملاعب السلة بالعالم (أعني جوردن) لعرف ما الذي يمكن للرياضة أن تفعله، إنها يمكن أن تكون داعية .. ولكن .

هل هي رؤية سوادوية ؟

بين ضياع بوصلة التخطيط الذي أضاع المستقبل، وفقدان الاقتصاد، وغياب الوعي، خرج المنتخب من اليابان، وخرج الهلال من آسيا، والمستقبل يمد لسانه لنا ويقول، من الخاسر الجديد يا وطني .
وأظن ما فات هو محاولة أولية للإجابة على لماذا خسر المنتخب في اليابان وخسر الهلال في العين وستخسر باقي الأندية في المستقبل ؟ قد تبدو الرؤية سوداء، وأتمنى ان لا تكون منطقية، بيد أني لا أرى المستقبل إلا من هذه الزاوية . البعض يقول إن الخصخصة آتية .. والكثير يتأمل بأن الخصخصة هي هذا المارد المختفي داخل قمقم، الذي سيخرج للنور ليحل الأزمة، وربما يحدث هذا لكن لم يتكلم عنها أحد لا الرعاية ولا الأندية ولا حتى الإعلام، فصورت لنا كترياق شاف لكل مشاكلنا الرياضية . ولا أعرف كيف سيحدث هذا، فتجربة الخصخصة في أنديتنا جديدة ليس على مستوى المجتمع السعودي، بل على مستوى العالم، لأن الوضع هنا له خصوصيته، ولا تستطيع إحضار أي نموذج من الخارج لتطبقه علينا، فخصخصة الشركات في الخارج يمكن تطبيقها هنا، لكنك لا تستطيع تطبيق أي خصخصة للرياضة في العالم، فهناك المراهنات تتدخل، والانتخابات تتدخل، والضرائب لها دور، وكل هذا ليس لدينا، فكيف ستكون الخصخصة .. هذا المارد المنتظر ؟