بارك الله في اليراع التي خطت و العقل الذي فكر.
مقالك يبعث في النفس آمالاً و آلاماً. و و الله إني أحمل نفسي حملاً على الكتابة و لم أستطع أن أرى موضوعك و لا أعلق عليه مع أنك نكأت جرحاً أريد نسيانه.
التفكير الإستراتيجي !! هذا أحد أهم الإختلافات بيننا و بين الغرب و لو أننا اتبعنا ذلك (التفكير الإستراتيجي) و أتبعناه بالتفيذ الحازم الصارم مع التحلي بالمرونة في مراجعة الخطط الإستراتيجية كل سنةٍ مثلاً حتى نرى هل لازال الهدف هو هو أم تغير.
إذا أردتم أن تروا نتيجة التخطيط الإستراتيجي على أرض الواق فزوروا مدينتي الجبيل و ينبع الصناعيتان. تم وضع خطط هاتين المدينتين قبل نحو ثلث قرنٍ من الآن و ستتعجبون كيف أن ما يتم إنشاءه الآن تم التخطيط له بدقةٍ متناهيةٍ في أواخر التيعينيات الهجرية. أوردت هذا المثل حتى لا تنطفيء جذوة الأمل في قلوبنا و لنعرف أننا إذا استفدنا من قدرات غيرنا (شركة بكتل مثلاً) بالطريقة الصحيحة نتج عن ذلك إنجاز ضخم لا يمكن تخيله في أحد دول العالم الثالث.
أمريكا كانت و لا زالت تحركها الإستراتيجيات بعيدة المدى ، سواءاً على المستوى الرأس مالي المادي البحت أو حتى على المستوى الأيدلوجي. و أنا لدي قناعة راسخة أن التواجد الأمريكي في العراق جاء تحت نظرتين إحداها مادية سياسية ، مثلما تفضلت به حبيبنا ، و الأخرى أيدلوجية لتوافق بشارات الإنجيل عن اليمين المتشدد.
لم يتربع الغرب النصراني و يتلوه الشرق الوثني إلا بحبلٍ من الله و حبلٍ من الناس. فأما الذي من الله فهو لأن الله كفل لمن يتخذ الإسباب الكونية أن تتيسر له السبل وهم فعلوا ذلك بكل اقتدار . و أما الذي بحبلٍ منّا فهو ابتعادنا عن مكمن قوتنا و بأسنا ألا وهو ديننا الحنيف و أصبحنا لذلك كالغراب البائس الذي أتى ليقلد مشية الحمام و استغرق فيها وقتاً ثميناً ، و لمّا لم يتقنها و أراد العودة إلى مشيته الأولى اكتشف أنه نسيها و فقدها فبات مسخاً لا هو غراب و لا هو حمامة.
قرأت موضوعك بواسطة جوالي و أنا قادمٌ من الرياض لرحلةٍ استغرقت الثلاثين ساعة لم أذق فيها طعم النوم إلا ما أسترقه في السيارة أو الطائرة و قلت في نفسي لا بد لي من أحد ثلاثة أمور : إما أن أعلق على الموضوع أو أنذر الجاحظ أو أحذف ردود هلالي من أرض اليمن ، لماذا هلالي من أرض اليمن بالذات ؟؟ لا لشيء إلا لأنني لاحظت أنه يشاركني قراءة الموضوع و هذا مخالف للأنظمة و الأعراف الدولية.
دمت بخير و نقاء و دام كل قراءك بخيرِ و سلامة .