مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #52  
قديم 12/03/2008, 05:54 PM
ابؤاسامة ابؤاسامة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
قطف أكثر من ثمرة..
الهلال يتجاوز "كبوته" بالذهب









كتب - فهد الروقي:

للفرق المحلية طرق متبعة ومشاعة للتعبير عن سياستها تدخل ضمن النسق الثقافي والاجتماعي المتوارث فهناك من يجد في "التعادل" حتى ولو كان سلبياً فرصة للتنفيس عن الذات المتعبة وهناك من يجد ضالته في الانتصار حتى ولو كان "دورياً" وثمنه ثلاث نقاط وفرحة عارمة تحجب ما خلف الكواليس في انتظار عملية "الترقيع" لعلها تجدي نفعاً أو تبعد غضباً متزايداً منذ عقود، وفي الهلال "خاصية" فريدة لا تتوفر لدى الأندية الأخرى وهي إحدى أسرار "زعامته" وتفرده التاريخي البطولي وهي خاصية تسكن في الوجدان الأزرق من أعلى هرمه إلى أسفله دون استثناء إذا الجميع يتفق عليها وهي "ثقافة الانتصار" ويزيدون عليه بالأداء "المقنع".
فحين تعادل الفريق في المباراة الأولى من الدور نصف النهائي "سلبياً" مع أفضلية الشباب ثارت ثائرة الجميع وازدادت الضغوط حتى وصلت للرئيس الذي صب جام غضبه على اللاعبين نظراً للتقصير الذي بدر منهم.

لتأتي مرحلة العلاج بعد ذلك وفي غضون أيام قلائل فهو يضم بين جنباته العديد من "الحكماء" المتوزعين بين صناعة القرار والقرار الفني المهني والأدوات المنفذة. ولتكون مباراة "الرد" بكل ما بين القوسين من معنى هي بداية التصحيح والاستواء على جادة الوصول للذهب.

وفي موقعه "الختام" كان للفريق وعشاقه موعد تاريخي مع "قطف الثمار" فهو قد عاد للبطولات بعد ان غابت عن أجوائه "عاماً كاملاً" وهو في عرف الهلاليين مدة زمنية ربما تقاس بالسنين الضوئية.

وعملية القطف تلك لم تكن على مستوى حمل الكأس ووضعه في الخزينة الزرقاء فقط بل انه كان "السابع" في المسابقة للمناصفة مع العميد.

ومنها أيضاً ان "الكاسر" كسر أيضاً عامل النحس الذي لازمه في النهائيات لتتوقف الأبواب النائحة عن ترديد نغمة نشاز تريد ان تنال منه وبرهن "البرنس" التايب انه لاعب من طراز رفيع يستطيع ان يجمع المتعة مع الفائدة في معادلة يصعب على الآخرين حتى مجرد التعاطي معها فإما فائدة محضة أو متعة غير ذات جدوى.

ومنها أيضاً ان الفريق بدأ يغير جلده وارتدى "حلة شبابية قشيبة" مع المحافظة على "النسق البطولي" وبرزت أسماء أعطيت لها الفرصة تباعاً بطريقة تدل على التخطيط بعيد المدى ولكم في الزوري والفريدي والكلثم ومؤشر وغيرهم خير مثال وبرهان. وفيها نجح كبار الهلال وأوراقه الخفية بل وجنوده المجهولون في اثبات كبير جهدهم وانتهاج سياسة الفريق "الثقيل" فنياً وتكتيكياً. ومن الثمار اليانعة تلك "اللحمة" الكبيرة بين الجميع في الميدان وخارجه وهي التي زرعت في "تفاريس" بذرة الوفاء حين تأثر بمن حوله ولم ينس المغفور له بإذن الله سعد الدوسري والأسطورة سامي الجابر في مناسبتين. وحتى تكون الأمور في نصابها الحقيقي كان الهلال في موقعة الختام "بدراً" لن تستطيع "سحب الصيف" المغادرة من حجبه بعد ان قطف من ثمار حديقة البطولات اليانعة ما لذ وما طاب بعد ان أثبت أنه "الذهب" ولا سواه هو من يخرج الهلال من كبوته في نظر عشاقه ومسيريه.
اضافة رد مع اقتباس