أبكيتني .. أخي عادل ..!!


يا مجلي الهم وياكاشف الغيم وياسامع أنين المحتاجين إليك أشكي دموع نزلت حبا لأخي عادل الذي رمي خلف القضبان ليرفع يديه يشتكي قسوة الزمان .. يرجوها رفعة في منزلته .. فأنت وحدك القدير أن تجعله بين أبنائه يحتضنهم باكيا ساجدا يشكر المنعم المتفضل ..!!

لن يطول أنتظارك بأذن الله أخي عادل ففي وطني من رقّ قلبــــه يتقلب في فراشه يعيش هم المحروم والمكسور والمحزون .. لا لذة لطعام يهنأ به إلا حين تفتح باب بيتك تعانق ابنتك الصغرى تلف بها في أرجاء منزلك حين أصبحت حرا طليقا .. وكلي ثقـــة ..!!

لك الحمد ربي لم تخيب رجائي فلم تكتمل حروفي حتى زف الخبر الذي أيقنت بقربه فهاهو مقدم البرنامج يعلن أن هناك من تكفل بسداد المبلغ كاملا .. فلله در من كان خلف مسعى الخير .. وطوب له فلقد ظفر أهل الدثور المنفقين بالأجور .. ويكفيه بسمة رسمها هذا المساء على شفاه صبيـــة تترقب ذلك الخبر .. فلله دره حين أعاد شمل اسرة ألمهـــا غياب سراجها مأسورا خلف القضبان ..!!

عادل كنا معك نعتصر ألمــــا .. كنـــا خلف القضبان مثلك نشاطرك الحزن .. كنا ذلك الأب الذي اشتاق إلى أبنائه وقد أثقل الهم كاهله .. فطوب لك أجر أحتسابك .. وطوب لك صبرك فبه سمى نبينا أيوب عليه السلام .. وطوب لك كربة تطهر كل ذنب إن آمنت بقضائه خيره وشره ..!!

بكيت من أجلك .. بكيت من أجل أبنتك .. بكيت من أجل زوجك .. بكيت لأن من رمي هناك خلف القضبان رجل لم يدنس من الردى طرف ثوبه .. بل أقدار خطت في لوح محفوظ لا لؤم فيها ولا رذيلة .. هامة شمخت بطيب أخلاقهـــا وأصالة ذاتها ورفعت اعتقادها .. فاحتسبها عند ربك ألم تكن تلك الكرب للأنبياء وهم خير البشر ..!!

وصدق العلى القدير حين قال ( لقد خلقنا الأنسان في كبد ) فمن يتعظ ومن يدرك أن الدنيا متاع الغرور .. فمهما تزينت وأينعت حتما سيأتيها يوم تكون ركاما تذرها الرياح ولا يبقى منها إلا العمل الصالح فطوب لمن تلقف كتابه بيمينـــه حين تتطاير من تحت عرش الرحمن .. ليكون من الناجين يوم الفزع الأكبر ..!!

وطوب لمن اتقى مصارع السوء بصدقة لم تعلم عنها شماله حين مدها بيمينه في ظلمة الليل يرجو أن تثقل بها موازينه يوم لا ينفع مال ولا بنون .. فاللهم ارحمنا وعافنا واعفو عنا إنك جواد كريم ..!!



‘‘



‘‘


وغدا لنــا لقاء بأذن الله



‘‘



‘‘



الظــاهـرة