| أحمد شوبير رئيس البعثة في حوار عن إنجاز كأس إفريقيا:
الجيل الحالي من اللاعبين يختلف عن الأجيال السابقة
حوار: محمد الخولي
لا شك أن تحقيق منتخب الشباب لانجاز الفوز بكأس الأمم الأفريقية والتأهل لكأس العالم بالأمارات يعتبر خطوة كبيرة للكرة المصرية وانجازا كانت تنتظره وتتطلع اليه جماهير كرة القدم, وتحقق في الوقت المناسب ليكون بمثابة الدفعة القوية للمنتخبات والأجيال المقبلة لتحقيق نفس الانجاز الذي سيكتب في سجل الكرة العالمية والمصرية والعربية, وذلك لكل من شارك في تحقيقه سواء الجهاز الفني أو اللاعبين.. أو المسئولين.
وأحمد شوبير عضو اتحاد الكرة والمشرف العام علي منتخب الشباب ورئيس بعثته في كأس الأمم الإفريقية كان أحد الذين شاركوا في هذا الانجاز ولذلك كان لنا معه هذا الحوار عن البطولة والأنجاز الذي تحقق فكان هذا الحديث:
في البداية يقول شوبير: لابد أن يعرف الجميع أن الانجاز الذي حققه منتخب الشباب لم يأت من فراغ بل نتيجة جهد وعمل متواصل سواء من الجهاز الفني أو أتحاد الكرة الذي كان له الدور الرئيسي والمباشر, حيث وفر للفريق كل الإمكانيات والاحتياجات الخاصة به مثل أي منتخب وطني وأهمها تهيئة المناخ المناسب والأعداد الجيد بمباريات قوية تكون بمثابة احتكاك قوي وتؤدي لأرتفاع المستوي ثم توفير المعسكرات والملاعب وكذلك المكافآت المالية الخاصة بالفريق.. ولذلك كان برنامج اعداد الفريق يسير علي ما يرام باستثناء المرحلة الأخيرة التي شهدت تذبذبا كاد يربك خطة الفريق بسبب اعتذار بعض المنتخبات الإفريقية عن عدم اللعب مع الفريق.. ولكن بدون شك فإن برنامج اعداد الفريق بدأ قويا, حيث شارك في حوالي20 مباراة دولية مع مدارس كروية متنوعة عربية وإفريقية وآسيوية مما كان له الأثر الكبير في تجانس اللاعبين وتدريبهم علي العديد من خطط المباريات وكيفية مواجهة الكرة الإفريقية, وكانت النتيجة نجاح الفريق وجهازه الفني في تحقيق الخطوة الأولي من الانجاز هو التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية ببوركينافاسو.. ثم جاءت المرحلة الأخيرة من برنامج الاعداد التي شهدت التذبذب والارتباك وتمثلت في اعتذار مالي والجابون عن عدم اللعب مع الفريق بعد الاعتذار عن عدم اللعب مع اليابان والامارات ولكن ذلك لم يؤثر علي مسيرة الفريق, حيث استعد في معسكره المغلق وتم تخصيص الملعب الفرعي لاستاد القاهرة لتدريباته ليستكمل مرحلة اعداده لكأس الأمم.. ورغم ذلك فإن الفريق المصري كان أكثر الفرق اعدادا لكأس الأمم الإفريقية, وهذا ماعرفناه اثناء البطولة من المنتخبات المشاركة التي لم يتوافر لها اعداد مثلما توافر للمنتخب الوطني.
وعن أصعب لحظات البطولة قال شوبير: كل مباراة شهدت لحظات صعبة خاصة بعد تعادلنا الصعب أمام كوت ديفوار1/1 في المباراة الأولي للبطولة, وفي الدقائق الأخيرة فأعطانا الأمل والدفعة القوية ولكن بدون شك كانت أصعب اللحظات اثناء مباراتنا مع المغرب لأنها كانت مباراة مصيرية ولم يكن أمامنا بديل سوي الفوز لكي نتأهل لكأس العالم والدور قبل النهائي للبطولة بجانب أن الهزيمة كانت ستخرجنا, ولذلك كان لابد قبل هذه المباراة من الاجتماع مع اللاعبين وتهيئتهم لكيفية ضرورة تحقيق الفوز وللأمانة فإن اللاعبين كانوا عند حسن الظن وحققوا الفوز الكبير الذي لم يتحقق من قبل.
ويجب أن نوضح نقطة مهمة وهي أن اللاعبين ساعدونا كثيرا في البطولة خاصة وأنهم يمتازون بالعديد من المميزات أهمها اللعب بهدوء بعيدا عن الشد العصبي أو التوتر وهذا أمر يحسب لهم كثيرا بجانب أن هذا الجيل يختلف عن الأجيال السابقة من حيث أنه عندما يحرز الفريق هدفا لا يلجأ للدفاع والمحافظة عليه بل يكون لديهم الاصرار والعزيمة علي زيادة رصيد الأهداف بجانب الحرص علي اللعب الهجومي وهذه نقطة أخري تحسب للجهاز الفني.. وهناك أمر آخر ساعدنا علي تحقيق البطولة وهو حرص هؤلاء اللاعبين علي تحقيق انجاز لهم ولوطنهم وكانت البطولة هي الفرصة الحقيقية لكل لاعب لاثبات ذاته وتحقيق حلمه خاصة انهم غير معروفين لدي الجماهير باستثناء الثلاثي حسني عبدربه وعمرو زكي وأحمد فتحي لذلك كنا نضغط كثيرا علي هذا الوتر لدفع اللاعبين لتحقيق الانجاز الذي ساعدنا أيضا هو أنه بعد التأهل لكأس العالم والدور قبل النهائي للبطولة أصبحت الأمور أكثر سهولة عن ذي قبل, حيث أصبحت مهمتنا هي كيفية تهيئة اللاعبين لكي يكونوا ابطالا وينتزعوا الكأس.. وقد كان لكل فرد في البعثة دوره الرئيسي والمباشر, حيث كانت اجتماعاتنا مع اللاعبين في وجود الجهاز الفني حسن شحاتة المدير الفني وإسماعيل يوسف المدرب.
نعم طلبت من اللاعبين وبالتعاون مع الجهاز الفني ابعاد السماسرة عن معسكر الفريق وعدم جلوسهم مع اللاعبين لكي لا يؤثر ذلك عليهم ويشتت ذهنهم, وطلبت من اللاعبين عدم الجلوس مع أي سمسار أو صحفي أجنبي وإحالة أي طلب احتراف إلي شخصيا وباشراك إسماعيل يوسف المدرب معي ولتوضيح الموقف فقد تلقينا العديد من عروض الأحتراف ولكنها جميعا لم تصل لمرحلة الجدية وكلها عروض فقط, وحتي هذه اللحظة لم يصلنا أي عرض جدي.. ولكن إذا تحدثنا عن احتراف لاعبي هذا الفريق فهذا أمر حيوي ولابد منه لتوسيع قاعدة المحترفين المصريين في أوروبا خاصة في هذه السن الصغيرة, وهذا ما حدث مع أحمد حسام وعدد كبير من اللاعبين الأفارقة مثل كانو النيجيري, ومكارثي الجنوب افريقي واعتقد أنه في حالة وصول عرض احتراف جدي لأي من هؤلاء اللاعبين سيكون لاتحاد الكرة دور كبير في مساعدة هذا اللاعب علي الأحتراف.  | 