رحيل البلوي لا يضير الاتحاد
نبيه ساعاتي



الاتحاد كيان يضرب بجذوره في أعماق التاريخ الرياضي السعودي والذي يخط في أول صفحاته اسم العميد كأول وأعرق الأندية السعودية، ذلك النادي الذي يمثل حجر الأساس للحضارة الرياضية المحلية وهو صاحب الإنجازات الخالدة والأمجاد المضيئة التي ستبقى أبدا في ذاكرة الرياضيين بمختلف ميولهم والتي صنعها رجال نجلهم عبر سنوات تجاوزت الثمانين.
وأن نختزل كل ذلك في صفحة واحدة مذيلة بتوقيع منصور البلوي ذلك أمر مرفوض البتة، فالعميد عبر تاريخه المديد لم يكن قط وقفا على أي شخص مهما تعالت مكانته وارتقى شأنه ـ مع الاحتفاظ بالفضل لأصحابه والتقدير للجميع ـ وإنما أن يقترن الأشخاص بالكيان أمر تنتفي معه الميول الصادقة وتتجلى في خضمه المصالح الذاتية.
وعلى الجانب الآخر، فإن التاريخ الاتحادي المديد مليء بالشواهد التي تؤكد أنه قادر على تجاوز كافة المحن التي حاصرته وكل المشاكل التي مرت به والتي في واقع الأمر تمثل وقودا يستمد منه العميد طاقته ليواصل رحلته المظفرة في قلب الحدث الرياضي السعودي، وهي لو مرت بغيره لأقفل أبوابه منذ زمن ومن هنا تتجلى عظمة عميد الأندية السعودية.
والواقع أننا عندما نسرد هذه الحقائق لا نصادر حق البلوي، فالرجل بذل ما يستحق الثناء رغم كل الأخطاء، ولكن من يجزم بانهيار النادي لمجرد رحيله فذلك أمر غير مقبول ولا معقول وليس واردا على الإطلاق لأننا نتحدث عن الاتحاد الكيان الذي كان ولا زال وسيظل شامخا مهما تعاقبت الإدارات وتبدلت الأسماء.