كالعادة لم تخلو جوائز الاتحاد الآسيوي من الجدل والنقاشات والاعتراضات والغموض والمعايير التي لا يعرفها إلا من وضعها وتم الإعلان عن الفائزين ولكن بعد (حبس دم) وتسريبات صحفية ووعد بالكشف عن أسرار جديدة، علما بأن من قال إنه يحتفظ (بالسر الأكبر) وأعلن أن نشأت أكرم هو الأفضل استند في ذلك إضافة للمعلومات التي وردته من داخل الاتحاد الآسيوي إلى نقاط المعايير والتي وصفها بأنها 80 لكل من الثلاثة ياسر ونشأت ويونس في كأس أمم آسيا فيما ذهبت الجائزة لنشأت (حسب تعبيرهم) لمشاركته في مباراتين أكثر في تصفيات كأس العالم والتي تأهلت السعودية لدورها الثالث بدون أن تلعب فيما شارك الاثنان في دوري أبطال آسيا.. هذا كلامهم أما كلام الاتحاد الآسيوي فكان بالحبر السري لأننا لم نعرف كم نقطة نال ياسر أو يونس أونشأت ولم نعرف على أي أساس دخل العشرات من نجوم آسيا القائمة التمهيدية ثم خرجوا من أبوابها الضيقة فيما نعرف بكل وضوح وبدون لبس كم نقطة نال البرازيلي كاكا عندما توجته فرانس فوتبول أفضل لاعبي العالم بـ444 نقطة تلاه البرتغالي كريستيانو رونالدو بـ277 ثم الأرجنتيني ميسي بـ255 يعني أنهم واضحون ويتعاملون مع الأمور بشفافية وليس كأنها أسرار عسكرية أو استخباراتية.. فمتى تتعلم قيادات آسيا أن تكون صريحة مع من انتخبوها لتمثلهم أو لتقودهم؟
من حق الناس أن تعرف المعايير وأن تعرف بالضبط كم نقطة نال كل واحد من المرشحين وأسباب هذه النقاط حتى لا ندخل في حيص بيص رغم أنني شخصيا أرى في التعامل الإعلامي العربي مع الجائزة انتقائية (الكيل بمكيالين) فإن كان ولدنا هو المتوج فالجائزة لا غبار عليها ومعاييرها صحيحة وإن فاز غيره فالاتحاد الآسيوي جاهل ولا يعرف كيف يضع المعايير ويحابي فلانا على حساب علان..
آسيا توجت قائد السعودية ياسر القحطاني وبعد لحظات من تتويجه هاتفته وهنأته فوجدته نفس الشخص قبل أن يتوج.. متواضع وهادئ .. ذكي ويعرف كيف ينتقي كلماته وكيف ومتى يقولها.. وبذكاء يُحسد عليه حوّل خسارة الهلال أمام الاتفاق في إياب نصف نهائي الأندية الخليجية إلى نصر مؤزر للهلال الذي آثر مصلحة نجمه ومصلحة بلده على مصلحته الشخصية وسهل أو أصر وألح على سفر الياسر لأستراليا ليمثل كل نجوم السعودية وليس شخصه فقط.. هكذا وصف القحطاني خسارة ناديه وحزنه على عدم المشاركة في المباراة وقال لو كان الأمر بيده لبقي مع زملائه..
ذكاء كبير يترجمه قولا وفعلا في الحياة الشخصية والعامة والمهنية مع موهبة كروية حباه الله بها وأهداف فردية وأخرى جماعية وقيادة واعية لمنتخب بلاده لهذا لم يكن غريبا أن يتوج القناص أفضل لاعبي آسيا.. يستاهلها وألف مبروك.
بِـ قلم المبدع : مصطفى الأغا
