بسم الله الرحمن الرحيم..
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين..
تحية طيّبة.. و بعد..
بالغ النصراويون كثيراً في تفاؤلهم بالفوز، بل والجزم به والرّهان عليه..
واحتفلوا مسبقاً بـ (بطولة) التغلب على الزعيم، التي يبحث عنها الجميع، ويتغنى بها طويلاً إن حققها، لا سيّما الأندية الخليجية والعربية..
وهذا التفاؤل المبالغ فيه والإحتفال المسبق من بعض إداريي النصر ولاعبيه وأعضاء شرفه وإعلامه وجمهوره، والذي يدل على ضحالة تفكير صاحبه و قلة خبرته و قصر نظرته، كان له الأثر السلبي الأكبر على لاعبي النصر داخل المستطيل الأخضر..
فقد دخلوا الملعب وهم مشبّعين بمخدّر الفوز الورقي، فـ صُدِموا بالواقع و صُعِقوا بالهدفين المبكرين والإبداع والتمكن والإنتشار الهلالي في الميدان، و تفوّقهم في النزالات الفردية و الثنائية، لما يتمتع به نجوم الزعيم من مهاراتٍ عالية ومتميزة، ليتحول التفوق إلى تفوّق ٍ جماعي ناتج عن الكفائة الفنيّة والتركيز العالي الذي كان عليه لاعبي الهلال مما رجّح كفة مجموعة الهلال على مجموعة النصر..
في المقابل، وكما اعتدنا -إلا في بعض الحالات- كان الخطاب الإعلامي الهلالي على قدر كبير من الإتزان والتعقل والهدوء والموضوعية، في دليل على خبرته و بُعد نظرته..
فـ حتى عندما كان النصر في أسوأ حالاته والهلال في أفضلها، لم يبالغ الهلاليون في تفاؤلهم، بل كانوا يحترمون الخصم و يَحسبون له ألف حساب..
لم نشاهد أحد اللاعبين يعِد الجمهور بالفوز بـ (لهجة الواثق)، كما جاء في تصريح اللاعب الواعد عواد العتيبي، والذي لا ألومه على ذلك، لقلة خبرته و لتأثره بإعلام النصر..
يبدو أن الإرتفاع البسيط في مستوى النصر في المباريات القليلة الماضية، كان أكبر من أن يستوعبه النصراويون، ربما لأن التفوّق أصبح شيئاً شاذاً بالنسبة لهم في ظل اعتيادهم على المستويات المتدنية في الموسم الماضي.
فـ بعد تفوّقهم على الأهلي بثلاثيةٍ نظيفةٍ كان للظروف القاسية التي يمر بها الراقي دور فيها، و تلاها فوز غير مقنع على نجران؛ ظنوا أن الفرق ستتداعى أمامهم واحداً تلوا الآخر، ولم يحترموا الخصوم، فما بالكم عندما يكون الخصم هو الزعيم والمنافس التقليدي!! هنا يجب التريّث والهدوء و إعادة النظر و تثمين الكلام بميزان العقل قبل التفوّه به على الأشهاد..
تغنّي النصراويين بالفوز قبل المباراة سهّل مهمة الهلاليين نوعاً ما، فـ أجهزوا عليهم مبكراً وهم يتراقصون ويترنحون على أنغام الفوز الورقي المسبق..
في النهاية، كان الفوز واضحاً وصريحاً، نتيجة و مستوى، بل ولا مقارنة في الحضور الذهني والتركيز بين نجوم الزعيم ولاعبي النصر..
غاب الكاسر عن المباراة حتى الدقائق الأخيرة، فـ ظهر لنا العديد من الكواسر، وكأن لسان حالهم يقول:
إذا غـَابَ فينا سَيّدٌ قامَ سَيّدٌ ......... قـَؤُولٌ لِمَا قالَ الكرامُ فـَعُـولُ..
فـ شاهدنا أهداف أشكال وألوان، وكانت الغلة ستزيد لولا فتور لاعبي الزعيم واقتناعهم بالفوز مبكراً في ظل عدم قدرة الخصم على مجاراتهم..
كنت أتساءل في نفسي والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، على أي شمّاعة سيعلّق النصراويون خسارتهم هذه المرّة..؟
فـ انتهى تساؤلي عندما سمعت تصريح رئيس النصر لقناة ART.. كان في موقفٍ لا يحسد عليه..
وضحكت عندما سأله المذيع، كيف فاز الهلال..؟ فـ أجاب: (( جاب أهداف وفاز ))..!!
كان يجب على إدارة النصر أن تتحمل الخسارة لوحدها، وتعلن فشلها الذريع وخطأها الفادح في التحضير النفسي للمباراة..
وأرجوا من جمهور النصر أن لا يقسوا على لاعبيه.. فقد كانت الصدمة النفسية + مهارة لاعبي الزعيم في الميدان أكبر من أن يتغلبوا عليها..
و رحِم الله امرئ عرف قدر نفسه..
ختاماً، أرجوا أن يستوعب النصراويون الدرس جيّداً: احترموا الخصم يا جماعة.. ولا تبالغوا بالتفاؤل.. فـ أنتم أمام الزعيم..!!
والسلام عليكم..
