مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 02/09/2007, 12:37 PM
مهنا القباني مهنا القباني غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 01/09/2007
مشاركات: 1
يا من يعز علينا أن نفارقهم.... وجدنا كل شيء بعدكم عدم

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تجيش في النفس مشاعر الحزن والفراق، فإن الرغبة في الخروج إلى الواقع تدفعها لتزدحم العبارات المكتظة بالدموع، وتثقب الحناجر،حتى تلامس الواقع الذي يعانقها ،عناق الرحيل فتغفوا هذه،وتنكسر تلك،بين أجنحة الفراق والحزن،وبين الواقع المحتوم.....فإذا ما عادت تلكم العبارات،إلاّ واحتضنتها خوالجي؛لتؤنس ما حل بالنفس ،وما اعتراها.
إن لغة الاعتزال لا تعني نهاية المطاف...ولكن حتما ًستوحي لنا بجلب فيض من الحزن والألم لأن الشخص الوحيد القادر على مسح دموعنا...هو من جعلنا نبكي...

جعلتنا تلك اللغة المرة نجلب مناظر حزن كامنة،لا نحسها إلاّ في لحظات الوداع أو الفراق
لعل منظر الغروب...يوحي إلى وداع الشمس لنا بلغة نجلب فيها الدموع، ونستحضر ما كانت ساطعة عليه بالأمس، وكيف انزاحت عن مكان وصلها اليوم...تلك الدموع التي ليس منها بد في استرسالها...دموع صادقة نحس الصدق فيها بحرارتها على أوجاننا...
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض....فحسبك مني ما تكن الجوارح
قد نترنح كثيراً بعد الوداع والاعتزال ولكن لابد من ومضة ليست بالسريعة، بل وقفة ورجوع، إلى عدة سنوات نسترجع فيها الدفء الذي يتسلل إلى خلجاتنا... لحظات جد رائعة تعايشناها لتدغدغ عواطفنا وتشبع رغباتنا.
لم يتبادر إلى أذهاننا أن الشمس ستحجب أشعتها عنّا... إلاّ أن الواقع أسفر عن وجهه الباهت لنتعايش وهذه اللحظات...ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً...
ليس لأنه فذ وحسب...بل لأنه مجموعة إنسان صادقة كونت كل تلك الإبداعات والمهارات التي لن تتأتى من إنسان ضعيف...خرب!
يحاكي كل ما نحتاجه ...وحّد بين مهنته وصوته الداخلي تماماً،كما ترى أعيننا منظراً واحداً، جمع بين الحب والرغبة، فكونتا معاً،حكاية أشبه ما تكون بالأساطير،التي تروى على ألسن الحالمين...
أتاه الشموخ والتواضع معاً...فكان شامخاً في تواضعه ....متواضعاً في شموخه...
لم يعش على هامش الحدث ...بل كان الحدث نفسه ليكون محل الإعجاب...
لقي المتنبي ،فحدثه عن بيت شعره:
إذا غامرت في شرف مروم.....فلا تقنع بما دون النجوم
فعلم أن هذا البيت هدية المتنبي له..فعاهده على ذلك ...ولبى نداءه حتى أصبح نجماً يشار إليه...
كان قرار اعتزاله حزناً على ساحات الملاعب، التي لن تجد عشباً أسوداً تكسوا به أرضها، وهي التي من حقها لبس السواد على اعتزاله...
كان قرار اعتزاله حزناً على بقايا مشاعر في مرحلة العمر اتكأت عليها فنون الإبداع...
كان قرار اعتزاله فرضية... يجب أن نسلم بها...ونحترمها ....وأن نجعل من هذه المسيرة الرائعة والأسطورة الفذة...وسام شكر واحترام لكل مبدع ...ومتميز...
ومضة:
يا من يعز علينا أن نفارقهم.... وجدنا كل شيء بعدكم عدم


مهنا القباني
اضافة رد مع اقتباس