المذكرة الثانية : سنة أولى لتركي بعد التخرج ( الجزء السابع )
ركبنا السيارة و اتجهنا إلى المنزل و دخلنا مع مدخل الرجال ، بعد ما صرنا في المجلس قال أخوي : غسل وجهك و امسك أعصابك و سلم على أمك و أنت متماسك !
قلت طيب ! حسبتها سهلة !
دخلت الصالة و قابلت أمي ، صح مسكت أعصابي ما تنهار بس ما مسكت نفسي لا أرمي نفسي بحضن أمي !
هو قال أعصابك ما قال نفسك ؟؟
الحريم يعزوني و أنا جالس على الأرض جنب أمي و تذكرت أختي !
سألت قالوا في غرفتها رحت لها لقيتها على سجادتها تدعي أكيد لأبوي .
بالعادة لما أقابلها حفلة مزاح حفلة صراخ حفلة عناد حفلة تهاني المرة ذي قررنا نغير شوي ! يمكن ملينا الروتين !
خليناها حفلة دموع و صياح !
نزلت أنا و ياها بنروح لأمي و تفاجأنا بخالد ماسك يد أمي و يبكي ، تراجعت أختي و مسكت خالد و طلعنا ..
أول يوم كان متعب و بالليل رفض خالد يروح و جلسنا بالمجلس ، النور مقفل و كل واحد منسدح في جهة و جالسين نذكر بعض بذكريات أبوي .
مضت أيام العزاء و لم يكن فيها أمر غير اعتيادي ، أعمامي و من بعدهم أخوتي و أنا آخرهم و بجنبي خالد !
ربما الأمر المميز هي النظرات المتبادلة بيني و بين خالد عندما يبتعد عني !
ربما الأمر المميز هو أن خالد نام عندنا لثلاثة ليال و كانت ملابسه يومياً تجي مع أبوه اللي تفاجأت بحضوره اليومي !
خلصت أيام العزاء و أنا في حالة غريبة أقرب ما تكون لحالة انعدام الوزن !
أسبوع كامل تقريباً ما طلعت من البيت ..
مثل كل يوم وصل خالد بعد العصر و قبل ما يجلس قال يكفي جلوس بالبيت خلنا نطلع لازم تغير جو و طلع أختك لا يجيها شيء بالبيت مع أمك و أمك في الحكم بتتعب !
صدق أنا ليه ما فكرت في أختي ! بداية غير موفقة تركي !!
طلعنا طلعة قصيرة جافة لكن لما شفت السيارات في التحلية و العليا حسيت برغبة في الانتقام !
من مين ؟! من الحزن ؟! من الهم ؟! من كل شيء ؟! ما أدري لكن أبي أسوي شيء !!
رجعنا بعد ما اتفقنا إني بكره باطلع أتغدى أنا و أختي في مطعم و بعدها باطلع أنا و خالد طلعة طويلة .
رجعت لأمي و قلت لها باطلع أتغدى بكره أنا و أختي قالت يا ليت يا ولدي ودي أقول لك بس ما ودي أكلف عليك !
من جد بيني و بين أمي حواجز !!
طلعت أتغدى مع أختي في المطعم طبعاً خالد صاير مشرف أي مطعم و متى آخر مكالمة قلت له ودي أعزمك بس أختي معي يعني لا تتصل خلاص !!
ضحكنا ضحكة زماااان ما ضحكناها و التفت على أختي و كانت ابتسامتها من جد مريحة ! يا رب لك الحمد .
جلسنا و طلبنا لاحظت إن أختي غيرت جو بس ما خلت الطلعة من الدموع لما بدينا نتكلم عن المستقبل بدون أبوي قبل ما أغير الموضوع .
عند الكاشير حصلنا الفاتورة مسددة عرفت ليه خالد كان مشغلني بالاتصالات !!
رجعنا للبيت دخلنا على أمي و بابتسامة استقبلتنا بس ما كملت معروفها الله يهديها كملتها بدموع و بسرعة طلبت من أختي تجيب أغراض من غرفتي .
يمه الله يطول بعمرك لا تخربين جو البنت ما صدقت تسلى شوي !
تركي و أنا أمك انتبه لأختك ! تراها أمانة في رقبتك إلى يوم الدين ! ما لها إلا الله ثم أنت و بداية مسلسل من الدموع .
مستحيل أمي تهدأ تركت أمي و طلعت الدرج أمنع أختي تنزل و تشوف أمي كذا و يضيع كل شيء سويته .
ناديت أختي : تعالي أبيك في موضوع !
الله يجيب الموضوع قبل ما نجلس !
لقيت نفسي لا شعورياً أتكلم عن وظيفتي ، يمكن هذا اللي يسمونه العقل الباطن .
و حكي و استرسال و كلام و أختي مركزة و تتكلم متحمسة حتى إني تحمست من كثر ما هي متحمسة !!
لما توقعت إن أمي هدأت قلت لأختي : خلينا ننزل لأمي لا تحس بالوحدة و نزلنا و فعلاً صارت أهدأ و جلسنا جلسة حلوة كانت أمي تأكل غداها اللي طلبناه لها معنا و أنا أشرب قهوة فرنسية أختي (( تحكرها )) و خالد دايم يغثها و يطلبها .
قلت بعد شوي باطلع مع خالد يمكن إنه في الطريق !
و انفتحت سالفة خالد ! زبدتها إذا كان خالد خلقة له منزلة مع النجوم عندأمي فهو اليوم غير عن كل النجوم بعد وقفته في العزاء !!
أمي تحكي و أختي ( فاقة خشتها ) تتابع أمي و رغم محاولاتها إلا إنه واضح إنها معجبة و ودها تحكي عن أمي و تمدح خالد !
رميت كرتون المنديل على أختي !
أختي : وجع !! روعتني !
قلت : تبين أدق على خالد تكلمينه تقولين له شكراً !
أختي : الحمدلله بس !
تركي : يمه تراه بعد هو اللي مباشر على بنتك اللي ما تستحي ! أنا خويه و عادي يباشر علي بس هي وش يدخلها اللي ما تستحي !!
أختي : بلى والله ما معي رجال !! و إلا كان ما سمح إن خالد يحاسب عني ! الله يرحم أبوي بس لو كان فيه ما سمح لاحد يدفع عني !!
أختي كانت تمزح ! بس كانت و هي ما تدري تجرح !
قبل لا تبين آثار الجرح أشرت لأختي بيدي إشارة معناها باذبحك !
دلعت لسانها و ضمت يد أمي !
في نفس اللحظة حسيت براحة إن موت أبوي ما غير أختي أو أضعفها !!
وينك يا خالد تعال أخرب جوك بكلام أختي !!
وصل خالد و طلعت له و عند الباب سمعت اسمعي !
تركيييييي ! أختي تناديني .
هلا ..
أختي : تركي ما أبيك تصير أقل من خالد في شيء ؟!
إذا الباب رد عليها يمكن أنا والله ما رديت !!
عيونها بعيوني نظرات رجاء ! لاحظت سكوتي ، بهدووووء رجعت خطوة و عطتني ظهرها و دخلت للفيلا و ما طلعت إلا بعد ما صكت الباب ! ما أدري ليه حسيت بالمسئولية غير أول أطلع حتى قبل ما تدخل .
ركبت السيارة و طلعت جوالي و دقيت عليها لما ردت قلت : أبشري و قفلت .
خالد كان يحكي !
سم خالد وش كنت تقول ؟!
خالد : أبد سلامتك كنت أحاكي سيارتي شوي !!
خالد يعقب : شوف حنا طالعين ننبسط بتعكر جونا خلنا نرجع لمعسكرنا معسكر الحزن في بيتكم و نجلس !!
تركي : خالد كيف يعني لا أصير أقل منك في شيء ؟! |