* تزايد الهوة بين أميركا وأوروبا
* وفي مقالة ظهرت في الآونة الاخيرة في مجلة «بوليسي ريفيو»، اوضح روبرت كيغان، وهو باحث كبير في صندوق كارنغي الخيري للسلام الدولي في واشنطن، ان الانقسام بين الولايات المتتحدة واوروبا يتسع اكثر مما قبل بعدما بدأ الطرفان في المضي في طريق مختلف، الاول يمارس سياسة خارجية قائمة على القرارات الفردية، والثاني ينتهج سياسة خارجية قائمة على الدبلوماسية والاقناع. واضاف ان الاوروبيين «بدأوا ينظرون الى الولايات المتحدة على انها دولة مارقة كبيرة، وتمثل تهديدا اكبر من العراق وايران». ورأى ان الخلافات بين الجانبين عميقة وقد تستمر.
وقد صعدت خطط الرئيس بوش الداعية لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين موجة من العداء للولايات المتحدة في الآونة الاخيرة. ففي المانيا بدأ المستشار الالماني غيرهارد شرودر مطلع الشهر الجاري حملة انتخابية بإدانة ما وصفه بسخرية «مغامرات» بوش العسكرية في العراق. وفي انجلترا وزع رئيس اساقفة الكنيسة الانغليكانية الجديد وعدد من كبار الاساقفة نداء يعلنون فيه ان اي هجوم على العراق يعتبر غير قانوني وغير اخلاقي.
وقالت ماري كالدور وهي باحثة في الشؤؤن الدولية في لندن «شعوري هو ان معظم المشاعر المعادية هي الآن مرتبطة بالحرب مع العراق والصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي».
وفي برنامج اذاعي لهيئة الاذاعة البريطانية بث في 26 يوليو (تموز) الماضي، ناقشت كالدور مع مراسل «واشنطن بوست» تي ار ريد ما اذا كانت «القوة الاميركية هي قوة الخير». وقالت ان دور الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة، امر خطير على العالم بأكمله. وفي نهاية البرنامج وافقها في الرأي 70 في المائة من الحاضرين.
ولا يعتبر العداء للولايات المتحدة امراً جديداً. فقد اشارت نتائج استطلاعات اجريت قبل عشر سنوات في بريطانيا الى ان واحدا من كل اربعة اشخاص «يعادي اميركا ثقافيا». كما اظهرت نتائج استطلاع اجري عام 1989 ان واحدا من كل خمسة اشخاص يشعر بالضيق عندما يسمع اللهجة التي يتحدث بها الاميركيون اللغة الانجليزية.
لكن رغم كل هذا، فان ديساي، الذي يقول انه موال لاميركا بشدة ويشير الى ان اوروبا نسيت ان الولايات المتحدة انقذتها مرتين في القرن الماضي، يؤكد ان اميركا ظلت في القمة على مدى فترة طويلة. ويضيف ان ما يحدث الآن ليس الا النتيجة الحتمية لكون الولايات المتحدة القوة الاولى في العالم.
ويعتقد ديساي واوروبيون آخرون ان الفضل يعود الى واشنطن في تفكيك نظام طالبان المتشدد في أفغانستان. وخلال الاشهر الاخيرة، اظهرت نتائج الاستطلاعات تغييرا طفيفا في المواقف تجاه الاميركيين والسياسة الخارجية الاميركية والرئيس بوش. واوردت الصحف البريطانية يوم الخميس الماضي ان استطلاعات سرية كلف رئيس الوزراء توني بلير جهات متخصصة بإجرائها كشفت عن عدم تمتع بوش بشعبية وسط البريطانيين.
وفي ابريل (نيسان) الماضي اوردت مجلة «دير شبيغل» الالمانية ان ما يقل عن نصف الالمان يعتبرون ان الولايات المتحدة تقوم بدور الضامن لتحقيق السلام في العالم مقارنة مع 62 في المائة كان لديهم نفس الاعتقاد عام .1993 كما ينظر 47 في المائة من المستطلعين ان الاميركيين اناس معادون، و34 في المائة يرونهم مسالمين، و44 في المائة يعتبرونهم سطحيين.
وفي نفس الوقت اظهرت نتائج استطلاع للرأي اجري في ابريل الماضي لمجلس العلاقات الخارجية بواشنطن ان الاوروبيين لهم موقف نقدي تجاه الرئيس بوش وتجاه ما يعتبرونه نهجا احادي الجانب من طرف الولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية. فنسبة 85 في المائة من الالمان و80 في المائة من الفرنسيين و73 من البريطانيين و68 من الايطاليين يعتقدون ان الولايات المتحدة تنطق من مصالحها الخاصة في حرب الارهاب. ويلاحظ الاستطلاع ان الولايات المتحدة باتت مرتبطة في اذهان الاوروبيين بأنها لا تقيم اعتبارا لآراء الآخرين. وتقول مارجوري تومسون، وهي اميركية تدير مجموعة استشارية في العاصمة البريطانية، ان البريطانيين شعروا بالفزع والصدمة من جراء هجمات 11 سبتمبر، لكنهم يعتقدون ان الولايات المتحدة باتت تستغل تلك الاحداث كمبرر لسياستها الخارجية الاحادية الجانب مما تسبب في انتشار التعليقات المعادية للاميركيين.
* قمع الرأي الآخر
* وحتى مغني البوب الانجليزي جورج مايكل ونجمة التنس مارتينا نافراتيلوفا ادليا بتعليقات حول الولايات المتحدة. فقد اعلن مايكل الشهر المضي انه لا يكن أي عداء للولايات المتحدة، وذلك بعد ان تلقى انتقادات على اغنيته «اطلق النار على الكلب» التي يسخر فيها من العلاقة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس بوش. وفي يونيو (حزيران) الماضي، اضطرت نافراتيلوفا، وهي تشيكية الاصل واصبحت مواطنة اميركية قبل 20 سنة، للدفاع عن نفسها بعد ان كتبت مقالا لصحيفة ألمانية ذكرت فيه ان الولايات المتحدة باتت الآن «تقمع الرأي»، وان قراراتها قائمة على اساس مصلحتها الخاصة فقط.
واصبح واضحا ان صورة الولايات المتحدة في الخارج تعاني من مشكلة حقيقية. ففي الآونة الاخيرة، اعلن البيت الابيض عن انشاء مكتب دائم للاتصالات العالمية مهمته تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم. وفي نفس الوقت صادق مجلس النواب الاميركي على إنفاق 225 مليون دولار على برامج خاصة بالمعلومات والثقافة في الخارج تكون موجهة في الاساس الى الدول الاسلامية بهدف تصحيح ما وصفه النائب الاميركي هنري هايد «الكره تجاه الولايات المتحدة وتشويه صورتها في الخارج».
وفي ذات الوقت فإن مجلس العلاقات الخارجية اصدر تقريرا يحذر ادارة الرئيس بوش بشأن الحاجة الملحة الى تحسين المساعي في جبهة الدبلوماسية الشعبية لمواجهة الصورة «المهتزة» للولايات المتحدة في الخارج. ويدعو التقرير الى اتخاذ مجموعة من الخطوات تشمل زيادة الإنفاق على استطلاعات الرأي العام الخارجي وإجراء المزيد من التدريب للضباط العاملين في الخارج وتوفير الفرصة للصحافيين الاجانب لمقابلة مسؤولي الحكومة الاميركية.
* عواقب مشؤومة
* ويرى بيتر بيترسون، رئيس مجلس مجموعة بلاكستون المصرفية الخاصة، ان عواقب اهمال هذا الدبلوماسية الشعبية ستكون «مشؤومة». وقال بيترسون ان بن لادن «استغل بفرح» الصورة العامة الهزيلة للولايات المتحدة. وأضاف ان الكثيرين حول العالم، من اوروبا الغربية الى الشرق الاقصى، ينظرون الى الولايات المتحدة كدولة «مغرورة ومنافقة ومنشغلة بنفسها وتطلق العنان لأهوائها وتزدري الآخرين». كما اشار الى ان هذه الصورة السلبية عن الولايات المتحدة ليست في الدول الاسلامية فحسب، بل هي موجودة كذلك في بقية دول العالم بما في ذلك الدول الحليفة معها.
وتوصلت الصحافية الاميركية جوليا ماغنيت، التي انتقلت في الآونة الاخيرة الى لندن، الى هذه النتيجة عندما اقامت لأصدقائها البريطانيين احتفالا في الرابع من يوليو (تموز) الماضي لمناسبة يوم الاستقلال الاميركي. فقد شن اولئك الاصدقاء هجوما على الرئيس بوش ووصفوه بأنه «قاتل مهووس» و«غبي»، كما وصفوا الولايات المتحدة بأنها «اكبر دولة ارهابية في العالم».
ووصفت ماغنيت (22 سنة) من جانبها هذه التعليقات بأنها «تفتقر الى المعلومات» و«تتسم بالجهل»، لكنها تفاجأت بالحقد والغضب في تعليقاتهم. وتقول ماغنيت ان ما سمعته من الناس باستمرار هو ان «الولايات المتحدة ستدخل في حرب مع الجميع». وتعتقد ان هذه المواقف تعكس «الانزعاج الشديد لدى اصحابها ازاء القوة التي تملكها الولايات المتحدة اليوم».
* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
إسرائيل: عرفات يمتلك ثروة تبلغ 1.3 بليون دولار
القدس، (CNN) - - أطلع رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الكنيست الأربعاء أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات يمتلك ثروة شخصية تبلغ 1.3 بليون دولار.
وقال أهرون زئيفي، رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي، إن ثروة عرفات قد حددته الاستخبارات العسكرية بالتقدير وفقاً لما صرح به قيورا بودس المتحدث باسم البرلمان الإسرائيلي، ونقلته وكالة الأسوشيتدبرس.
وذكرت الوكالة أن عرفات الذي يعيش حياة متواضعة، يدير ميزانية منظمة التحرير الفلسطينية البالغة عدة ملايين من الدولارات في إطار قيادته المطلقة دون مساءلة.
ورغم محاولات وزير المالية الفلسطيني الجديد سلام فياض الإصلاحية لإجتثاث ما يوصف بالفساد المنتشر في بعض الأجهزة الفلسطينية ، إلا أن زئيفي يعتقد بأن عرفات - دون غيره - يحكم السيطرة على 1.3 بليون دولار.
الالمان يحملون بوش مسئولية الفيضانات الاوروبية
فشل معاهدة كيوتو للمناخ بعد رفض بوش توقيعها ادى الى تفاقم الاحتباس الحراري الذي قاد الى فيضانات هائلة.
ميدل ايست اونلاين هامبورج - من ارنست جيل (الخميس 6/6/1423 – 15/8/2002)
في الوقت الذي يفر فيه الآلاف من الفيضانات في وسط أوروبا، يقتنع كثير من الالمان بأنهم يعرفون سبب الكارثة وهو رفض الرئيس الاميركي جورج بوش التوقيع على معاهدات كيوتو المناخية.
ففي الوقت الذي ارتفعت مياه الفيضانات في نهري الدانوب والالبه في مدينة دريسدن الالمانية، ركز المعلقون على الانباء والصفحات الافتتاحية بالصحف الالمانية على الاحتباس الحراري العالمي كسبب مباشر لاسوأ فيضانات شهدتها هذه الدولة منذ عقود.
وقال صحفي بشبكة أر.تي.إل التليفزيونية لمشاهديه عن مياه الفيضانات المتفاقمة "إن الامطار الموسمية تجعل أنهارنا تفيض بينما تتراجع في الوقت ذاته مناسيب الانهار الجليدية في الالب إلى مستوى خطير وكل ذلك بسبب الاحتباس الحراري وفشل اتفاقيات كيوتو نتيجة لرفض بوش التوقيع" عليها.
وقالت أكبر صحيفة المانية في افتتاحيتها "لقد محت الفيضانات في طريقها كل شكوك المتشككين. وجاءت ألمانيا في آب/أغسطس 2002 لتجدنا نسأل أنفسنا: هل ترسل مصانعنا ملوثات كثيرة جدا في الهواء؟ هل نحن راضون عن أنفسنا فيما يتعلق بالبيئة؟ هل ربما نحتاج في نهاية الامر إلى حدود للسرعة على الطرق الالمانية الرئيسية السريعة؟".
وقد جاءت هذه الفيضانات، المتزامنة مع حملة الانتخابات العامة والاستعداد لقمة المناخ العالمية في وقت لاحق من الشهر الجاري، كهبة من السماء لحزب الخضر المحاصر بالمشاكل، والذي يواجه معركة شاقة استعدادا لانتخابات 22 أيلول/سبتمبر المقبل.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الخضر سيحصلون على ستة بالمائة فقط من الاصوات، وهي نسبة تفوق بشكل ضئيل جدا نسبة الخمسة بالمائة القاطعة التي تستبعد الاحزاب بسببها من الدخول إلى البرلمان.
وقال المتحدث البيئي باسم الخضر راينهارد لوسكه في حديث مع شيمنيتز فرايه بريسه"إن الكارثة لاي شخص عاقل هي دليل على أن التقاعس عن التحرك في مسألة البيئة يعد خطأ مكلفا للغاية. إن الموقف المتدهور للمناخ يشير إلى أن المسألة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من حافة الهاوية".
وفي إشارة إلى إدارة بوش في واشنطن، قال "إن أي شخص يستمر في تجاهل هذا الدليل الواضح جدا فإنما يحفر قبره وقبور أحفاده بيده".
وقالت صحيفة شتوتجارتر ناخريشتين "إن هذه الكارثة الطبيعية تعد هبة من السماء للخضر. ففي هذا الموعد المتأخر من الحملة الانتخابية، حصلوا على قضية محكمة، وذلك في الوقت الذي يجد فيه المنافس المحافظ إدموند شتويبر نفسه تحت سحابة من الرعب".
ومن ناحية أخرى جاء زعيم بارز أخر بحزب الخضر، وهو وزير البيئة الالماني يورجين تريتين ليؤكد صراحة أن الفيضانات ترجع إلى "100 عام من التصنيع". وقال أن اتفاقيات كيوتو ستعالج الموقف محذرا من عواقب وخيمة.
وقال تريتين "إن الفشل في التصديق على المعاهدة يجعلها غير ذات قيمة بالمرة". وأضاف قائلا "ويعني ذلك أننا لن نتمكن من وقف هذا التغيير المناخي ويمكننا أن نتوقع تسارع هذه الظواهر الجوية".
واتفقت صحيفة تاجيز تسايتونج اليسارية مع تريتين، قائلة أن الفيضانات تثبت بشكل قاطع أن "بوش ليس شخصا ذا سلطة مطلقة. وأنه ارتكب خطأ جسيما. والسؤال الان هو ماذا سيكون تأثير اللقطات التليفزيونية عن الفيضانات هنا على أميركا. قد يسقط (بوش) في الانتخابات".
وبشكل أكثر دبلوماسية، أنحي وزير الخارجية يوشكا فيشر باللائمة على الداخل فيما يحدث. فيؤكد أبرز سياسي بالخضر أن شتويبر هو السبب وليس بوش.
ومن خلال المقارنة بين الاحتباس الحراري و"البطالة المتفشية" في قاعدة شتويبر السياسية في جنوب ألمانيا، قال فيشر أن "بافاريا الخاصة بشتويبر أصبحت مملوءة بالاسمنت من جانب من يقومون بالتطوير ونحن نري نتيجة ذلك الان".
ودخل المستشار الالماني جيرهارد شرويدر إلى المناظرة بقوله أنه لا يرغب في توجيه أصابع اللوم إلى بوش أو شتويبر أو أي شخص آخر.
لكنه أضاف قائلا "إن ألمانيا، على أي حال، لم تتقاعس فيما يتعلق بخطوات منع الاحتباس الحراري. فنحن الدولة الوحيدة تقريبا في أوروبا التي نجحت في الوفاء بأهداف الخفض المتفق عليها بل تعديناها".
ووسط كل الخطاب المصاحب لعام الانتخابات والاوضاع السياسية، ينظر الكثيرون في ألمانيا إلى الفيضانات على أنها دليل على أن البيئة العالمية أصابها الجنون.
وقالت صحيفة راين_نيكار تسايتونج في هايدلبرج "إن عمليات الاغاثة جارية وقد تمت الموافقة على التمويل الطارئ". وأضافت: "غير أن المسألة تنحصر في تأثير هذه الصور التليفزيونية على واشنطن وإذا ما كان سيكون لها أي تأثير على الاطلاق".
وقالت الصحيفة "قد تكون ميزة سياسية مؤقتة بالنسبة لشرويدر والخضر على شتويبر، لكن القرار النهائي حول سياسة المناخ بعيدة المدى يعتمد على الولايات المتحدة".
وأضافت "لقد وضعت إدارة بوش القضية في ذيل جدول أعمالها .. وهذا بحق، يعتبر كارثة من صنع الانسان".
نزوح عشرات الآلاف من الاشخاص من بيوتهم بسبب اسوأ فيضانات تشهدها اوروبا منذ قرن
براغ (اف ب) -(الخميس 6/6/1423 – 15/8/2002)
اجبرت الفيضانات التي تهدد المدن الكبرى في وسط اوروبا عشرات الآلاف من الاشخاص الى الفرار من بيوتهم بينما تسعى سلطات الدول المتضرةة الى انقاذ الآثار الوطنية والاعمال الفنية التي لا تقدر بثمن.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى خلال اكثر من اسبوع الى تسعين شخصا مع فيضان انهار وخزانات مياه من المانيا الى روسيا في احد اسوأ الفيضانات التي تشهدها اوروبا منذ اكثر من مئة عام. وتهدد المياه مواقع اثرية في هذه المنطقة من بينها قلاع من القرون الوسطى واعمال فنية وخصوصا في براغ عاصمة الجمهورية التشيكية التي اسست منذ 800 عام ومدينة دريسدن الالمانية. وقد اغلقت كل المواقع السياحية ووضعت اكياس الرمل على مداخلها لدرء خطر المياه عنها.
وعلى الصعيد الانساني اعطت السلطات الاولوية للمرضى في المستشفيات وغيرهم من المجموعات الهشة. وقال متحدث باسم مدينة دريسدن ان مروحيات المانية قامت بنقل 170 من المرضى في غرف العناية المشددة من مستشفيات المدينة
وامرت السلطات التشيكية باخلاء الآلاف من سكان وسط براغ الذي اجتاحته السيول. وقالت مصادر رسمية ان الشرطة وفرق الانقاذ بذلت جهودا شاقة لمساعدة سكان المدينة البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة مع ارتفاع مستوى المياه لنهر فيلتافا. واكدت السلطات الرسمية ان منسوب المياه في النهر الذي تجاوز معدلاته العادية ثلاث مرات امس سيبدأ الآن في التراجع تدريجيا.
وتطوق المياه المواقع الاثرية في وسط المدينة حيث اعلنت السلطات التشيكية الاثنين حالة الطوارئ وتم اجلاء حوالي مئتي الف من سكانها حتى الآن. وقد توفي تسعة اشخاص خصوصا في براغ وبوهيميا الجنوبية بينما تم انقاذ الف آخرين. وقد عاد الرئيس فاتسلاف هافل من عطلة كان يمضيها في البرتغال للمساعدة في مواجهة هذه الكارثة.
وعلى نهري الدانوب والايلب يشهد الوضع تدهورا وتؤكد السلطات ان الاسوأ قادم في بعض مناطق النمسا والمانيا حيث تغطي المياه مناطق واسعة وقتل عشرون شخصا حتى الآن. وصرح المستشار الالماني غيرهارد شرودر بعد زيارة الى منطقة سكسونيا المتضررة ان شرق المانيا يواجه كارثة يمكن ان تؤثر على سنوات من التنمية منذ اعادة توحيد المانيا في 1990 .
وقال في مؤتمر صحافي عقده في برلين بعد زيارته هذه "عندما اقول انها كارثة فانني اعني ذلك" مؤكدا انه "لم ير في حياته اضرارا بهذا الحجم بسبب المياه". واضاف شرودر المرشح في الانتخابات التي ستجرى في ايلول/سبتمبر ان الازمة تحتاج الى رد وطني "يتجاوز الحدود السياسية".
وقالت هيئة الارصاد الجوية في المانيا ان هذا البلد يمكن ان يشهد موجة جديدة من الفيضانات القادمة من الجمهورية التشيكية. وقال يورغي كاشيلمان ان "نهر الايلب الذي يمر في دريسدن سيحمل كمية من المياه اكبر بمرتين من ما يحمله العادة". واضاف ان "هذه الموجة الهائلة يجب ان تذهب الى مكان ما وسيكون الوضع صعبا جدا في الايام المقبلة في ساكسونيا وساكسونيا انهالت" مؤكدا ان الوضع الحالي في المانيا "ليس سوى بداية".
وفي النمسا ما زالت المياه تغمر بعض البلدات. وقد غطت المياه المدن الواقعة بين فيينا والحدود مع سلوفاكيا المجاورة التي اعلنت حالة الطوارئ في عاصمتها براتيسلافا ايضا. واكد الرئيس النمساوي توماس كليستيل ان هذه الفيضانات هي الاسوأ منذ تأسيس الجمهورية في 1918. وفي روسيا اعلنت وزارة الحالات الطارئة امس ان عدد ضحايا الفيضانات ارتفع الى 59 قتيلا. |