مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 09/07/2002, 04:43 AM
طالب العلم طالب العلم غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
كيف نجعل الشاب والفتاة ملتزمين بدينهما معتزين به .؟

بسم الله الرحمن الرحيم



والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:



سأل أحد الإخوة هذا السؤال:

كيف نجعل الشاب والفتاة ملتزمين بدينهما معتزين به .؟

وماهي أسباب إنحرافهما عن الحق ..؟؟

فأجاب أبو عمر العتيبي هذا الجواب المختصر:

أولاً: الهداية بيد الله يؤتيها من يشاء من عباده فأول وسيلة للالتزام بالدين والاعتزاز به سؤال الله ذلك .

فإذا تعلقت القلوب بعلام الغيوب ومصرف القلوب أورثها ذلك نوراً في القلب والبصيرة وأبعد القلب عن الشك والحيرة .

والدعاء نور وشفاء ودواء وسلاح .

قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.

وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدعاء هو العبادة )) ثم قرأ الآية الأولى السابقة. رواه الخمسة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

ثانياً: قراءة كتاب الله وتأمله وتدبره ففيه شفاء لما في الصدور والهدى والرحمة .

ويكون ذلك بالمداومة على القراءة ولو بالقليل منها ويدخل في ذلك الاستماع إلى القراء الذين تدمع قراءتهم العيون وتوجل بسببها القلوب .

قال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين *يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}

وقال تعالى : {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.

وقال تعالى: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }.

ثالثاً: الإكثار من ذكر الله تعالى .

وذكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح .

وأؤكد هنا على ذكر اللسان المرتبط بالقلب فهو شفاء وهدى وهو حصن حصين وجدار للقلب من دخول الشبهات وتسلل الشهوات .

وذكر الله يوصل العبد إلى أعلى مراتب التقوى وأجلها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكراً ، وزوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة)).

فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنواع الشكر الثلاثة بالقلب واللسان والجوارح.

وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }

فسر ابن مسعود وابن عباس - فيما أتذكره- بقولهما: أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر .

والكلام على الذكر جميل لا ينتهي.

رابعاً: تذكر الموت فما ذكر في كثير إلا قلله ، ولا ذكره غافل إلا نبهه .

قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

وقال : {الهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر}.

وقال : {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون * وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتن إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا من ذكر هاذم اللذات)).

إلى هنا أكتفي لأدع المجال لغيري من الكتاب فقد ضاق الوقت عندي .

ولكن أنبه إلى أهمية قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وسير الخلفاء الراشدين والأئمة الفحول وسير السلف الصالحين ففيها ما يبعث الهمم ويقوي العزائم ويبعث على الاعتزاز بالدين الإسلامي الحنيف.


والله الموفق لا رب سواه
اضافة رد مع اقتباس