أنا مع مبدأ حماية موقف كل من يعمل ويجتهد طالما حسن النوايا قائم، فالإنسان بطبيعته قد يخطئ ويصيب، لكن تكراره للخطأ تأكيد قد يفتح أبواباً عدة للتأويل والتفسيرات الحرجة جداً، وقد يخلق مناخاً من اللاثقة حوله طالما هناك محطات ساخنة من الموقف غير المشجعة.
وبيان المصدر المسؤول بالأمس يعد خطوة موفقة إلى حد ما لحماية كل العاملين تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب أومن في حكمهم ولو اعتبارياً وليس أمين اتحاد القدم فقط، وتأكيد مهم وواضح على أن ما تم التوصل إليه في الاتفاق الجنتلمان عبر اجتماع الأمير نواف بن فيصل بمسؤولي الأندية قد دخل حيز التنفيذ وأصبح ساري المفعول، وأنا مع هذا الأمر قلباً وقالباً، ولكنني اسأل بكل أمانة وتجرد وحياد تام: ما الذي دفع الرئيس الشاب في الهلال الأمير محمد بن فيصل لإطلاق تلك المفردة.. وبتلك الحدة!؟وهل جاءت نتيجة لحظة انفعالية مؤقتة؟ أم نتيجة تراكمات مسبقة أوجدتها تعاملات أمين اتحاد كرة القدم ومواقفه من الهلال؟! وأنا هنا شخصياً لا أبرر تمرير ما حدث أو حتى فكرة القبول بما حدث مهما يكن الحال، ولكن ليقيني أن معرفة المسببات ومعالجتها بشكل مباشر وحتمي أفضل بكثير من الاكتفاء بمسألة بيان يصدر دون الوقوف على أدق التفاصيل وإيضاحها للرأي العام، على الأقل من باب تعزيز ثبات الحقائق وسد فجوة اللاثقة ودرءاً لاحتمالية التكرار فيما هو قادم.
خصوصاً أن العلاقة بين الهلال وأمين اتحاد كرة القدم أصبحت متوترة جداً أكثر مما مضى، ولابد من حل في النهاية يفتح مناخاً من الثقة المتبادلة والشعور بعدالة التطبيق وصدقية التعامل بين الطرفين، لأن ما يحدث الآن مبني على تراكمات متلاحقة وليس نتيجة موقف استثنائي أو وحيد وواحد، ومسألة فتح صفحة جديدة مطلب أكثر مما هو إجراء يمكن أن يتخذ.
فالأخ فيصل عبدالهادي حتى قبل أن يصبح أميناً لاتحاد الكرة كانت له آراء غير مقنعة في الهلال، وهذه حقيقة ثابتة، وأنا لا أشير هنا إلى أنه حملها معه لاحقاً ولكن على الأقل من باب أن الأمر (سيرة وانفتحت)، فأنا أتذكر قبل سنوات مضت حينما كان يكتب في الزميلة عكاظ عاموداً أسبوعياً غير مستقر، اعتبر رأيي في قياس مستوى الدوري بمستوى الهلال المتصدر حينذاك بأنه غير منطقي بطريقة خانقة جداً، سعى من خلالها إلى إيضاح مشاعره بشكل مؤسف نحو الهلال والتقليل من مكانته، حتى ظننت أن الرجل كتب ما كتب بطريقة (زلة لسان وتمر)، لكن ما تلا ذلك من مواقف عملية بدأت تعطي مؤشراً غير توفيقي في مسار العلاقة، أوبعبارة أصح لم يتخلص الأمين من مشاعره القديمة وهنا مكمن الخطر، فلا هو قادر فعلاً على ما يبدو من فعل ذلك، ولا أحد في الهلال لديه اقتناع بأن فيصل عبدالهادي يعمل في معزل عن مشاعره.