مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 28/01/2001, 04:15 AM
زعيم الذهب زعيم الذهب غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 23/12/2000
مشاركات: 23
نما التعليم في بلادنا نمواً مطرداً ، وخطا خطوات واسعة يحدوها الرقي والتقدم ، ووثب وثوباً سريعاً يعزيه الأمل والطموح ، وأصبحنا - وفي بضع سنين - نزاحم الدول ذات المدى البعيد في هذا المجال ، ولا غرابة حيث يحظى التعليم باهتمام بالغ الأثر من حكام هذه البلاد - حفظهم الله - . لكن السؤال المطروح . . . هل الجهة المسؤولة عن التعليم ممثلة بمنسوبيها صالحة لمواكبة هذه النقلة الحضارية المشهودة ؟
الذي نؤكده هنا أنه :

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً * * * فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

فالمسؤول يغني على ليلاه وحسبه سويعات يقضيها بين الصحف وأكواب الشاي وتوقيعاته على الشارد والوارد ثم لحظات الاستمتاع بقرب وجبة الغداء ثم يداعبه مع ذلك كله هاجس بأربع قادمة ، وربما البيت السابق يغني عن الحديث عمن تحت يده .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) وفي نظر الكثيرين أن من مظاهر الإتقان مثلاً أن يقصد بالعمل وجه الله تعالى لا أي هدف دنيوي من مركز أو منصب ، أما ما يتعلق بالتخبطات التربوية المقصودة في الإصلاح وهي بيت القصيد هنا ، أن من مظاهر الإتقان فيها :

أولاً : ألا تزرع الثقة في الطالب إلى درجة تجعله يطغى ويتجبر على مربيه معلميه وهو ما هدفت إليه وزارتنا الموقرة في خطتها (( التطويرية )) ! ! !

ثانياً : ألا يكون نجاح الطالب هو غايتنا وأملنا بل وسيلة لغاية أسمى وهي (( التعلم )) وهذا ما يفتقد وهذا ما يفتقد إليه طلابنا الآن ، والوزارة دأبت إلى عكس ذلك وتناست أن علماءنا ومفكرينا تخرجوا على أيدٍ بدائية بكل وسائلها الحافظة للأمانة الموكلة إليها . (( وهي فلذات أكبادنا )) .

ثالثاً : أن من مظاهر الإتقان أن تؤمن الوزارة إيماناً كاملاً بأن منسوبي المدارس ممثلة بمديريها ووكلائها ومعلميها على قدر كبير من الوعي والإدراك لكل ما يجري ، فالتشدق بعبارات الثناء والشكر (( وزرع الثقة المؤقتة )) والمعلقة فيهم لا تسمن ولا تغني من جوع .

فهم يعملون وهمهم معلق برضا الله سبحانه وتعالى ثم الضمير الإنساني الذي يدفعهم إلى تحقيق حلم الأمة في أبنائها وهم بذلك سر التقدم الفعلي الذي تشهده بلادنا مع الوقفة الصادقة من الغيورين على التعليم وهم قادتنا - وفقهم الله - . ولعلي هنا أدعم كلامي بما أفقدنا الثقة تماماً فيهم وأقض مضاجعنا وألهب غضبنا ألا وهو (( التعميم العاجل جداً )) بشأن الإجازات للأيام الثلاثة الأولى من الفصل الثاني لعام 1421هـ والذي يشير إلى سحب الثقة من مديري المدارس ، تلك الثقة المزيفة التي زرعت قبلاً وكانت تسقى بالغش والكذب والخداع ، والمعلوم أن عزة وكرامة الإنسان تأبى إلا أن تقف في وجه من يزعزع وزنها شبراً ، وهذا (( التعميم )) إن كان قد أقره الوزير فتلك مصيبة وإن كان يجهله وأقره من هو أسفل منهم فالمصيبة أعظم .
نسأل الله للجميع الهداية والإخلاص في القول والعمل .
اضافة رد مع اقتباس