السؤال
أنا شاب أعزب أعاني من حالة أرق شديد. هذه الحالة تلازمني من فترة ليست بالقصيرة. لكن هناك حل واحد فقط بالنسبة لي وهو مجرب وللأسف ينجح 100% ألا وهو فعل "العادة السرية"ولا أخفي عليكم أنني أواجه صعوبة في الحد من عمل هذا الفعل المشين لكني فعلاً لم أجد أي طريق للخلاص من حالتي "الأرق" إلا عن طريق ما ذكر

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اعلم أخي السائل أن ممارسة العادة السرية، من أسوأ العادات المدمرة للعقل والبدن والروح معًا..
وقد وصف الله المؤمنين في كتابه العظيم بقوله: "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" [المؤمنون: 5-7].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أخرجه البخاري (5065) ومسلم (1400) في النكاح.
والمعنى أنه من لم يستطع منكم الزواج فليصم.. والصيام أخي الكريم، ينقي البدن ويجعله شفافاً ويبعده عن ارتكاب المعاصي طوال اليوم، والليل أيضًا؛ لأن الصائم يستحي من الله أن يكون صائمًا بالنهار مذنباً بالليل.
نصائح مفيدة.. وفيها الحل المناسب لحالتك إن شاء الله:
- لا تشرب القهوة والشاي والكاكاو في فترة ما بعد الظهر نهائيًّا..
- حاول شرب أعشاب طبيعية كالكاموميل أو النعناع فهما يعملان على تهدئة الجسد.
- مارس أي رياضة محببة إلى نفسك، ومارسها بصورة منتظمة في ناد أو معهد رياضي خاص.. ومارسها دومًا في أوقات منتظمة في الليل أو بعد الظهيرة.
- أيضًا.. مارس بعض التمارين السويدية قبل دخولك للفراش، وهناك العديد من المواقع الخاصة بالصحة على الإنترنت ويسهل الوصول إليها..
- قم بأخذ حمام دافئ قبل دخولك للفراش، وصل ركعتين لله، ثم اقرأ في كتاب الله، أو أي كتاب ديني.. واستمر في القراءة حتى لو ظللت تقرأ لساعتين؛ فمع التعود ستجد نفسك تنام بسهولة وأَسْرَعَ من ذي قبل..
والحل الرئيسي والمجرب من شباب كثيرين هو قيام الثلث الأخير من الليل.. والله تعالى يقول في سورة المزمل: "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنْكُم مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [المزمل: 20].
فحاول الاستيقاظ قبيل الفجر بساعة أو نحوها وتوضأ وصل وتهجد لله، ثم اذهب للمسجد لصلاة الفجر في جماعة.. ولا تنسنا من صالح دعائك..
وفي النهاية.. أخي الكريم اقهر هذه العادة تنجو وربي.. وإلا استعبدتك وأصبحت لها عبدًا، أما لو قهرتها وحاولت واستعنت بالله فستنجح إن شاء الله.
نهى نبيل عاصم
داعية ومستشارة تربوية بالإسكندرية