مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #19  
قديم 19/12/2006, 05:12 PM
ابؤاسامة ابؤاسامة غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
‏ يـــاسر الآســــر
- عادل بن عبد الله التويجري - 29/11/1427هـ
قليل جداً اللاعبون الذين يحظون بشهادة الخصوم قبل المساندين، وياسر القحطاني أحد هؤلاء القلة، بل ويأتي في مقدمتهم. تختلف مع الآخر في أمور عدة، لكنك قلما اختلفت معه حول ياسر الآسر. جاء لقاء الهلال بجاره الشباب ليبرهن كم هو نجم هذا الآسر، كم هو متمكن هذا الياسر، كم هو ذكي جداً وحساس جداً أمام المرمى. منذ بداية الدوري وهو يقدم لوحده تقريباً مستوى ثابتاً، حتى في ظل تخبطات بوسيرو العرضية أحياناً، أو انخفاض مستوى المجموعة أحياناً. ظل مؤشر مستوى ياسر ثابتاً حتى في ظل تذبذب المتغيرات الأخرى، وبرهن للجميع أنه من أنجح الصفقات الهلالية. وهذا هو النجم الحقيقي لا المزيف، نجم إذا حضر، نجم إذا سجل، نجم إذا أمتع.
لا تعرف إمكانات ياسر حتى تقف أمامه، وإذا ما حصل ذلك، هالك حضوره الفني. حضر أمام الاتحاد، وكان حضوره أخاذاً، وأشغل الدفاع الاتحادي (الدولي) مراراً وتكراراً. تفنن أمام النصر، وسجل هدفاً ماركة (كعب) وعيناه لم تريا المرمى، لكن فؤاده متعلق بالشباك. أبدع أمام الأهلي، وتربص بالفرصة تلو الأخرى، حتى اصطاد له فريسة. وأمام الشباب، توج هذا الآسر مستواه بهدف اصطلح على تسميته هدف (البلياردو)، وقلة هي الأهداف التي تصنف، ويشتهر تصنيفها، كهدف المدرعات لريفو الشهير في مرمى النصر. وهذه هي فئة النجوم الكبار، تصنف أهدافهم متى شاءوا.
كثيرة هي مميزات آسر القلوب. سريع كالبرق، حاد البصيرة والبصر كالصقر، يتصرف في أضيق المساحات كما لو كان في أرحبها. علاقة ود وعشق تربط قدميه بالكرة، فتجدهما يقدمان أعذب الألحان الكروية وأمتعها. مشاكس ومشاغب ومقلق لكل دفاعات الخصوم. لا يكل، لا يمل، لا يقف عند حد، يهاجم، يدافع، يسجل، يجهز، يعارك على الكرة كما لو كانت ملكه لوحده، فلا تجدها تاركة إياه إلا مرغمة على ذلك. غيور على كرته جداً، فلا تراها منسلة من بين قدميه بسهولة. يتلقى الخطط نظرياً، لكنه يطبقها بطريقته هو، وهو فقط. يرقص دائماً رقصات الموت إذا ما استثاره الخصم، رقصة غيرت مفاهيم صديقي الأصفر وجعلته يعشقه، حتى الثمالة. يتغنى به ذاك الصديق ويصفه فيقول "أن ياسر يستطيع أن يسجل بجميع مفاصل جسمه، حتى بالأنف أو أهداب العين إن اقتضى الأمر". خطر هذا الآسر خطر، خطر حتى على الخطر.
حضوره في الميدان رعب، وغيابه أمنية من أماني الخصوم. تجده يركض، فلا تدري أي اتجاه سيسلك هذا الآسر. يخطط الميدان في عقله، ويجوبه طولاً وعرضاً بفكره قبل قدميه. دقيق في تمريره، هائل في تسليمه وتسلمه محبوبته، حذر على نفسه، تلقائي في عبوره، بسيط في لعبه حد التعقيد. وأبسط اللعب أعقده. يناجي الكرة مناجاة لا يعرف حروفها وتمتمتها إلا هو، ياسر الآسر. متواضع مع عشقه، فلا يكابر على قلبه، ولا يستبدل عشقه لهز الشباك أبداً. لا يهتم بالظواهر دون الركائز الأساسية، فالأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية. يمتع ، لكنه يسجل، يطرب، لكن بإيجابية، يتفنن، لكن في وقته. وقلة هم اللاعبون الذين يفرقون بين الاستعراض على حساب الفريق، والاستعراض لحساب الفريق.
ياسر الآسر، قصيدة لم يكتبها شاعر، لكن خطها ذاك القحطاني اليعربي. خطها بفنون من ذهب، وذابت قصيدته كالسكر في فم كل متذوق لحلاوة وطلاوة الكرة. ياسر الآسر، يأسرك أينما كنت، كيفما كنت، مهما كان لون عشقك، يأسرك هذا الياسر بطوعك، وإذا تمنعت، أسرك رغماً عنك.

نوافذ
ـ من أراد أن يرى مهاجمها يقاتل على كرته حتى لو كانت مع الخصم، فيسلبها أياه، ويحولها لمصلحة فريقه، فليشاهد بداية هدف التائب الثالث في الشباب.
ـ برهن الحكم الأجنبي أن العلة ليست في التحكيم، لكنها في عقول من اتخذوه شماعة لتذويب أسباب فشلهم.
اضافة رد مع اقتباس