(من السوق) تعامل السوق بكفاءة وإيجابية مع الإنجازات
خالد العبدالعزيز
مشاعر مختلطة تنتاب السوق في اسبوعها الجديد، منها مايستند إلى وقع ما افرزته تعاملات الاسبوع المنصرم، ومنها مايستند إلى الاحباط الذي يعاني منه متعاملوها،ومنها مايدورفي فلك الثقة التي سحقت وحانت عودتها.
والمتعقب لأداء السوق في الاسبوع المنصرم وما أفرزته تعاملاتها، سيجد أنها لم تتسم بالوضوح، ومالت ميلا شديدا إلى الغموض.
فتارة دخلت في دهاليز السياسة والأوضاع التي تمر بها المنطقة، وتارة أخرى خرجت منها دون مسببات لدخولها أو بالأصح لادخالها.
ومثل هذا الاضطراب أظهر مللا غير معهود، وطال بتأثيره من هم بخارج السوق ومن هم بداخله، وأضعف من قناعاتهم، وأوحى لهم بالمخاطر أكثر من أي سياقات أخرى،وفضلا عن ذلك.. فان القوى التي تعمل بداخل السوق لم تعد هي الأخرى معزولة عن أسباب اضطرابات السوق.
منذ فترة ليست بقصيرة والسوق يغيب عنها الصانع المحايد الذي يجيد التعامل معها وفقا لأي موجات تدخلها،وهي بالفعل عانت من غيابه،و لم يكن مآلها مثل المآل الذي وصلت اليه فيما لو وجد.
وحل بدلا عن ذلك الصانع، الصانع الفرد، المضطرب، والمنفعل،وشديد التوتر، فغيب عنها الكثير من الحقائق، وعزلها عن اقتصاد قوي،وأضاع طريقها، ولم يتقن التعامل معها سوى من منطلقات تميل إلى مصالحه.
ومن تتبع تعاملات سابقة سيجد أن السوق تبدي له من خلال تحركاتها بأنها لم تخل من تحالفات قوى معينة، تعاملت بسطحية مع أوضاع السوق،وكررت مناوراتها الضعيفة والمكشوفة، وفرضت ايقاعا لم يكن وقته مناسبا، وأسقطت السوق بضغوطها.
ومثل تلك الأساليب شكلت وتشكل خطرا شديدا على السوق،فلا هي أعانتها، ولا هي أعطت منطقا مقنعا لاستخدامها لمثل تلك الأساليب.
في غاية الأهمية أن يتفطن مثل أولئك القلة إلى أن صياغة السوق حسب الأهواء والرغبات أثقلت على ظهور متعاملي السوق، وخيبت آمالهم، ونزعت عنهم استقرارهم.
أما من حيث ملامح السوق في اسبوعها الجديد، فانها أمام محورين أساسيين سيرسمان شكلها على نحو واضح، فاما خروج من اضطرابها يكون مدعوما بما يستجد من عوامل ايجابية تستجيب لها السوق وتغير فيه من نهجها الذي اعتادت عليه، واما المزيد من الغوص في أعماق جديدة من الاضطراب.
ومع الترقب لاعلان الموازنة العامة للدولة وما ستحمله من مؤشرات ايجابية، فإن المستثمرين يتطلعون إلى توديع السوق لوضعها المضطرب، وأن تتعامل بكفاءة وايجابية، مع كل المعطيات والمستجدات والانجازات غير المسبوقة للاقتصاد الوطني سواء تلك التي ستكشف عنها الموازنة أو تلك التي كانت واضحة من قبل. |