صدى الواقع
حلول (لتهدئة) المدرجات
خالد المشيطي




خلال الأسبوع الحالي والذي قبله عاشت الملاعب السعودية فوضى (بالجملة) لم تشهدها من قبل من حيث العدد والطريقة واختلاف الدرجات، بدا وكأن الساحة الرياضية تعيش حالة (احتقان) منذ سنوات، ثم انفجرت في هذا الوقت!
@@ أبرز مظاهر الفوضى هي التي صُنعت في المدرجات، وأخطره الدخول إلى أرض الملعب، وانتهاك حرمته، كما حدث في مباراة الهلال والنصر، ومثله اعتداء اللاعبين على الحكم، اعتداء عمليا أو لفظيا، أما الظاهرة الجديدة فهي إحراق الأعلام على مرأى من الجميع، وهو عنوان الشغب الجماهيري في لقاء الأهلي بالهلال!!

@@ قبل المباراتين حدث حقن إعلامي مركّز، وبعدهما انفجار (لفظي) من قبل الخاسر المظلوم - من وجهة نظره - ليمتد إلى ممارسة عملية من قبل بعض الموَجَّهين البسطاء المندفعين!

@@ ما يحدث.. هل هو نتيجة أخطاء حكام، أم شحن إعلامي، أم قلة وعي جماهيري؟.. (كما هو الاستفتاء الذي نشرته الرياض)، وأضيف إليها: أم هو غياب أو هشاشة قرار، بل عدم صناعة قانون؟!

@@ ما اتخذ من إجراءات بمنع الدخول إلى الملعب هدفت إلى تدارك الأنظمة (المتسامحة) من أجل حفظ كرامة الملعب المهدرة، ومنها بقائه خاليا من العناصر البشرية التي لا دور مباشر لها في صناعة المباراة.. قرار تصحيحي هو ثمرة خطأ تحويل الملعب إلى ساحة يدخل فيها (الكل) تقريبا، و(الكل) هذا خليط من مجموعة بشرية فيهم الرزين المتزن، وفيهم العدواني المندفع، حتى لو حمل الجميع بطاقات انتماء لجهات رياضية، لأن من يمنح تلك البطاقات لا يخضع - بالطبع - لاختبارات سلوكية أو عقلية!

@@ الخطأ حتما لا يعالج بخطأ آخر، لو حدث هذا لاندثر النظام وحل محله الانتقام!.. الخطأ يخضع عادة للحكم من رؤية عاطفية.. قد يكون فرديا وبالتالي لا يصدق الحكم، في مباراة الهلال والنصر مثلا كلا الجهتين نظرت للهدف غير المحتسب (القضية) من منظورها الشخصي العاطفي (صحيح، غير صحيح).. أما حينما أخضع للمختصين أفتوا فيه بقطعيّة.. وذلك ما يدعو إلى ضرورة إيجاد آلية تمنع إطلاق الأحكام على الحدث حتى لو كان واضحا لئلا يثير الجمهور!

@@ من وجهة نظري، فإن اللقاءات المباشرة المستعجلة مع (أي أحد!) من منسوبي الناديين، أو مع من يرغب في التكلم بشكل (فوضوي) ليثير، حتى لو كان من غير المنسوبين، كعضو شرف (لم يحمل الرسمية) هي سببٌ رئيسٌ لحالات الهيجان.

@@ (صوت العقل) يطالب الإعلام بالهدوء، والاتزان، والتوازن، والموضوعية.

@@ يفترض أن تقنن الأحاديث في الأندية، فلا تتاح الفرصة (لأي أحد!).. من المهم أن تتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتقنين من يتحدث من الرياضيين، ووزارة الإعلام لوقف التجاوزات، وهذا ما هو معمول به في كثير من المؤسسات، الرياضية وغير الرياضية.

@@ أيضا، من المهم جدا أن يقتنع الجميع أن الحكم بشر يخطئ ويصيب، ومن يفعل ذلك الإعلام والمسؤولون في الأندية، كما يجب أن يغلب حسن الظن على سوئه.. وهذا بالطبع سيضبط الانفعالات ويتحكم فيها.